swiss replica watches
ملحمة العدميين: “أنا افكر وسكران، إذن انا موجود لأكره وطني وملكي – سياسي

ملحمة العدميين: “أنا افكر وسكران، إذن انا موجود لأكره وطني وملكي

رشدي سليم

لما كان المنهج الديكارتي في التفكير يستفز الذات المفكرة بالمنطق والعقل الرياضي والجدل المنطقي، كانت الافكار والعقول تفكر للبحث للخروج من “برادايكم” العهد القديم والتصور السابق للفكر، ومعها جاءت قولة ديكارت الخالدة” انا افكر اذن انا موجود”.

وهي محاولة لخروج العقل المفكر بالعقل من سباته العميق ومن دوغماتيته المتحجزة نحو التحرر والتفكير السليم بمنطق الأشياء لا بمضاداتها المختلفة والمجانبة للصواب.

وحتى العدم، ليس بفلسفة كاملة الأركان ورغم انه يحمل افكار المأساة والتراجيديا والظلام…مما جعل فلاسفة ومفكرين من رواد العدم من نيشته وشوبنهاور وجيل دولوز ينهون حياتهم بكل مأساوية.

ورغم ان المقارنة غير ممكنة بين فلاسفة افنوا حياتهم للفكر والتفلسف والبحث في الكتب والمجلدات وكتابة مؤلفات..وبين فئة تعيش عن بقايا الافكار الطوباوية والعدمية، وسمت نفسها ب”ملحمة العدميين”…تجمع بين نشاطها الحقوقي والسياسي والإعلامي بخربشات”الطاسة والقرطاسة ولفافات مخدرة…..”

قد يكون لنقاش” العدميين” مضمون وقبول لو كان فعلا مؤسسا على افكار منهجية ومتزنة ومؤسسة على فكر تحليلي للسياسة والاقتصاد..ويحمل معه معاول الهدم والبناء..لكن يتحول النقاش وينشر بالفيديو بالصوت والصورة، فهو مجر نقاش زنقوي فارغ المحتوى، لكن للأسف خرج من وجوه تقول انها تناضل من اجل الحرية وحقوق الانسان وحرية التعبير والتدين..

اصدقاءنا في ملحمة العدميين يظهر انهم لم يعرفوا مفهوم “الحداثة” واسهاماتها المختلفة، وتعاملوا  بحداثة مقلوبة ومتقوبة، فهل الحداثة وحرية التعبير هي ان نجلس نناقش بحضور البيرة والروج” ..قد يكون الامر عاديا في مكان خاص، لكن ان تنقل ذلك للفضاء الخارجي وان تتحدث عن بلدك ووطنك وسياسته وعن مقدساته ورموزه وملكه بذلك الطريقة فان الامر لا يعدو ان يكون “مراهقة” فكرية و”نزق” خارج عن السياق، وتمرد فارغ الأركان وعربدة بتشمكيرة هاوية..

ان نقاش الدستور والسياسات العمومية والواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي يتطلب الالمام بما يجري وما يقع من متغيرات ومن واقع لنا عليه مجموعة من المؤاخدات، لكن ان يتم تمرير نقد وحقد بطريقة فجة وفضفاضة فهذا لا يعدو ان يكون مجرد” اختلف معك بهذه الطريقة لأشتهر اكثر..” لكن للأسف المجتمع المغربي يعرف بكل وضوح من يصدق زمن يقدم له الحقيقة وليس من يتاجر بها في المنظمات الدولية ولمراكز بحوث واعلام، يهمها ان يبقى المغرب دائما حالة سوداء وظلام وعدم…

في حين يعرف المغرب تحولات سياسية وحقوقية ليست وليدة اليوم، وتصالح المغرب مع أجياله ووقعت المصالحة الوطنية وتم تقديم دستور متقدم بإصلاحات همت جميع المجالات..رغم وجود عوائق التقدم والتنمية ومجالات الفساد والريع؟؟إلا ان الوطن يبنى برجالاته وبمناضليه الذين اختاروا البناء الصحيح من داخل الوطن وقبول كل المتغيرات ومواجهة التحديات وفضح التلاعبات.

فهل يعني انتقاد الملك بتلك الطريقة التي لم تحترم الوضع الاعتبار للملك ولشخصه المقدس، يعد موقفا حسنا او فكرة تعطي البديل لواقع السياسات المختلفة، فكان الاجدر ان نناقش  السياسات العمومية بمعطيات دقيقة وبالأرقام في الاقتصاد والمجتمع تقارن بين الامس واليوم.

فالملك هو رئيس الدولة ورمزها وضامن استقرارها وراعي تنميتها الاقتصادية والاجتماعية وهو الذي يعطي في الخطب دروسا وعبر وخطوطا عريضة لمسايرة الاصلاحات في مجالات التعليم والصحة والتشغيل والإدارة…وعلى الفاعل الحكومي والسياسي بلورة ذلك لما تؤسسه الديمقراطية من فعل تشاركي وليس بلغة الاستبداد والعدم كما يروج لذلك “عديمو العدمية”.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*