تحقيق صادم: ليالي سيدي بوزيد…. خمر ومخدرات وفتيات قاصرات وشيشة في غياب السلطات

المدينة تغرق مرتادي بعض الملاهي الليلية بالمخدرات الصلبة والشيشة في غياب تام لرجال الدرك
جلسات الشيشة والنساء..آخر صيحة في الصالونات بمدينة الجديدة ونواحيها

إعداد – نجاة بلهادي / ت – ابراهيم أبو آية

سهر وخمر ومخدرات تحتضنها قاعات خاصة يباح فيها كل شيء تحت إضاءة خفيفة، يصبح فيها المحرم مباحا ويطلق فيها العنان للغرائز… إنه ” منتجع سيدي بوزيد”، حيث يعد ضمن خانة أوكار الفساد وترويج المخدرات الصلبة.

مخدرات، وفتيات قاصرات ومحجبات “عاهرات”، مشاجرات، تجاوزات، تلك هي الصورة القاتمة التي يرسمها كل زائر لمدينة سيدي بوزيد على مدار السنة، دون الحديث عن خبايا أخرى لا يعلمها إلا رجال الدرك الدين لا تبعد سريتهم عن تلك الملاهي إلا بأمتار قليلة.

ما يميز ملاهي سيدي بوزيد هو أنها تضرب عرض الحائط قوانين الفتح والإغلاق، وقد كشف عن ذلك أناس من الميدان حين قرر أصحاب تلك الملاهي فتح أبواب حاناتهم على مدار الساعة، مستغلين بعدها عن المدار الحضري وكذا تغاضي المراقبين، الموكل إليهم مهمة مراقبة أوقات افتتاح وإغلاق المطاعم المصنفة والنوادي الليلية والحانات، بحيث يلزم الرئيس الإقليمي للأمن بالجديدة على بعض المطاعم الليلية توقيت محدد فيما يتمتع آخرون ومن بينهم من لا يتوفر على الترخيص بأوقات استثنائية، حتى الخامسة صباحا، فيما يعاقب بعض الذين يتأخرون بربع ساعة عن الإغلاق بغرامات مالية ، بحيث يتم تقديمهم للمحكمة، فيما بعض الحانات والنوادي الليلية تصخب فيها الموسيقى إلى ما بعد صلاة الفجر دون حسيب أو رقيب، هنا يتساءل بعض أصحاب المطاعم الليلية والملاهي كيف يسمح للبعض ويعاقب البعض؟، كما يتساءلون حول المعايير التي تجعلهم يكيلون بمكيالين؟.

قاصرات في ملاهي سيدي بوزيد     

كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا حينما توجهنا إلى سيدي بوزيد وعندما وصلنا بدأت ألاحظ الفرق بين مطعم ليلي بمدينة الجديدة، يمتلكه مستثمر مغربي إسباني، كنا كصحافيين مدعوين له يتمتع بجميع المواصفات دون مبالغة، وبين هذه الملاهي الليلية التي لا تزال صاخبة حتى بعد صلاة الفجر، رغم أن كل الملاهي التابعة لعمالة الجديدة يسري عليها نفس القانون، غير أن هنا في سيدي بيوزيد قانون يسمح بكل شيء حتى بيع المخدرات الصلبة داخل الملاهي، واحتضان فتيات في مقتبل العمر، مثنى وثلاث ورباع، بعضهن متأبطات رجالا أكبر منهن بكثير، وأخريات يتحدثن إلى شبان، يثير انتباهك في تلك الليلة الصيفية وصول فتيات دون سن السابعة عشر، في حالة يستحيى ذكرها.

بملابسها الفاضحة، وتضع بعض المساحيق على وجهها، ما أن تتقدم نحوها، حتى ترسم ابتسامة مصطنعة، وتقول “ألا يعجبك الحال أنني هكذا ألبي رغبات الرجال بدون تمييز لأنني مضطرة لفعل ذلك”، تتردد قليلا حين تكشف لها عن هويتك، وتمتنع عن الحديث قبل أن تقول” ظروف دفعتني إلى هنا، إنهم يريدوننا حطبا لجمع المال بطريقة غير نظيفة، ونحن نقوم بالدور على أكمل وجه، مقابل الفتات”.

قد تصادفك بهذه الأوكار اللعينة بنات عائلة أو بدون عائلة يتحججن بكل الطرق من أجل الهروب من رقابة الأسرة، وفي بعض الأحيان تكون الأم هي من تبيع بنتها بأبخس الأثمان، نعم يحدث هذا بمنطقة أزمور.

دعارة وخمور وأشياء أخرى

لا يمكن الحديث عن الدعارة وحدها، وعدم تطبيق القانون في إغلاق الملاهي، فلكي تكتشف الخبايا يقترح عليك أن تبقى إلى آخر الليل، كي تكتشف عالما لا تراه إلا في الأفلام، مشاجرات من كل نوع، وفي كل مرة، يقذف ”الفيدورات” بمشاغب ”سخنت رأسه” وأراد تعكير صفو الرواد، إلى خارج الحانة، بعض المشاجرات تصل إلى حد استعمال السلاح الأبيض، وقد يستقبل قسم المستعجلات حالات كثيرة من هذا النوع في كل ليلة.

كلما فككت مصالح الأمن شبكة لترويج المخدرات وخاصة الصلبة (الكوكايين) ، تتأكد علاقتها بالحانات والملاهي الليلية وهي موطن توزيع فيه هذه السموم، لكن شبكات أخرى تعمل بطرق سرية وملتوية تستمر في نشاطها إلى حين سقوطها القريب أو البعيد، لا احد يعلم ذلك، حيث تضيف بعض المصادر أن ترويجها بالمدينة بشكل متنام يثير الدهشة والاستغراب بعدد من الحانات والملاهي الليلية بسيدي وبوزيد والجديدة، بحيث تستهلك فوق الطاولة من قبل المستهلكين المترددين عليها أمام غياب تام لرجال الدرك .

أرقام صادمة لمستعملي المخدرات الصلبة

تصدمك الأرقام الخاصة بالعلب الليلية والحانات، حيث تضرب مدينة الجديدة وسيدي بوزيد أرقاما قياسية على الصعيد الوطني حتى أصبحت قبلة لكل رواد الحانات والملاهي الليلية من كل المدن خاصة نهاية كل أسبوع، كما أن هذه الحانات والمطاعم التي تتاجر في كل أنواع الخمور المستوردة وليست المحلية، بحيث أضحت تهدد الاقتصاد الوطني.

لقد أصبح شباب جل المدن المغربية يقصد سيدي بوزيد من أجل الاستمتاع ليس بمناظرها الخلابة ولكن من أجل التوجه إلى الملاهي الليلية التي تباع بها أصناف المخدرات والكوكايين، شباب في عمر الزهور يبحث عن المخدرات لكي يغيب عن العالم.

المعسل الخليجي .. سم بنكهة الفواكه

هو عبارة عن مزيج من أذواق الفواكه، هذا المعسل يحاول أصحابه الترويج له على أنه صحي، ويقلل من أضرار دخان “الرنجيلة” باعتباره يحتوي على أنواع مختلفة من مزيج الفواكه والأذواق على غرار ذوق النعناع والفرولة، يقول أحد أصحاب هذه الصالونات، إن دخان “الرنجيلة” مع “المعسل” يتبخر بعد مروره بالماء الموجود في الشيشة، وهو ما يجعلها أقل ضررا من السجائر .

إلا أن ما لا يعرفه عدد كبير من مدمني الشيشة، أن المعسل الفاخر يتم جلبه عن طريق التهريب أو في “الكابة” من دول الخليج العربي، أما الباقي فهو عادة ما يكون مغشوشا وغير أصلي، إذ يحرص الكثير من رجال الأعمال الخليجيين على اصطحاب “المعسل” معهم من دولهم على غرار السعودية ودبي، ومصر ولبنان.

     “تعميرة” واحدة من “الرنجيلة” تعادل علبتي سجائر

يؤكد الأطباء أن الشيشة كغيرها من مواد الإدمان مثل السجائر تحتوي على مواد خطيرة، كما أن مكونات الشيشة لا تختلف عن مكونات تبغ السجائر ودخانها، حيث أن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة، تأتي في مقدمتها مادة “النيكوتين” وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية التي تستعمل في مبيدات الحشرات.

كما أنه يضاف إلى “تبغ الشيشة” أو “الرنجيلة” العديد من المواد المنكهة مجهولة التركيب.

وقالت المنظمة في وثيقة نشرت مؤخرا أن استخدام الشيشة لتدخين التبغ لا يعتبر بديلا آمنا لتدخين السجائر، بعكس التصورات القديمة والاعتقادات الشعبية، فإن الدخان المنبعث من مبسم الشيشة يحتوي على عدد من المواد السامة التي يعرف عنها تسببها في حدوث سرطان الرئة وأمراض أخرى، من شأنها أن يعرض الشخص المدخن إلى كمية أكبر من الدخان على مدى أطول، مقارنة بالزمن الذي يقضى في تدخين السجائر.