swiss replica watches
المريزق في حوارات مفتوحة مع الشباب – سياسي

المريزق في حوارات مفتوحة مع الشباب

حوارات مفتوحة مع الشباب
الجزء الثاني

المصطفى المريزق

إن حرية التعبير لا يجب أن تبقى حبيسة الوعي الثقافي، بل يجب أن تصبح ممارسة يومية في المجتمع، تمكن الشباب من المساهمة في تقوية وتعزيز المؤسسات، و تسمح لهم بالانخراط في الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب منذ العقود الأخيرة، وتمنحهم القدرة على الاهتمام بالحياة السياسية العامة.

الشباب اليوم، يعتبرون أنفسهم الخاسر الأكبر ( حسب العديد من تصريحاتهم) ، رغم ما شهدته بلادنا من اصلاحات جبارة مست حقوق الانسان و حقوق المرأة و الإعلام والتواصل والأمازيغية، نظرا لعدم تمكنهم من الولوج إلى حقوقهم الأساسية، وفي مقدمتها: التعليم والصحة والشغل والسكن، خاصة بالنسبة لشباب المغرب القروي وسكان الجبل والواحات والسهوب والسهول وضواحي المدن الكبرى والمتوسطة؛ فهم يعتبرون أنفسهم أولى بالثروة المحلية (ثروة المناجم و المعادن و المقالع و الصيد البحري و القطاع الغابوي )، ويطالبون بالاستفادة من دعم الحرف اليدوية و من التطورات التقنية والصناعية والتكنولوجية في مناطقهم. و هو ما يحتاج لنهضة تنموية عاجلة حتى يسترجعوا ثقتهم في الوطن و مؤسساته.

إن الديمقراطية بالنسبة لهؤلاء الشباب الذين التقينا بهم، هي ” أن تمكنهم الدولة ومؤسساتها من العدالة المجالية والحماية الاجتماعية، وتمكنهم من الحق في الثروة الوطنية، و ولوج المؤسسات عن طريق تجديد النخب”..

الشباب و العمل التطوعي:

إن سؤال المساواة يعتبر مدخلا أساسيا لتغير بنيات أي مجتمع. فالمواطنة تعني المساواة بين المرأة والرجل، و تعني الحق في العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص ومحاربة الريع والزبونية.

و من أجل التصدي لهذه التحديات، بات لزاما على القيادات السياسية أن تعيد النظر في علاقتها بالشباب و إحياء القوة التطوعية فيهم، ما دام مبدأ المساواة يعتبر من أهم المبادئ الإنسانية، و هو ورش مفتوح يتطلب تفجير طاقات الشباب في مجالات النضال المدني و التطوعي و الإبداعي و الثقافي، من أجل تكوين نخب ديمقراطية وحداثية إلى جانب الشعب و ليس نخب تابعة لجماعات أو فئات سياسية، حتى لا يتحول الشباب إلى وسيط للكبار في ألعاب تقتل قوته و تدفن طموحاته.

فمن بين الرهانات الأساسية اليوم، هي تشجيع الشباب على المساهمة الفعالة في منظمات شبابية تطوعية تسمح لهم بالعمل في صفوف الشعب ، قائمة على التعدد و التنوع و التكامل الديمقراطي الحقيقي، الذي لا يرى في الديمقراطية فقط سياسة الغالب و المغلوب. كما أن النضال إلى جانب الشباب يجب أن يمر عبر خلق أشكال جديدة من الارتباط بهم من خلال ثقافة سياسية جديدة و إدراك أخطاء الماضي وتجاوزها.

إن التحول الديمقراطي الحداثي لصالح الشباب، يجب أن يولد في هذه اللحظة المفصلية التي يمر منها مجتمعنا، لتمكينهم من الانخراط رأسا في الدينامية الحالية على الصعيد الوطني والافريقي والعالمي، وعلى صعيد مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فكما يقول رجال القانون و العلوم السياسية، فالديمقراطية لا تشكل حلاً سحرياً لكل المشكلات والإشكاليات التي يطرحها الواقع، لكنها قد تحقق المناخ السياسي اللازم لحل هذه الإشكاليات بطريقة موضوعية و معقولة. كما أن الديمقراطية لا تعني جر المجتمع للحرب و العنف و الصراعات الاثنية و الأهلية و ارتكاب جرائم ضد الإنسانية باسم التغيير و باسم الضرورة التاريخية،إنها تعني كذلك الأمن و الاستقرار و تحصين الحقوق و المكتسبات و صيانتها و الحفاظ عليها.

ما يقوله الشباب حول الانتقال الديمقراطي:

أما بخصوص قضية الانتقال الديمقراطي، فالشباب له رأي في الموضوع يستحق كل الانتباه من لدن الفاعل السياسي، حيث يعتبر هؤلاء(الشباب) أن الانتقال الديمقراطي ضرورة ممكنة رغم المعيقات والصعوبات كتلك المرتبطة ببنية الدولة، ومداخلها يمكن حصرها في:

+ إقامة وسيادة دولة الحق والقانون؛

+ اعتبار العدالة ناظمة للعلاقات بين أبناء المجتمع وفئاته المختلفة؛

+ تفعيل المساواة أمام القانون سواء كأفراد أو جماعات أو مؤسسات الدولة في مستوياتها المتعددة؛

+ توفير شروط انتخابات نزيهة و الفصل بين السلط الثلاث و احترام حقوق المواطنة (حريات مدنية، و سياسية و اجتماعية و ثقافية)؛

+ إقرار جهوية تتيح توسيع و تعميق التفاعل بين مختلف مكونات المجتمع، و الاهتمام بدرجة عالية بالتنمية البشرية و تعميم التعليم والتقدم العلمي والتقني و محاربة البطالة، و تمكين المرأة من المشاركة في عملية التنمية؛

أما على المستوى الاقتصادي، يرى الشباب أنه يجب معالجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، لأجل تحسين شروط الإنتاج الاقتصادي، و تحديث بنيته الأساسية عن طريق إقامة المشاريع الإنتاجية الكبيرة و ليس المشاريع الصغيرة والمتوسطة و النهوض بالإنتاج الزراعي من أجل إنعاش سوق الشغل و تحقيق الأمن الغذائي.

و على المستوى المدني، يطالب الشباب بإصدار قانون جديد للجمعيات و المنظمات و الهيآت التابعة لها، بعيدا عن الوصاية و الحجر.

و أخيرا، على المستوى الحقوقي، يتطلع الشباب لتحول ديمقراطي حقيقي لصالحهم و لصالح كل الفئات و الشرائح الاجتماعية المهمشة، من خلال:

+ فسح المجال كاملاً أمام تطوير وتحديث البنية السياسية القائمة،

+ العمل على إصلاح التعليم إصلاحا شاملا يواكب منظومة التعليم الحداثي، التي أعطت أكلها في العديد من الدول،

+ إعادة تنظيم الحياة السياسية على قاعدة الديمقراطية و الشفافية و محاربة الرشوة و ربط المسؤولية بالمحاسبة،

+ العمل على إنهاء كافة أشكال التمييز ومصادر قوته الأمنية المتسلطة على المجتمع،

+ الإعلان الرسمي عن التحول نحو بناء دولة الكل الاجتماعي، الدولة السياسية القادرة على استقطاب قوى للمجتمع المتعدد و المتنوع حضاريا و ثقافيا، من أجل تحقيق التنمية و العدالة الاجتماعية في المغرب.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*