swiss replica watches
رسالة الى مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة – سياسي

رسالة الى مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة

الرباط، في 29 يناير 2020


إلى رفيقاتي مناضلات و رفاقي مناضلي
حـزب الأصـالة والمعـاصرة


اسمحـوا لي بـدايـة أن أتقـدم إليكم بخالـص تحياتي و عبـارات تقـديـري واعتزازي بكم و بما تجسدونه من قيم و أخلاق عالية، و سلوكات نضالية متميزة.
يستعد حزبنا لتنظيم مؤتمره الوطني الرابع أيام 7 و 8 و 9 فبراير 2020 بمدينة الجديدة، في سياق داخلي مختلف عما طبع محطات المؤتمرات الوطنية السابقة. هذه المرة تأتي محطة المؤتمر بعد فصل طويل من التجاذبات القـوية وانعـدام التواصل بين الأطراف، الشيء الذي أثـر سلبا على الانسجام العام داخل الحزب، وأوقـف ديناميكية أداءه الميـداني، و أساء لصورته ولإشعاعه المتراكم منذ النشأة. فكانت النتيجة أننا انشغلنا عن الانتظارات التي تفرضها الظرفية و التي تستحق كامل اهتمامنا و تركيزنا و اجتهاداتنا السياسية.
ولا يخفى عليكم، أيضا، أن مشاكلنا التنظيمية كان يوازيها واقع وطني تميـز بانطلاق أوراش استراتيجية هامة لمستقبل بلادنا، تحتاج كفاءات سياسية قادرة على رفع تحديات تدبير الشأن العام والنهوض بالمسؤولية العمومية. كما عرفت الساحة الحزبية ببلادنا استمرار التشتت و إضاعة الطاقات في سجالات تغلب عليها الشعبـويـة وتسفيه العمل الحزبي، بشكل يشجع خطاب العزوف السياسي والانتخابي، و قد يهدد التوازنات الداعمة للديمقراطية و التعددية التي نفتخر أنها ميزت المسار السياسي منذ الاستقلال. و عرفت بلادنا، كذلك، ارتفاع حجم الانتظارات الشعبية و بروز مطالب مشروعة ومُلحة على المستويات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية، يحملها شباب أملهم أن تلتقي طموحاتهم وطاقاتهم مع فاعلين حزبيين صادقين يحملون عرضا سياسيا جذابا، و تسكن وجدانهم قضايا الوطن أكثر مما يفكرون في مصالحهم الشخصية ومنافعهم الصغيرة.

رفيقاتي و رفاقي،
أليس خطيرا أن يستمر حزب الأصالة و المعاصرة منشغلا بصراعات داخلية مسكونة بهواجس الذوات و غافلا عن المسؤوليات الوطنية الأساسية؟
أليس حزبنا أولى بأن يفرز من بين مناضليه كفاءات و فاعلين سياسيين بإمكانهم أن يتيحوا لمواطنينا المشاركة في وضع السياسات العمومية وتتبع تدبير الشأن العام، و بلوغ المسؤوليات العمومية و المساهمة في تطويـر واقعنا نحـو الأفضل؟
ألم نتعاهد على أن نمارس السياسة بشكـل مغايـر من أجل مصلحة الوطن بكل أبناءه ؟

لي اليقين أننا لن نكون في الموعد إلا إذا استرجعنا زمام المبادرة وجعلنا المؤتمر الرابع للحزب محطة للوحدة بين كل أبناءه، و فرصة لتجديد العرض السياسي وتقوية جاذبيته، و مناسبة للاتفاق غلى تصور لإعـادة بناء التنظيم الحزبي وتدبيره بشكل عصري و ديمقراطي. و أعتقـد جازما أن مسؤوليتنا الجماعية تقتضي أن نفرز قيادة حزبية يمكنها أن توحد ما تشتت، وأن تُعيـد إلى البيت الحزبي كل من ابتعدوا عنه من أطر وفعاليات، و أن تفتح التنظيم في وجه كفاءات جديدة لتساهم في الحياة العامة. قيادة حزبية تلتزم بالديمقراطية الداخلية، و بأعلى درجات الوفاء لقيـم تمغربيت الحقة التي استهـوتنا في بدايات المشروع، و جسدنا عبرها نبل التزامنا السياسي وتميز الفكرة التي حملتها جينات الحزب، و آن الأوان أن تخرج كل تلك القيم إلى حيز الممارسة العملية من خلال إنتاج بدائل للسياسات العمومية وللاختيارات الحكومية غير الصائبة، باستنادنا في ذلك إلى أصالة وتوابث الأمة المغـربيـة، و بتجسيدنا لمعاصرة حقيقية تكون بعيـدة عـن الـدوغمائية و قـريبة جـدا من سُبل تحديث القوانين لتساير تطور المجتمع، و تحديث آليات تدبير الشأن العام و تقوية نجاعتها وجودة خدماتها، و تعزيز تنافسية الاقتصاد و إرجاع الثقة للفاعلين الإقتصاديين و للرأسمال الوطني، وتشجيع فرص إدماج اجتماعي و اقتصادي للشباب، و دعم مواطنينا ليكونوا مؤهلين لرفع تحديات العصر الرقمي و انعطافاته العلمية و التقنية، و تأثيراتها الفكرية و الفلسفية.
لكل ذلك، يسعدني أن أخبـركم أنني قررت، بتنسيق و تشاور مع عدد كبير من المناضلات والمناضلين الغيورين على الحزب و المفتخرين بتاريخه و مساهماته، تقديم ترشيحي لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة، عاقـدا العزم على أن أكون مرشح الوحـدة و الوفـاء، ملتزما بأن نعمل سويا مع جميع كفاءات و أطر و مناضلي الحزب، في كل الجهات و الأقاليم، على جعل مستقبل حزب البـام يمتـزج فيه الافتخـار بشرعيـة النشـأة و الـوفـاء لقيـم رجالاتها، بإرادة التطوير الأداء و تجديد أساليب العمل و تجويد العرض السياسي.

رفيقاتي و رفاقي،
وأنا أعلن لكم ترشيحي، ألتزم أمامكم بضمان أن يكـون الحـزب حضنا جامعا لكل مناضلاته ومناضليه بـدون إقصاء لأي طرف، و بتدبيـر ديمقراطي لكل الاختلافـات، وباعتمـاد آليـات تواصلية حديثـة تجعل جميع المناضلين يساهمون في التقييم المستمر لأداء الحزب و تدبيره، حيثما كانوا و طيلة الفترات التي تفصل بين المحطات التنظيمية الرئيسية. بذلك سنضمن انصهار جهودنا وطاقاتنا في ذات واحدة، تقف أمام كل التحديات، بتباث على القيم الأصيلـة، و التزام بأساسيات الفعل السياسي السليم الذي لأجله انخرطنا في تجربتنا الحزبية، والعودة لخدمة المواطنين المغاربة كما يستحقون ذلك منا، و النجاح في ذلك المسعى بذكائنا الجماعي. و الله ولي التوفيق.

لكم مني كل الاعتزاز بالحس العالي من المسؤولية و الوعي الذي تتميزون به.
إمضاء :
المكي الزيزي
مرشح الوحـدة و الوفـاء

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*