swiss replica watches
للبرلمان حرمته يا رئيس الحكومة – سياسي

للبرلمان حرمته يا رئيس الحكومة

أي منقلب قيمي وأخلاقي أوصل إليه رئيسُ الحكومة المؤسسةَ التشريعية ومعها الدستور والشعب ؟ أي درك منحط أوصل فيه رئيس الحكومة السياسة والعمل الحكومي ؟ وأي إهانة أحط وأعر وجهها رئيس الحكومة إلى النساء البرلمانيات ومعهن كل نساء المغرب وأسُره وهو يتلفظ بالعبارات النابية والألفاظ السوقية والإيحاءات الساقطة من داخل قبة البرلمان وعلى الهواء مباشرة ؟؟ ليست فلتة لسان من رئيس الحكومة نلتمس له العذر باستحضار التحليل النفسي لفرويد ولا زلّة لسان يمحوها العذر ؛ بل هي تعبير عن حالة نفسية تستدعي إخضاع صاحبها ، على عجل ، للعلاج . عبارة “ديالي كبير عليك” حين تقال لامرأة وفي حالة غضب أو قلق أو جدال ليس لها في المخيال الشعبي إلا معنى واحد ؛ ولا يمكن أن يتفوه بها إلا سفيه أو “سلڭوط” ؛ وفي الحالتين معا مس بحرمة البرلمان وأخلاقيات الشعب وبقواعد العمل البرلماني والحكومي . فالبرلمان ليس مكانا للسفهاء ولا وكرا “للسلاڭيط” .

البرلمان مؤسسة دستورية تمثل الشعب بكل إرثه الحضاري وتراثه الثقافي ورصيده القيمي . البرلمان مكان للتشريع يستوجب ، سياسيا وأخلاقيا ، تمثل هذه المسئولية الجسيمة في كل حركات أعضائه وسكناتهم . أليس هذا هو نفسه البرلمان الذي أصر فيه بنكيران ، زمن المعارضة ، على طرد صحفية القناة الثانية 2M بسبب “عورة” ذراعيها المكشوفين من “تي شورت” الذي كانت ترتديه ؟ أين هي تلك “القيم الأخلاقية” التي ادعى حينها ، بنكيران أنه يغار عليها وهو يتلفظ بالكلام الساقط داخل البرلمان ؟ وأين الوزير الشوباني من انتهاك رئيسه لحرمة البرلمان نهارا جهارا وعلى الهواء ؟ أليس نفس البرلمان الذي طرد منه الوزير الشوباني الصحفية خديجة الرحالي بسبب لباسها ؟ أليست حرمة البرلمان التي اتهم الوزيرُ الصحافيةَ بانتهاكها هي نفسها التي بالغ في انتهاكها رئيس الحكومة وعن قصد ووعي وإصرار ؟ بنكيران حوّل البرلمان إلى “حمام” و”جوطية” يستعمل فيه نفس القاموس اللغوي وبنفس الدلالات الشائعة والبذيئة المتداولة هناك . لطالما قدّم الإسلاميون أنفسهم “حماة” الأخلاق ونصبوا محاكم التفتيش ضد المهرجانات الفنية والأفلام السينمائية والأغاني الشعبية ، واتهموا فنانات وفنانين في أعراضهم وطعنوا في معتقداتهم وسفّهوا أخلاقهم دون أن يرف لهم جفن أو يندى لهم جبين (بالمناسبة هل سيجرؤ محامي حزب بنكيران على رفع دعوى الحسبة ضد رئيسه كما رفعها ضد المطربة الشعبية الداودية ) . أعلنوها حربا صارخة وفاضحة دفاعا عن “القيم” وحماية للهوية” وسعوا إلى “أسلمة” الدولة والمجتمع . فأي “فضيلة” تلك التي تفوه بها رئيس حزب يقود الحكومة ؟ وأي أخلاق ترجمها في لغته وتمثلها في ذهنه وهو يخاطب نائبة برلمانية ومعها كل نواب الأمة بألفاظ “سوقية” ؟ إنها ليست جهالة يمكن مقابلتها بـ”سلاما” كما أمرنا الخالق عز وجل ، ولا هي لغو يمكن المرور عليه “كراما” كما يفعل عباد الله الأتقياء . إنه الفحش في القول والفجور في الخصام من رئيس حكومة يُفترض فيه تحكيم العقل والحكمة والاهتداء بالدين والدستور والالتزام بما يفرضه المقام وما تتطلبه مهام رئاسة الحكومة التي ليس من ضمنها السباب . إن ما تلفظ به بنكيران إساءة إلى الحزب والبرلمان ثم إلى الشعب المغربي قاطبة . فالحزب الذي يدعي اصطفاء أعضائه ويزعم تخليق الحياة السياسية ، ويفاخر بأن مناضليه “رساليون” وبأنهم “خدامين مع الله” ، لا يمكن أن يصدر عن رئيسه الفحش البواح دون أن ينتفض ضده علنا كما فجر علنا ؛ والسكوت عن فحش رئيسه هو مشاركة له فيه ، لأن الحق لا مراء فيه ولا مجاملة . وإن لم يفعل فقد جعل الفحش حلالا والفجور زلالا . فأية نماذج يقدم الحزب للشعب المغربي وأية أخلاقيات يؤسسها أعضاؤه للعمل السياسي ؟ وهي إساءة إلى البرلمان باعتباره المؤسسة التي تمثل الشعب في إرادته السياسية وشخصيته الحضارية ورصيده التاريخي ، فلم يكن المغاربة أجلافا في مجامعهم ولا فجارا في مخاصماتهم . لقد وضع بنكيران البرلمان محط سخرية العالم المتحضر الذي سيرى في بقية البرلمانيين صورة من كبيرهم ورئيس حكومتهم ” إذا كان رب البيت للدف قارع فما شيمة أهل البيت إلا الرقص” . لقد قدّم رئيس الحكومة للعالم الخارجي أبشع صورة عن الشعب المغربي ووضعه في أخس منزلة ؛ إذ كيف لشعب يمنح غالبية ناخبيه الثقة لإدارة شؤونهم العامة لشخص إذا خاصم فجر وإذا تلفظ فحش ، فاقد للحكمة منغمس في الجهالة . وكم سيلزم الشعب المغربي وأحزابه ومؤسسته التشريعية من الوقت ليصحح ما أفسده رئيس الحكومة ويمحو خطيئاته ؟ أكيد أن كل إناء بما فيه ينضح ، وإناء رئيس الحكومة ليس فيه كلام مهذب ولا قول حسن (وقولوا للناس حسنا) ، بل كله حقد على النساء وإهانة (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) . ومهما حاول بنكيران التطبع بما ليس فيه ، فطبعه غلاب والزمن كشّاف واللسان فاضح . وقديماً قال حكماء العرب : “إن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر ويخبر بمكونات السرائر”. وصدق الإمام علي (رض) لما قال (تكلموا تُعرفوا، فإن المرء مخبوءٌ تحت لسانه، فإذا تكلم ظهر) ؛ وها قد ظهر رئيس الحكومة على حقيقته بعد أن أظهر فحش القول وفجور الخصام .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*