swiss replica watches
دعم الجبهة الداخلية أولا – سياسي

دعم الجبهة الداخلية أولا

د. حميد المرزوقي
يعيش المغرب منذ وقت ليس بالقصير وضعا حساسا، حيث أن القضية الوطنية الأولى المتمثلة في الوحدة الترابية وبسط السيادة المغربية على كافة أراضيه، جعلته مرغما يواجه عدة جبهات في نفس الآن:الجارة المزعجة الجزائر، إسبانيا، ألمانيا، الاتحاد الأوربي، وعلى الواجهة الأفريقية جنوب إفريقيا المهللة لكل ترهات النظام العسكري الجزائري،دون أن ننسى تخادل تونس وبعض الدول الإفريقية التي لا تتحرك إلا تحت الطلب وبالمقابل، كما تميزت السنة التي ودعناها باتجاه تضخمي دولي تصاعدي بسبب ارتفاع اثمنة البترول ومشتقاته وما يتبع ذلك من ارتفاع تكلفة خدمات اللوجستيك وانعكاسها على ارتفاع تكاليف و أسعار العديد من المواد المستوردة، بالإضافة لهذا المنحنى القاتم شاءت الطبيعة أن تشح علينا بالتساقطات المطرية وأن تتضرر بشكل كارثي كل الزراعات الخريفية التي هي صمام الأمان للأمن الغذائي المغربي وانعكاس ذلك على تربية المواشي وسلامة القطيع وهو ما أصبح يهدد بشكل غير مسبوق استقرار البوادي المغربية واليد العاملةالنشيطة بها ويدفع بها للهجرة نحو المدن للبحث عن بدائل لضمان العيش الكريم… إنها توليفة معقدة من إشكاليات اقتصادية واجتماعية وطبيعية مناخية تجعل بلدنا الحبيب في مواجهة المجهول، وتحتم علينا ألا ننساق في توزيع التهم والمزايدات بيننا وأن نتحلى بالصبر والأناة لتدبير هذه التحديات المركبة والمتداخلة،التي يشيب لها الصبيان… ولنأخد العبرة من العديد من المحطات التاريخية التي عاشها المغرب بقياداته التاريخية، ملوكه وزعمائه، حيث كان الشعب المغربي متلاحما متراصا في مواجهة الأخطار والتحديات كالاستعمار وعام الجوع في أربعينيات القرن الماضي، و الظهير البربري الذي واجهناه بالتلاحم وحتى باللطيف في المساجد.
فأين نحن الآن من أسلافنا؟
أولم نعد قادرين حتى على مجابهة التحديات والحفاظ على الجبهة الداخلية؟
بل ننصاع بسهولة لأصوات تتعالى من هنا وهناك لتصفية حسابات ربما نحن في غنى عنها الآن، لأن الذي يهمنا ليس هو تألق الأشخاص أو الهيئات السياسية، وليس خلق الزعامات والأبطال باستغلال هذه الأوضاع الحساسة، الذي يهمنا أن نشد عضد بعضنا البعض لتقوية جبهتنا الداخلية فالوضع دقيق في منتهى الدقة ولا يحتمل المغامرة، لأننا نعيش كلنا في سفينة واحدة ومن المغامرة أن ننقاد لدعوات قد تؤدي بنا إلى المجهول وآفاق قاتمة.
د. حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*