swiss replica watches
التسول : الغول المهول – سياسي

التسول : الغول المهول

بقلم سدي علي ماءالعينين، أكادير ،فبراير 2022 (مقال23)
الشارع المغربي يعج بتناقضات صارمة وجب التعامل معها بكثير الدقة بفهمها واستخدامها، منها ماهو في صلب الحياة اليومية وروتينها، ومنها ماهو صادم في دلالاته عن ما ينخر المجتمع من ظواهر ،وما يمكن اعتباره تاكيدا على تلك الاختلالات التي تمس بصورة الوطن وتفتح باب الأسئلة حول السياسات المتبعة و المؤسسات القائمة و الميزانيات المبرمجة، ومجالات صرفها وطريقة
صرفها.
دعوني أعرض عليكم في هذا المقال مشهدين غاية من البأس و اللا انسانية:
مظاهر التسول في الشوارع المغربية من طرف مغاربة و اجانب ، مغاربة منهم من دفعتهم الحاجة إلى ذلك ، واخرون جعلوا من التسول مهنة تغري مداخيلها اليومية التي تفوق بكثير أجرة عامل بورشة للبناء.
اما الأجانب من سوريا ومن أفريقيا السوداء تلك حكاية أخرى.
المؤلم في مشاهد التسول ببلادنا انها لا تدق أبواب البيوت كما كان الحال في الازمنة الغابرة طلبا لشربة ماء او اكل وملبس ،لذلك كان يسمون بعابري السبيل يمكن أن تكون قد رمت بهم الاقدار بدروب البلدة او أحياء المدينة ، فيما فقراء البلد قابعون بمنازلهم و تاتيهم المساعدات طواعية من اهل البلد
هؤلاء المتسولون الجدد يختارون الوقوف عند إشارات المرور وفي الشوارع الكبرى، يدقون نوافذ السيارات، و يستجدونهم بطرق مختلفة.
فلماذا يختارون هذه الأماكن؟

ومن أين جاؤوا او جيئ بهم عبر شبكات منظمة محترفة للتسول؟
لماذا تتسامح معهم دوريات الشرطة و هم يمارسون مهنة ممنوعة قانونا ؟
واين هي مؤسسات الدولة التي تأسست للتكفل بهؤلاء ورعايتهم و انتشالهم من الفقر و عدم مد اليد ؟
ويزداد المشهد قتامة عندما يتعلق الأمر باطفال مكانهم الطبيعي حجرة الدراسة و مراكز رعاية الأطفال المتخلى عنهم ؟او نساء عجائز مكانهن دار العجزة؟
وتبقى من أكثر الظواهر استفزازا تلك الأسر المكونة في الغالب من ام واطفال صغار او رضع يفترشون الأرض في مناطق تجارية وسياحة، لطرح السؤال عن سبب اختيار هذه الأماكن بدل الأحياء الشعبية حيث يمكن أن يتلقوا الرعاية والسند و الاحتضان من الأسر المغربية ؟
ولماذا بلادنا تملك مؤسسات لرعاية الأفراد( أطفال، شيوخ ،نساء،،،)، لكننا لا نملك مؤسسات لاحتضان أسرة مشردة بكاملها؟
ما قيمة شوارع تشعل فيها الانوار و تزفت بأحسن أرضية وتمشي عليها السيارات الفارهة وعلى جنباتها مواطنون يفترشون الأرصفة ؟
الأمر لا يحتاج لمجهود كبير ، ولا لتفكير طويل ، ولا لمحاربة أمنية تقوم بحملات لمحاربة الظاهرة،
الأمر بكل بساطة يحتاج لانتشال هؤلاء من وضعيتهم ،ليس لأنهم يشوهون شوارعنا ، ولكن لأنهم جزء منا ، و وضعيتهم تضع كل سياساتنا و برامجنا ومؤسساتنا موضع تساؤل،
في الحلقة القادمة سيفتح ملف اصحاب الدلو الذين يجوبون الاحياء لجمع مساهمات بناء مساجد تابعة لاغنى وزارة ببلادنا .
وغايتنا في عرض هذه الظواهر أن نعتبر…
فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*