swiss replica watches
البندير التونسي والجذبة الجزائرية ..الإيقاع المعادي للسلام – سياسي

البندير التونسي والجذبة الجزائرية ..الإيقاع المعادي للسلام

فنجان بدون سكر:
البندير التونسي والجذبة الجزائرية ..الإيقاع المعادي للسلام
بقلم عبدالهادي بريويك
خارج السياق التاريخي للتطور البشري والحضاري تعيشان البلدان تونس والجزائر في ضرب صارخ للحقوق والحريات الفردية والجماعية لشعبيهما، ودائرة الاعتقالات تطال كل ناشط (ة) حقوقي(ة)، (ت) يطالب بالحقوق المشروعة وينادي بالتغيير والتطور والعدالة الاجتماعية.
فالرئيس التونسي الذي خرج عن نطاق المألوف في تصريحاته المعادية للأفارقة ونعتهم بأقبح النعوت، جعلت منه كراكوزا في يد الأراجوز العنصري الميال للتفرقة بين الشعوب والارتزاق من أتوات المصالح الخارجية المعادية للسلام كما هو الشأن بالجزائر حيث تكمم الأفواه وتضطهد الحريات وتتسع دوائر المعتقلات كما تتسع رقعة الفقر والاحتياج وتقهقر الدولة المدنية على حساب طغيان الآلة العسكرية المنتعشة من الفتن ومن تفقير شرائح مجتمعاتها.
تونس والجزائر والعملة الواحدة في تعاطيها مع الشأن الداخلي والخارجي، باتا نظامين يسيران في خط واحد في اتجاه خلق التوترات في المنطقة المغاربية، وكأن تونس (تضرب) بالبندير حتى تزداد جذبة النظام الجزائري من أجل الانبطاح في المذهب الشيعي الإيراني الرامي للتفرقة والانتقام وتثبيت أسس الاستبداد بمختلف أشكاله اللاإنسانية، وهو طريق مشحون اختاره النظامين الجزائري والتونسي؛ لن يقود إلا إلى خلق الفتنة والبلبلة وتعميق الهوة في العلاقات الدبلوماسية التي تزداد شرخا وتعميقا نتيجة التفكير الغير الناضج لمسؤولي البلدين. وعدم قدرتهما على تصحيح الاعوجاج القائم عن الأنا المفرطة للرئيسين اللذين يعتبران أن الأصوات الحقوقية لشعبيهما مجرد حشرات وعلى النظامين القضاء عليها وتكبيل أقلامها والعودة إلى الأزمنة الوسطى المعروفة بالهيمنة على السلطة.
إن القارة الإفريقية السمراء التي ننتمي إليها تاريخيا وجغرافيا ، والمهاجرين الذين يتوافدون منها بفعل الفقر والحروب الأهلية، هم جزء منا، وعلى الشعوب العربية والأوروبية استقبالهم والاعتناء بأحوالهم وضمان حقوقهم الإنسانية، كما هو الشأن للمغرب الذي يحتضن الآلاف من المهاجرين الأفارقة ويستقبلهم ويدمجهم في الحياة العادية للشعب المغربي دون أن تطالهم أصابع العنصرية ودون أن يشعروا بأنهم غرباء أو متابعين أو منبوذين طبقا لمقتضيات القوانين الدولية وانطلاقا من الروح السمحة لملك البلاد محمد السادس الذي يعطي أهمية كبيرة لكل رعاياه المغاربة والمقيمين والمهاجرين إلى التراب الوطني، مؤكدا، جلالته أن المغرب معقلا للحقوق والحريات، وأن المغرب بلدا حضاريا تحترم فيه الواجبات والحقوق، وأن المغرب يؤمن بالتعددية الحزبية، ويمتلك المئات من المنابر الإعلامية التي تعبر عن صوت الشعب بكل حرية بغاية تجويد القوانين المتعلقة بالحريات العامة والفردية وتوسيع نطاقها ضمانا للحقوق المدنية والدستورية.
وأن ما تتغنى به الجزائر وتونس اليوم من تصريحات هجومية لا ترقى إلى مستوى ما وصل إليه المغرب اليوم؛ هو تطبيل وانغلاق وانزواء وانطواء، وأن الله في عون الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي من غطرسة النظامين اللذين يسيران في الاتجاه الخطأ من خلال الانشغال بالقمع بدلا من البحث الحثيث على مسارات التقدم والاستقرار والازدهار التي تنعم بها مختلف الشعوب والأنظمة التي تتطور بتطور الحضارات، وتكثر من المدارس والمستشفيات وتقلل من بناء السجون والمعتقلات.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*