swiss replica watches
هل ماكرون يخادع نفسه ؟! – سياسي

هل ماكرون يخادع نفسه ؟!

فنجان بدون سكر:
هل ماكرون يخادع نفسه ؟!
بقلم عبدالهادي بريويك
” عصر فرنسا الافريقية قد انتهى” حسب تصريحات امانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية لبليفربيل الغابونية يوم الخميس 2فبراير من السنة الجارية ، معربا ان فرنسا تمشي في أطار الأحادية وعدم تدخلها في شؤون الدول.
– عصر فرنسا الافريقية قد انتهى – جملة اعتراضية في غاية الأهمية من حيث سياقها السياسي والدبلوماسي في دولة الغابون، والغاية من إدراجها في التصريح الصحفي الذي يحمل شقين متناقضين، شق عصر فرنسا الذي يظهر مدى عمق الحضارة الفرنسية في نظر رئيس جمهوريتها ، وكلمة الإفريقية التي تم استعمارها وعليها الخضوع والتبعية، كما أن لدلالة الجملة عمق أيديولوجي يتجلى حول ماغايتها وارتباطها بالأزمة الاقتصادية الفرنسية وإصلاح منظومة التقاعد التي أثارت شهية المتظاهرات والمتظاهرين في الشوارع الفرنسية وما خلفته ردود الفعل للفرنسيين أثناء زيارة الرئيس ماكرون لمعرض الزراعة السنوي وتطاول الفرنسيين على السيدة ممثل سيادة الجمهورية .
عصر فرنسا الافريقية قد انتهى ..هكذا لخص الرئيس الفرنسي فحوى زيارته الدبلوماسية لدولة الغابون، باحثا عن موارد جديدة لفرنسا، التي باتت تقتات من المستعمرات السابقة بغاية التعاون الدولي والاقتصادي وترويج المشاريع الاستثمارية والتعاون الثقافي و……..و…. حتى لا يخفق نوره الانتخابي الجمهوري في دولة باتت تعيش التناقضات حينما افلت نجمة المغرب من اتفاقيات أضحت في عداد المفقود ، وفض المغرب كل الشراكات؛ بصفة المغرب دولة مستقلة في قراراتها ويشكل محور انتماء قوي للمنظومة الدولية، وقضية وحدته الترابية لا تخضع لأي شكل من أشكال الضغط والمساومة .
هكذا ماكرون ..الذي يحاول جاهدا الضغط بشكل غير مباشر على أعضاء الدول في الاتحاد الافريقي من أجل عدم اخراج الجبهة الوهمية البوليساريو من الاتحاد الافريقي وبإيعاز من جنرالات العسكر الجزائري الذي استفزته كل الخطوات الدبلوماسية التي أقدم عليها المغرب من أجل استرجاع كل حبة رمل من صحراءه وفي احترام تام للشرعية الدولية .
ماكرون وأثناء استقباله من طرف الرئيس الغابوني حاول _ ماكرون- طبطبة الرئيس على كتفيه بيد أن الرئيس الغابوني سرعان ما نفض تلك الطبطبات التي تحمل دلائل كثيرة وكأن الجمرة الخبيثة قد لمسته ..معربا من جهته فخامة الرئيس الغابوني السيد علي بونغو اونديميا الذي يعترف في أكثر من مناسبة دولية بأن الحكم الذاتي الذي أعلن عنه المغرب يتضمن آفاقا ذات مصداقية ومطمئنة، ولا سيما أن المغرب تربطه بالغابون علاقات تعاون وروابط تاريخية منذ عام 1972 من سبعينيات القرن الماضي .
وهل كان الأجدر أن يقول ايمانويل ماكرون عصر فرنسا بإفريقيا قد انتهى، أم كان عليه القول – عصر فرنسا الافريقية- وفي الجملة تناقض والكل يعلم ان فرنسا أوروبية وليست افريقية؛
هل هو الحنين الاستعماري أم تراها صرخة في واد غير ذي زرع، ولاسيما أن المعارضة الغابونية قد نددت بهذا اللقاء ؟؟!.
من جهة أخرى وفي إطار الزيارات الماكرونية للقارة السمراء التي سيختمها بزيارته لجمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، و التي فتحت قنصليتها العامة بالداخلة يوم 19 دجنبر من سنة 2020، معبرة الكونكو عن دعمها الثابت لوحدة المغرب الترابية ولمغربية الصحراء ودفاعها المعروف على مستوى الاتحاد الافريقي ..تجاه قضيتنا الوطنية ..
في جولته لأربع دول أفريقية مافتئ ماكرون يكرر هفوات جيو- سياسية وخطيرة وانزلاقات إعلامية ، في سياق حديثه الإعلامي نقلا عن France 24 ، حينما قال امانويل ماكرون “إنها طريقة فهمنا المريحة للواقع في الماضي، وقياس تأثيرنا من خلال عدد عملياتنا العسكرية، أو الاكتفاء بروابط مميزة و” حصرية” مع قادة!!! أو اعتبار أن أسواقا اقتصادية هي ” أسواقنا” لأننا كنا هناك من قبل ..” .
فمثل هذا التصريح الصحفي في زيارة ماكرون للقارة السمراء ولأربع دول محددة تجيب على كل التساؤلات الحارقة حول الخطوة التي أقدم عليها ماكرون وهو محملا بفكر المعمر والمستعمر ولم يفهم بعد تطور التاريخ وتطور البشر وتطور المنظومات الدولية ..لنبقى واقفين ..عن طرح الاسئلة الآتية:
_ هل ماكرون في ولايته الرئاسية الأخيرة يحدد سياسة بلاده الجديدة مع القارة الأفريقية ؟!
_لماذا أثارت زيارته غضبا في افريقيا؟!
_ وهل بات ماكرون يرفض المنافسة الاستراتيجية في افريقيا عشية جولته للدول الأربع الافريقية كمنافسة تاريخية؟!

للحديث بقية

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*