swiss replica watches
التكفير! – سياسي

التكفير!

من حين لآخر يزعق شواذ في المجتمع موجهين رماح التكفير نحو فعاليات سياسية وثقافية وإعلامية ، رماحا تحمل من الأحقاد تجاه الحريات وحقوق الإنسان التي أقرها الدستور وأرستها القيم الانسانية الكونية النبيلة ، أكثر من أي شيء آخر . ويغرف هؤلاء الشواذ في ذلك من “عقائد” غريبة عن عقيدة الشعب المغربي وإسلامه الوسطي المعتدل . ” عقائد” ، الدين فيها رديف لتكفير كل مخالف في الرأي ، وإباحة للنحر أو الحرق .. والإسلام منها براء ..
لا شك أن ما شهده العالم العربي والإسلامي عامة خلال العقدين الأخيرين ، من مد للإسلام السياسي في تلاوينه المختلفة ، واتجاه تيارات كثيرة منه إلى أقصى حدود التطرف خاصة في المشرق خلال السنوات الأخيرة ، تصيب بعض شظاياه بعض الجماعات في بلادنا . فنرى بين الفينة والأخرى ، من يعلو زعيقه كرجع صدى للتيارات الأكثر تطرفا في المشرق . هذه الأخيرة التي تجهد في استعمال المال وكل الوسائل غير المشروعة لتجد لها موطئ قدم في المجتمع المغربي.
أكيد أن المغرب في ظل إمارة المؤمنين ، وفي ظل تشبع الأمة المغربية عبر قرون بروح إسلامية يطبعها الاعتدال والتسامح والمجادلة بالتي هي أحسن ، درعها قوي فعال في لفظ وصد أي معتقد أو سلوك غريب عن معتقدات الشعب المغربي .
وفي الوقت ذاته ، تظل الأوضاع الاجتماعية للشعوب العربية والإسلامية عامة ، ومستواها التعليمي والثقافي ، وسيادة قمع الحريات الفردية والجماعية بها ، والدوس على حقوق وكرامة ابنائها .. تظل تربة خصبة لمواصلة إفراز آفة التطرف والإرهاب في ألوانهما المختلفة .
وبالنسبة لبلادنا، التي تنعم بالأمن والاستقرار، وبتجربة ديموقراطية رائدة في محيطها الإقليمي ، وبفضل إمساكها بمفاتيح معالجة إشكالاتها الإجتماعية والثقافية والحقوقية ؛ فإن اليقظة واجبة ، لضمان المستقبل الآمن لكل ابناء الوطن ، وتعزيز حصانة المجتمع ضد كل أشكال التطرف . والعمل واجب ، في العمق وبنظرة بعيدة المدى ، في كل فضاءات التنشئة الاجتماعية ، لترسيخ وتعزيز حصانة ومناعة المجتمع .

المنعطف
( افتتتاحية الأربعاء 10 فبراير 2016 )

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*