أشبال الأطلس تخرس أبواق الكابرانات!

أشبال الأطلس تخرس أبواق الكابرانات!

خلافا لمختلف المنابر الإعلامية في كافة بلدان العالم بما فيها الصحف الأرجنتينية، التي سارعت جميعها إلى تهنئة المغرب بمناسبة ظفر منتخبه “أشبال الأطلس” بكأس العالم للشباب أقل من 20 سنة “شيلي 2025″، إثر تغلبه المستحق بحصة (2/0) على المنتخب الأرجنتيني ليلة الأحد/الاثنين 19/20 أكتوبر 2025 في الدور النهائي بالعاصمة الشيلية سانتياغو، وأشادت بما أبان عنه “الأشبال” من انضباط تكتيكي وعلو كعب وروح قتالية، فإن أبواق الكابرانات أصابها الخرس التام وأبت إلا أن تكشف مرة أخرى عن مدى حقدها الدفين، وتتجاهل مثل هذ الإنجاز التاريخي الكبير…

إذ أن “أشبال الأطلس” استطاعوا أن يبصموا على صفحة جديدة في سجل كرة القدم العربية والعالمية، بعد تحقيق مسار ناجح خلال بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة في “الشيلي 2025″، ليصبحوا بذلك أول بلد عربي وثاني بلد إفريقي يفوز بهذه الكأس الذهبية.

وهو تتويج لم يأت عن طريق الصدفة ولا إثر ضربة حظ عابرة، بل هو نتيجة طبيعية لأداء جماعي متميز وانضباط تكتيكي عال تحت قيادة مدرب وطني شاب محنك “محمد وهبي”، حيث تصدر منتخب الأشبال المجموعة الثالثة التي ضمت أعرق المدارس الكروية الشهيرة بانتصار على كل من إسبانيا (2/0) والبرازيل (2/1) وانهزام أمام المكسيك (1/0)، وتغلبوا في ثمن النهائي على كوريا الجنوبية (2/1)، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية (3/1) في ربع النهائي ثم تفوقوا مرة أخرى في نصف النهائي على المنتخب الفرنسي بالضربات الترجيحية (5/4) بعد التعادل الإيجابي (1/1) خلال الوقت القانوني والأشواط الإضافية.

ففي الوقت الذي كانت وسائل الإعلام العربية تتتبع بشوق كبير منافسات “أشبال الأطلس” خلال هذه البطولة العالمية، وتتغنى بكل فوز يحققه الممثل الوحيد للمنتخبات العربية في الأدوار المتقدمة، وتشيد بذكاء ومهارات هؤلاء “الأشبال” المغاربة ومدى انسجامهم وانضباطهم التكتيكي وسمو أخلاقهم، كان الإعلاميون الجزائريون من المخللين الرياضيين ينتظرون بحماس كبير وغير مسبوق كبوة منتخب الأشبال وإقصاءه، حيث أنه وقبل إجراء أي مباراة تخصه تشرع القنوات والمواقع الإلكترونية الجزائرية في تحليل كل التفاصيل والجزئيات الصغيرة المتعلقة باستعداداته، وتسارع في نهاية التحليل الأرعن إلى ترديد تلك الجملة المعتادة “نتمنى التوفيق للمنتخب الشقيق، أي خصم الأشبال”

والمثير للاستغراب، هو أن “أبواق الكابرانات” قبل حتى أن تندلع احتجاجات “جيل Z” في المغرب، وهي تكاد لا تتوقف عن الترويج للمغالطات ومحاولة قلب الحقائق، قصد لفت أنظار المواطنات والمواطنين الجزائريين عن المشاكل والأزمات الداخلية التي ما فتئوا يتخبطون فيها، دون أن تتمكن حكوماتهم المتعاقبة من إيجاد الحلول المناسبة لها.

إذ جعلت مختلف المنابر الإعلامية الجزائرية من أحداث الحراك الشبابي المغربي مادة إعلامية يومية لتكريس العداء واختيار عناوين مستفزة تميل صوب التشفي أكثر من الإخبار.

حيث أنها تصر على إظهار مشاهد بعض الاحتكاكات العادية بين القوات الأمنية والمتظاهرين الشباب، واصفة إياها بعبارات خبيثة من قبيل “القمع الدموي” و”الانفجار الاجتماعي”، رغبة منها في محاولة بث صورة للمغرب على أنه بات وشيك الانهيار.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد من اللغط والتهويل، بل الأفظع من ذلك أن هذه الأبواق الرعناء والأقلام المأجورة طالما صبت الزيت على النار، من خلال التحريض سواء على “الزحف في اتجاه القصر الملكي” أو الدعوة إلى “إسقاط النظام”، معتمدة في رعونتها على بعض التدوينات المسمومة في حسابات مشبوهة أو مجهولة عبر “الفيسبوك” وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي.

فأبواق الكابرانات البئيسة التي أصيبت بصدمة قوية إثر فوز منتخب “أشبال الأطلس” بكأس العالم للشباب دون العشرين سنة في الشيلي، هي نفسها من كانت تتجاهل النتائج المبهرة التي حققها أسود الأطلس في كأس العالم “قطر 2022″، ولاسيما بعد بلوغهم دور النصف النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق مثل هذا الإنجاز التاريخي الكبير، حيث ظل الإعلام الجزائري الرسمي وغير الرسمي يتلاعب بيوميات المباريات والنتائج دون القدرة على ذكر اسم “المغرب”.

فكيف للتلفزيون الجزائري أن يتجاهل الأداء المتميز للمنتخب المغربي في مونديال قطر، بينما لا يتأخر لحظة في بث تقارير مطولة عن الاحتجاجات والمظاهرات في المغرب ضد ما يعتبره “المخزن العميل للكيان الصهيوني” و”ممارساته القمعية ضد شعبه” سواء تعلق الأمر باحتجاجات الشغيلة التعليمية أو بالمحامين أو غيرهم في قطاعات أخرى، أو ضد غلاء الأسعار؟

إن المغرب بعيدا عن جنون “أبواق الكابرانات”، استطاع بفضل الرؤية المتبصرة والتوجيهات السامية لقائده الملهم الملك محمد السادس، أن يرسخ مكانته كقوة كروية عالمية، بعد أن حقق طفرة نوعية في كرة القدم تتجسد في النجاحات الكروية المتوالية خلال السنوات الأخيرة، ومنها بلوغ “أسود الأطلس” إلى نصف نهائي كأس العالم “قطر 2022″، إحراز كأس إفريقيا للناشئين تحت 17 سنة “المغرب 2025″، وفوز “أشبال الأطلس” بكأس العالم تحت 20 سنة “شيلي 2025″، بالاعتماد على التخطيط المحكم والاستراتيجية الواضحة، النهوض بالبنى التحتية والمنشآت الرياضية، تكوين اللاعبين والأطر، إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، فضلا عن استناد هذه الدينامية إلى التنسيق الجيد والمتميز بين الأندية المغربية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تسعى جاهدة إلى جعل المملكة تتموقع بين الأمم الكبرى في كرة القدم.

اسماعيل الحلوتي

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*