تصف منظمة الصحة العالمية وباء حمى الضنك على أنه عدوى فيروسية تنتقل من البعوض إلى البشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذا العدوى.
وتضيف هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن نصف سكان العالم معرضون لهذا الوباء. وفي مقدمتهم أولئك الذين يسكنون في المناطق التي تتسم بمناخات مدارية وشبه مدارية على غرار جزيرة غويانا الفرنسية التي تسجل منذ بداية 2024، 800 حالة جديدة أسبوعيا وفق السلطات الطبية. فيما وصل العدد الإجمالي للإصابات إلى حوالي 5800 حالة منذ بداية هذه السنة في هذه الجزيرة التي تضم 300 ألف نسمة.
وقال فلاهولت أنطوان، مدير معهد الصحة العامة في كلية الطب بجامعة جنيف لفرانس24 “لم نشهد هذا الكم الهائل من العدوى منذ عشرين عاما. لقد تجاوزنا عتبة الوباء في جزر الانتيل ومعظم أنحاء الكريبي . أما في جزيرة غويانا، فهذا الوضع جديد نوعا ما”.
وفي تقريرها الأخير، أوضحت الوكالة الجهوية للصحة بفرنسا أن 253 شخصا على الأقل تم إدخالهم إلى المستشفى في مطلع فبراير/شباط الحالي ووضع 10 منهم تحت “العناية المركزة”. مضيفة أن “10 أشخاص يعتقد بأنهم أصيبوا بمرض حمى الضنك توفوا”.
وللحد من هذا الوباء، عززت الوكالة أقسام الطوارئ بمستشفى كيان الرئيسي الواقع في العاصمة والمخصص لمعالجة المصابين بحمى الضنك.
ويبقى تأثير هذا الوباء على النظام الصحي في جزيرة محدودا”. والدليل أن وتيرة العمل في قسم الطوارئ بمستشفى “كورو” و”كيان” لم ترتفع سوى بـ8 إلى 10 بالمائة.
فيروس عنيف يعقد حياة المصابين بفقر الدم المنجلي
من ناحيته، كتب معهد باستور الطبي على موقعه “غالبية المصابين بحمى الضنك يعانون من أعراض خفيفة وفي بعض الأحيان لا يملكون أي عرض” مضيفا أن “في الحالات السهلة، المصاب قد يعاني من حمى عالية وصداع في الرأس، إضافة إلى الغثيان والتقيؤ لمدة أسبوع تقريبا”.
بالمقابل، في الحالات الخطيرة، هذا الوباء الذي ينمو في المناطق الاستوائية يمكن أن يسبب نزيفا دمويا يؤدي إلى الموت، لاسيما لدى الأشخاص المصابين بفقر الدم المنجلي (تشوه في كريات الدم الحمراء يعقد عملية تجلط الدم لوقف النزيف).
وقالت نرسيس إلنغا، طبيبة ومسؤولة قسم فقر الدم المنجلي في المركز الطبي بكيان “وباء حمى الضنك ليس خطيرا. في بعض الأحيان نطلق عليه اسم الإنفلونزا الاستوائية. لكن يمكن أن يتطور بشكل خطير عند بعض المصابين”.
فيما أشار المعهد الجهوي للصحة من جانبه إلى أن “10 بالمائة من سكان غويانا يحملون بداخلهم هذا الجين الوراثي الذي ينقل العدوى”.
جدير بالذكر أن وباء حمى الضنك شائع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. فهو ينتشر كل 3 إلى 5 سنوات ويدوم حوالي سنة إلى 18شهرا.
ويساعد التغير المناخي على ارتفاع حدة الوباء ونموه، وفق منظمة الصحة ففي جزيرة غويانا مثلا، فصل الأمطار يساعد على نمو الوباء بسبب المياه الراكدة.
وكالات