وسط حالة من الحزن والترقب العالمي، أعلن الفاتيكان عن وفاة البابا فرنسيس، ليطوي برحيله صفحة هامة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، هذه المناسبة لم تمر كأي جنازة بابوية سابقة، إذ قرر البابا بنفسه قبل وفاته تعديل عدد من الطقوس التقليدية، ليجعل من وداعه الأخير حدثًا غير مسبوق يلفت أنظار المؤمنين حول العالم.
التغييرات في طقوس الجنازة
قام البابا فرنسيس بإدخال تعديلات على بروتوكول الجنازات البابوية، أبرزها:
إلغاء التوابيت الثلاثية: لن يُدفن في التوابيت التقليدية المصنوعة من خشب السرو، الرصاص، والبلوط، بل اختار تابوتًا واحدًا من الزنك المغطى بخشب بسيط.
عرض الجثمان دون نعش: سيتم عرض جسده دون وضعه في صندوق كما جرت العادة، مما يضفي بساطة على مراسم التوديع.
مكان تأكيد الوفاة: لم يعد تأكيد الوفاة يتم في الغرفة الخاصة بل أصبح يُعلن داخل الكنيسة، في خطوة رمزية ذات دلالة دينية.
إلغاء وضع عصا البابا بجانب التابوت: وهي من الطقوس الرمزية التقليدية التي تم التخلي عنها بناء على رغبته.
إلغاء بعض البروتوكولات: مثل طقس “الدفن في ثلاثة توابيت” وكذلك بعض المراسم الاحتفالية الصارمة التي كانت تصاحب الجنازات البابوية.
طبقًا للتقاليد، تبدأ الكنيسة الكاثوليكية فترة الحداد الرسمية التي تستمر لتسعة أيام، تُعرف باسم “التسعات”، وتتضمن:
صلوات يومية في كنائس العالم.
عرض الجثمان للجمهور في كاتدرائية القديس بطرس بروما.
زيارات رسمية من رؤساء دول وشخصيات دينية وسياسية عالمية.
دفن الجثمان بعد مرور من 4 إلى 6 أيام على الوفاة.
مكان الدفن المختلف
في مفاجأة لكثير من المراقبين، اختار البابا فرنسيس أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري بروما، وليس في سراديب الفاتيكان كما جرت العادة منذ أكثر من قرن، يُعد هذا القرار كسرًا واضحًا لتقليد دفن الباباوات تحت كاتدرائية القديس بطرس، وكان آخر بابا دُفن خارج الفاتيكان هو البابا ليون الثالث عشر عام 1903.
رسالة البابا قبل وفاته
قال البابا فرنسيس في تصريحات سابقة له: “أريد جنازة تليق بكرامة المسيحي، بسيطة ومتواضعة تعكس روح الإيمان وليس مظاهر السلطة”، هذا التوجه يأتي في سياق شخصيته التي عُرفت بالتقشف والدعوة إلى التواضع والعدالة الاجتماعية.
وكالات