ضدا في “مارانزا” نحو المجد الأوروبي: إلياس العواني يقلب الصورة النمطية ويتوج بطلاً للماراثون

*ضدا في “مارانزا” نحو المجد الأوروبي: إلياس العواني يقلب الصورة النمطية ويتوج بطلاً للماراثون* 

 عبد المجيد الفرجي 

 

توج العداء إلياس العواني، الإيطالي من أصول مغربية، بطلاً لماراثون أوروبا بزمن قدره 02:09:05، وذلك خلال النسخة الافتتاحية من بطولة أوروبا للجري (42 كلم، 21 كلم، 10 كلم) التي أقيمت نهاية الأسبوع المنصرم بين بروكسل ولوفين في بلجيكا.

 

تتويج إلياس بذهبية سباق مارثون أوروبا يأتي في لحظة تُعيد رسم صورة الجيل الثاني من أبناء المهاجرين المغاربة في إيطاليا

 

إلياس، الذي ترعرع في مدينة ميلانو بعد قدومه من الفقيه بن صالح في المغرب وعمره سنتان فقط، يتوّج في لحظة رمزية تتزامن مع تصاعد الجدل حول الجيل الثاني/الثالث من المهاجرين في إيطاليا، خصوصًا بعد ظاهرة “مارانزا” التي ارتبطت ببعض شباب المهاجرين المغاربة في ميلانو، والتي غذّت خطابات التعميم والتهميش، خاصة من قبل وسائل الإعلام اليمينية. في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبرز إلياس كنموذج مضاد: شاب ناجح، مثقف، ومتفوق رياضيًا ومهنيًا، يعمل كمهندس مدني إلى جانب مسيرته كعداء محترف، محطمًا الصورة النمطية المكرسة عن أبناء الجالية.

 

ولد إلياس العواني في 29 سبتمبر 1995 بمدينة الفقيه بن صالح، ويبلغ طوله 1.77م ووزنه 64 كغ. ينتمي إلى نادي “فيامّي أتزوري” ويتدرب حاليًا تحت إشراف ماسيمو مانياني، بعدما مر بمراحل تدريب متعددة داخل وخارج إيطاليا، من بينها الولايات المتحدة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية والماجستير في الهندسة الإنشائية من جامعة سيراكيوز، الجامعة نفسها التي تخرج منها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

بدايته مع الجري كانت عام 2011 بتحفيز من سباقات المدارس، وسرعان ما تألق في المسافات الطويلة ليفوز ببطولة إيطاليا لفئة الشباب عام 2014. ومع مرور السنوات، راكم العواني ألقابًا وإنجازات جعلته من أبرز عدائي المسافات الطويلة في إيطاليا. ففي موسم 2021 فقط، حقق إنجازًا استثنائيًا بفوزه بأربعة ألقاب وطنية: اختراق الضاحية، 10 آلاف متر، 10 كلم على الطريق، ونصف الماراثون.

 

عام 2022 شكّل نقطة تحول، إذ سجّل أفضل انطلاقة ماراثونية في تاريخ العدائين الإيطاليين بزمن 2:08:34 في ميلانو، ثم حطّم الرقم القياسي الإيطالي بزمن 2:07:16 في برشلونة عام 2023. واستمر في التحليق عاليًا بزمن 2:06:06 في ماراثون فالنسيا، ليصبح ثاني أسرع عداء إيطالي في التاريخ.

 

 يُعرف إلياس خارج مضمار السباق، بشغفه بالقراءة، ما يعكس شخصية متزنة تجمع بين العقل والجسد، وبين التكوين الأكاديمي والتألق الرياضي،وهكذا تتويج بطلا لأوروبا في الماراثون يأتي ضدا في صورة “المارانزا” التي أضحت مرتبطة بكل الجيل الثاني/ الثالث من أبناء أبناء الجالية المغربية، والتشويه الذي طال صورتها أخيرا بسبب أفعال مجموعة معزولة خاصة في مدينة ميلانو حيث نشأ البطل إلياس.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*