swiss replica watches
مــســك الــلـــيــل – سياسي

مــســك الــلـــيــل

 

قصة قصيرة
مــســك الــلـــيــل
بقلم أسماء المقدم
على متن ” طرامواي ” مدينة الدار البيضاء العاصمة الإقتصادية للمغرب السائر بمرونة وخفة تمسك تيماء مجلدا تتنقل بين صفحاته تتصفحه قبل البدء في قرأته , ثم غاصت في أوراقه إلى أن تصل إلى وجهتها, كانت تقطن بالقرب من متجر للعطور العربية الفاخرة , كم يزداد سحر كل الأماكن كلما أوشك قرص الشمس على الغروب بها ونزل الهدوء على أرجائها .
جلست أمام متجر خاص بملابس النساء ترتب أورقها كي تضعها في مكتب رب عملها الجديد , دخلت إلى المكتب إستقبلتها سيدة في سن الخمسين ببشاشة وإبتسامة عريضة رحبت بها وأخبرتها أن رب العمل مسافر وبمجرد عودته ستتصل بها في أقرب وقت ممكن , جملة ألفت الإستماع لها في رحلة بحثها عن عمل قار, لكن ظن الخير بالله والتفاؤل يبقى الخاطرة الحاسمة في هذه المواقف والتي غشيت سريرتها .

و في طريق عودتها إلى المنزل مرت على ابن أخيها أحمد معاد لأخذه من صالة الرياضة , يروي لها على الطريق بشغف كيف كانت مواجهته لخصومه باللعب وكأنه بطل خارق من أبطال رسوم الكرتون الخارقين .

دخلا المنزل ألقت التحية وبعد أن أزالت غبار اليوم كله عن وجهها جلست على طاولة الأكل لإحتساء الشاي وخلق مناخ جميل دافئ مع عائلتها وهي تسخر مما حدث لها طوال اليوم .

تداعب ابن أخيها معاد تلهو تتعارك معه تستمتع كثيرا في اللهو مع معاد كان أفضل أوقاتها هي التي تتصبى فيها معه أسوتها في ذلك خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان رحيم مع أحفاده حتى أثناء صلاته .

لقد رزق والديها بالتبني الصفية وعبد الخالق بأحمد بعد أن تبناها وتعبا في محاولة الإنجاب بجميع الطرق . عاتبتها أمها بالتبني على تقاعسها في البحث عن أبيها البيولوجي , السيدة صفية مصرة على جمع تيماء بأبيها الذي دفن سر إختفاءه مع أمها وفاء , والتي ماتت جراء المرض.

الجميع لم يكن يعرف أين يتواجد أب تيماء وضعت في مؤسسة رعية الأيتام مدة سنتين .إلتقت صفية بأم تيماء وفاء كان عمر تيماء 3 بعد أن رحلت من الحي الذي كانوا يقطون فيه . وبعد أن منحتهم الدولة قطعا أرضية تعويضا لهم عن منازلهم التي تم هدمها بالحي. لقد فقد الزوجين الأمل في الإنجاب طبيا لدى قررا كل من صفية وعبد الخالق تبني تيماء كان لها نعم الأبوين صفية الإنسانة الخلوقة الكريمة وعبد الخالق الرجل الخلوق الطيب.

لكن ليس هنالك مستحيل مع رحمة الله لقد رزقا بأحمد .
كانت الأيام التي قضتها في مؤسسة رعاية الأيتام لا تنسى , ينبغي على كل من في المؤسسة أن يجتنبوا الزلات الكثيرة و أن يتعاملوا بأدب في أغلب مواقفهم وأن لا يكون عفوين بكثيرة لكي يحضوا برضا المسؤولين عنهم بالمؤسسة فطباعهم مختلف .

لكن الشأن يختلف إن تكلفت إحدى العائلات بأي طفل من المؤسسة فينبغي عليه أن يتعايش مع طباع من تبنوه ويعيش منعم في ظل حبهم له ويتلقى الرعاية والحنان والقبول الإجتماعي ضمن أفراد تلك العائلات أو الأسرة, فتكون العلاقة بين الطفل والعائلة جدلية بين القلب والعقل فتعطي ثمرة حياة طيبة إيجابية.
لكن في كنف الأبوين الإنسان غني عن كل تكلف فحبهم له بالفطرة ليس كحبه لهم مكتسب, فهم يحبونه في جميع أحواله ومواقفه ضجره غضبه رفضه سقمه وتمرده , أثمن شيء لديهم على الإطلاق هو ابنهم أو ابنتهم .

المؤسسة فسيحة فيها حديقة جميلة ومكتبة وملعب كانوا يطلقون على مكتب المديـر “حصان طروادة ” كل شيء ممنوع كانوا يضعونه في مكتب المدير .

مكان لا أحد يمكن أن يتوقع وجود تلك الأشياء به فيقوم بالبحث فيه , كانوا يجسدون كل الأعياد والمناسبات في المؤسسة ويحتفلون بها , ويستقبلون الزوار بحفاوة يلبسون أجمل الملابس والكل يتعامل بلطف وأدب تتذكر نظرات الزوار وإستغرابهم من حال المتواجدين في المؤسسة كيف كانوا يضحكون رغم عيشهم في المؤسسة وليس ضمن أسرهم أو عائلتهم. الابتسامة نور بداخل الإنسان منبثق من معتقداته وتصوراته عن الوقع وسيرورة الحياة .

ولأن جو العائلة المتماسكة هو الذي كان سائدا في المؤسسة .
. كانت تيماء وحنان مثل الشقيقتان في المؤسسة أقربهم إليها وأحبهم على قلبها حنان بمثابة أم لكل من في المؤسسة عاطفية جدا حنونة صدرها واسع لتلقي شكوى أي فرد منهم ولا تعرف معنى الحقد .

لقد كانت كل من تيماء وحنان من ضم المحظوظين في المؤسسة فقد تمكنوا إتمام دراستهم والحصول على دبلوم من مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل .
تيماء فتاة ذات عينين متوسطتا الحجم لونها بني داكن ملامحها الريفية جميلة قامتها طويلة كالجبال .

تعلمت الإستقلالية مند صغرها حتى عند ما تبنتها أسرة عبد الخالق في سن 5 سنوات كانت تقوم بكل شيء يعينها لوحدها تعتمد على نفسها غرفتها بها نافدة تطل على إحدى المزارع , كام كانت تحب التأمل في الطبيعة وصور الجبال .فهل نرث حب الأشياء من الآباء ؟
كانت الجبال هي آخر شيء وقع عليه نظره قبل تقيد حريته والجز به في السجن بشمال المغرب ينظر بلال إلى كل شيء يبتعد عنه في الطريق سيقبع في مكان واحد لمدة طويلة لن يستطيع فيها رؤية ابنته وزوجته التي تشاجر معها قبل سفره الذي سيكون سبب متاعبه .

لم يبقى في يديه أثناء رحلة ترحيله إلى السجن سوى زهرة مسك الليل التي أعطتها له وفاء زوجته قبل أن يستقل سيارته ويسافره, تم الحجز على بلال وهو يحمل مواد مهربة في سيارته وكذا تسليمه لأحد معارفه شيكات بنكية بدون رصيد ومحاولة شروعه في القتل. تهم برء منهم وتهم عليه قضاء مدة عقوبتها السجنية .
اليوم الأول في السجن كان غريبا يرى نزلاء هزمهم الهم ونزلاء يضحكون وكأنهم يتمتعون بحريتهم كل ركن من أركان السجن مختلف عن الآخر يعبر عن النزيل الذي به , كان لديهم صور لذويهم ما عدا بلال .كانوا يتحلقون ويحكون قصصهم الغريبة يضحكون يتشاجرون يلعبون يدرسون يقرؤون يتأملون يتعلمون الحرف لكل واحد منهم طريقته في صرف وقته لعب مطالعة حديث أو الصمت ومشاهدة .

مرت سنوات السجن الصعبة يحاول جاهدا الوصول الى زوجته وابنته لم يستطع ,مرة مدة شهر ونصف لم تأتي لزيارته أخفوا أمر سجنه عن الجميع كانت تقول لهم أنه هاجر خارج البلد بغرض العمل .

ومرت أشهر ولم تزره ,طلب من أحد الموظفين في السجن أن يسدي له جميلا وذلك بأن يتقصى عن سبب عدم زيارة زوجته وابنته , عندما ذهب الى العنوان الذي أعطاه إياه لم يجد سوى آلات الهدم ولافتات كبيرة رسم عليها مشروع لطريق .
التيه كله أن تفقد ماضيك وأن يكون مستقبلك معلق أن يتعذر عليك الفعل أن تعرف معنى العجز القاتل ,هل يستطيع تكسير الجذران أبواب السجن , تعب كثيرا وصل إلى قمة يئسه كلما أخبره الموظف أنه لم يتمكن من الوصول إليهم , كان هنالك سجين كثير الصمت قلما يتحدث مع أحد منهم إقترب منه وأمسكه من ذقنه ورفع له رأسه وأخبره بأن لا يكن غافلا فالله بيده حول وقوة كل شيء. و إنصرف عنه ظل صدى تلك الكلمات يتردد في أذنه ومخيلته وإستجمع همته ودعا الله وأعرض عن يئسه.

ولحسن حظه أنه لم يقضي كل المدة السجنية التي حكم بها عليه فحسن سيرته وسلوكه ساعده في الخروج قبل قضاء كل المدة السجنية , بحث عن عمل وعن التاجر الذي إستودع عنده تحفه ساعده عبد المنعم بمنحه له متجرا من متاجره .ليستكمل رحلة بحثته عن ابنته وزوجته فهو لم يرهم مند 17 السنة ذهب إلى الحي الذي كانوا يقطنون فيه فوجده طريقا , نزعت جدران الذكريات من المكان , حاول إيجاد أدنى معلومة يتمكن من خلالها الوصول إلى ابنته وزوجته لكن بلا جدوى , فاتخذت رحلته وجهة أخرى وهي طرق أبواب الإدارة.
لقد تلقت تيماء أحسن الرعاية وعناية في المؤسسة رغم بعض السلوكات القاسية التي تعرضوا لها من طرف أحد الموظف في إدارة المؤسسة والذي تم فصله بعد ذلك , كان يقوم بمعاقبة المقيمين بالمؤسسة بوضعهم في غرفة أشبه “بعروسة الإعدام” أو “أبواب جهنم” كان من يعاقب فيها يموت ذعرا وقهرا لأن الموظف بديع في سب وشتم وقهر من يعاقبه .
حصلت تيماء على عمل قار و إستطاعت أن ترى صديقتها حنان متزوجة لم يبقى من أمنياتها شيء سوى أن تصبح أما ,تزوجها شاب كان عضو في إحدى الجمعيات التي كانت تقوم بمساعدة الأيتام كان هنالك شابين رحيمان جعفر وقاسم يسارعون في تلبية رغباتهم وحل مشاكلهم ومساعدة من في المؤسسة, وشاءت الأقدار أن تتزوج حنان من جعفر بعد أن حصلت على شهادتها وعمل, جعفر شخص عصامي قام بإنشاء مشروع خاص به ليستقل بمسكنه عن عائلته خاصة وأن وضعية حنان مختلفة وبعض من أفراد العائلة لم يرحبوا بزواجهم كانت حنان متألقة جدا يوم زفافها وقد حرص جعفر على الوصول إلى أحد أقاربها كي يشاركها فرحتها. لكن مسعاه خاب .
بعد خروجه من السجن كان بلال متلهفا إلى إمساك الصحف والمجلات وتنظيف التحف التي إقتناها ومعرفة تاريخها وقصتها وقصة صانعها وتحقيق حلمه , لكنه وجد أن صدارة الخبر في وسائل الإعلام عن ظهور فيروس جديد في آسيا اسمه ” كورونا ” ..
كانت أمنية تيماء مند صغرها الوصول إلى أبيها و ذويها ومعرفة ما معنى حب الأب والعائلة.
بعد مدة من زواج جعفر وحنان بدأت المشاكل بينهم كانت حنان مسرفة قليلا في نفقاتها , فتعرض جعفر لأزمة مالية اضطر على إثرها طلب العون من عائلته , فكان شرطهم أن ينفصل عنها فوجد نفسه بين خيارين إما أن يفقد زوجته أو مشروعه الذي تعب من أجله عدة سنوات . سايرهم وإستعمل معهم الحيلة وأخبرهم أنها حامل لكي لا ينفصل عنها لكنهم رغم ذلك أصروا على إنفصاله منها كان يحاول ويسعى جاهد لتحسن العلاقة بين عائلته وزوجته لكن الأمور دائما لم تكن تعطي أكلها , قل الحديث بينهم ونقاش لأنه صار مرهق لهم . والصمت يقتل الأشياء الجميلة , و القسوة دمار للرحمة وقهر لحنان .

عرضوا عليه مبلغ كبير يستطيع من خلاله تحقيق أحلامه وأكثر. وفي لحظة ضعف منه أقنعوه بأن تقوم بالإجهاد لأنه ليس في ذلك خطر على حنان لأنها في شهر الثاني من الحمل ثم بعد ذلك ينفصل عنها, وبالفعل قام بالتخطيط لذلك .عاد في تلك الليلة وجد حنان متعبة نائمة وفي الصباح الباكر إستيقظ وقام بإعداد وجبة الفطور لهم وضع لها دواء مسببا للإجــهاد.
تلقت حنان مكالمة من تيماء تخبرها بها أنها إستطاعت أن تجد خيطا رفيعا سيمكنها من الوصول إلى أبيها بعد تعب مضني وأثناء حديثها معها شعرت بألم شديد ونزيف أخبرتها بذلك وبعد ثواني قليلة وأثناء متابعتهما للكلام سمعت شيء يسقط ثم إنقطع الحديث بينهما , تتكلم ولا مجيب تتصل بزوجها هاتفه مقفل , بعد إنجازه لخطته فر هاربا لم يعرف ماذا يفعل ذهب إلى مكتب أمه لم يجدها وجد ابن عمه الذي سيعينه على التجاوز الأزمة المالية التي تعرض لها أراد جعفر العودة إلى حنان وإنقاذها لكن ابن عمه. قام بوضع مادة تسبب النوم في العصير الذي قدمه له لكي تنجح خطته ولا يستطيع إنقاذها من الاجهاد وبعد إسترسالهم في الحديث غط في النوم وقام بإقفال هاتفه .
أسرعت تيماء بالخروج كي تذهب عند حنان التي لم تعرف ماذا حل بها تبحث عن وسيلة نقل فالتدابير الإحترازية تزداد صرامة يوما بعد يوم, اضطرت إلى المشي مسافة طويلة ثم بعد ذلك أخذت تركض كي تسرع خوفها على صديقتها الوحيدة يزداد ويثقل قدميها تعبت جدا وجدت رجل وأخته يريد إدخال سيرته إلى مرآب العمارة ذهبت إليه تستغيث به وترجوا منه المساعدة طلب منها الإختباء في حقيبة السيارة وتحدث معه من خلال رسائل قصيرة لم يستطع السير بسرعة أكثر فالسرعة محدودة بنسبة له فهو حديث الحصول على رخصة السياقة .

عندما يكون الإنسان في موقف الإنتظار فإنه يعد الوقت بأنفاسه دقات قلبه التي تصير مدوية في أذنه .
فقد كان المغرب بدأ بتطبيق التدابير الاحترازية من أجل الحد من إنتشار فيروس كورونا فأخذت الحياة بالتغير شيء فشيء .
وصلت إليها ولم تستطع حنان فتح الباب لا تسمع سوى أنين متقطع طلبت من الرجل كسر الباب تردد في بداية الأمر لكن عاطفته غلبت عليه وجدها تأن وتبكي.

نقلت الى المصحة وهي تنزف بشدة طلبت زوجها جعفر على الهاتف لم يجب إتصلت بصديقه قاسم أخبرها أنه لم يراه مند 3 أيام ولم يتواصل معه .
الناس ينتظرون وهم متباعدون وكل واحد منهم يريد أن يرتمي في حضن أحبته وهو يترقب مآل حال عزيز عليه , لعل دفئ الحضن يسرع الإنتظار .إتصل بها سمير خيط الوصل بينها وبين أبيها أخبرها على مكان كان يتردد عليه أباها بكثرة وهو دكان أحد التجار الذي ساعده كثيرا اسمه عبد المنعم .
هي تسابق الزمن لكي تصل إلى أبيها وتصارع الخوف على صديقتها تمنت لو كانت هنالك وسيلة تسير بسرعة أكثر من الضوء تستطيع بها أن تصل إلى أبيها وأن تطمئن على صديقتها ألغت موعد لقاءها مع سمير إلى موعد آخر في المساء وضع صديقتها محرج جدا ,
كان بلال في المدن البؤرة التي إنتشر فيها الفيروس بكثرة فتم إغلاقها . رجال الأمن و الجنود في كل مكان أصبح التنقل جد صعب ومقنن وتم فرض عقوبات على كل من يقوم بخرق القوانين الجاري بها العمل في الحجر الصحي .
يمشي بلال ويستريح لكي يلتقي بابنته الوحيدة إشتد عليه المرض وأعراض الزكام مضاعفة هذه المرة ودواء الزكام والحمى لم يحسن حالته الصحية .

سمير موظف في إدارة الأشغال العمومية يريد أن يجمع بينهما دون علم تيماء لقد وصل بلال وبعد أن حل في المكان المتفق علي بينهم جلس وأخذوا يتجاذبون أطراف الحديث تلقى خبر موت زوجته المحزن لم يودعها لم يمشي في عزاءها ولم يتمكن من رعية ابنتهما لو نقص من حدة غضبه وعناده لا ربما لم يكن مصيره هو أسرته محزن مؤلم, سقط بلال فالعياء كان جليا على هيئته وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وبعد أن قاموا بإجراء عدة تحليل له عثر على أنه حامل لفيروس كورونا المستجد . بعد أن تيقن أنها ابنته رأى صورتها على هاتف سمير .
تعب كثيرا فكل شيء أخذ يتقنن خاصة التنقلات كان في بعض الأحيان يتنقل على دراجة هوائية و ماشيا أو على أي دابة لكي يصل إلى الوجهة التي لعله يلقى فيها ابنته .

هنالك خطر كبير يهدد حياة سكان العالم فيروس اسمه ” كوفيد 19″ كل الدول تبحث عن القرارة الناجع للنجاة من هذا الفيروس كانت الأخبار والصحف يتصدر جل مواضعها أخر تطورات الفيروس كورونا الذي ظهر في مدينة “ووهان ” الصينية والذي إكتسح العالم بأسره بعد ذلك ولم يتم السيطرة عليه , الجميع عليه التقيد بالتدابير الوقائية كبار وصغار ورغم كل تلك التدابير لكن الفيروس ينتشر بسرعة و عدد المصابين والموتى مرتفع ,أصبح العالم يعيش في مأثم كبير وحزن جليل .

كل شيء أخذ يتغير بوثيرة سريعة بسبب الرعب وهول الجائحة. العالم يعيش خوف يترقب كل يوم معجزة تنهي الجائحة , الكرة الأرضية تصيح بصوت عالي احذروا الجائحة لم تذر مكانا إلى حلت به في وقت وجيز انقلبت موازين الحياة للجميع التكيف والتقبل لكل التدابير الوقائية, وإحترام التباعد وتطبيق الحجر الصحي بصرامة كان أمرا صعبا للغاية الكل على قدم وساق لتطبيق التدابير, دخلت البشرية في أزمة نفسية وإقتصادية وحركية طبية وعلمية تكنولوجية, كل هذا التطور العلمي الذي بلغه الإنسان, لكن الفيروس كان أقوى فأوقع العالم في أزمة مست كل القطاعات وتضررت منها جميع دولة متقدمة ومتخلفة الكل يحاول الخروج من الجائحة والتغلب عليها لا شيء يساوي كفة الحياة ويرجحها أمام أن تضمن للإنسان حياته وعدم موته بقهر المرض, لن يعادل كل ما يملكه إن كان يمكن للمرض أن يفتك بجسده و يعرضه لفقد الحياة .
فرضت كورونا على الناس زي خاصا الكمامة والأقنعة والقفازات وكان عطرها المعقمات, الأطباء أضحوا متشابهون لا تميز بينهم إلا بالحجم والطول والصوت أمطرت سماء الأرض بأرواح المصابين الذين لم يقاوموا الفيروس بغزارة شديدة أعداد مرتفعة المنحنى للمصابين والموتى ومتوسطة للمتعافين .

البكاء الألم الحزن فراق الأحبة ,مدافن خاصة للمصابين الموتى . سكان الأرض عاشوا حداد جماعيا من مشرق الأرض إلى مغاربها الكل يترقب نهاية الجائحة والعيش كما من قبل الكل سجن في بيته والعمل أصبح عن بعد ما عدا بعض القطاعات التي لا يمكن الاستغناء فيها عن العمال قيدت الحريات التنقلات وسائل النقل توقفت , البيوت أضحت غرف سجنية صغيرة . في بعض المدن الأوروبية أخذ الناس يرمون الأموال من نوافذهم لا قيمة للمال أمام الحياة الحرية أمام الراحة النفسية البعض إنتحر والبعض في دول أخرى أخذ بنشر المرض وذلك عبر القيام بأفعال تسبب إنتقال العدوى إلى الآخرين بسرعة .

الكل يفر من المرض الكل يريد أن يموت بين أحبابه عوض الموت في المستشفيات, وكل يتعامل مع الجائحة حسب خلفيته الفكرية الدينية لكل إيديولوجيته التي يتكهن بها الحل المعجزة .

وكأنها النهاية الابادة الجماعية لسكان العالم في بعض المدن ,و إرادة العلماء قوية لتغلب على هذه الجائحة بالبحث الإبتكار الدراسات بالتكنولوجيا بكل شيء يمكن أن يكون حلا لها .
قاموا بترحل بلال مباشرة إلى المستشفى الذي عزل فيه جميع المصابين بالفيروس فكيف ستلتقي تيماء بأبيها بعد أن رأت صورته لأول مرة ؟
وكأنه هو يلبس شعرا مستعارا.

لسحن حظها أن سمير التقط له صورة وبعثها لها أثناء حديثه معه .
في البداية ظن الأطباء أنه يمكن تغلب على الفيروس وأن الفيروس سيظل محصورا في آسيا فقط ثم بعد ذلك إندلع في العالم كالنار في الهشيم ووضعت عدة إحتمالات على أنه مجرد “انفلونزا” موسمية وبعد إنتهاء فصل الشتاء وإستقبال فصل الربيع ستنتهي الأزمة ولكن أخذ يهرب من مكان إلى مكان ويفرمن بلد إلى بلدان بخفة وسرعة ويفند تلك الإحتمالات .
أخذت أسعار المعقمات والكمامات والقفازات في الإرتفاع وزادت حاجة العالم إليه وكذا أسعار المواصلات ترتفع الناس في ذعر شديد الكل يقول هذه النهاية صياحات الأطباء والأطر والعلماء المنظمة العالمية للصحة تدعوا الناس إلى الإلتزام بالتدابير الإحترازية وزيادة التشديد عليها لأنه خرج عن السيطرة فينبغي إحتواءه . أغلقت المطارات كليا الا على البضائع الضرورية كان الناس يمشون على الأقدام فارين وهربين مصابون وغير مصابون يفضلون الموت مع ذويهم عوض الحجر عليهم والموت لوحدهم في عزلت عن ذويهم ومن عثر على أنه مصاب قاموا بفرض الحجر عليه وعلى من يسكن معه ومن يعرفه وخالطه تشددا للإجراءات .
إن نجاعة تدابيرها الإحترازية والإجراءات والقوانين التي سنها المغرب وذلك بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس والتي جعلت أزمة جائحة كورونا ليست شديدة الأضرار على المغرب كما في بعض الدول لقد كان نعم المدبر لهذه الأزمة وكان الشعب المغربي يستجيب لسياسته الرشيدة التي كانت ذات رؤية إستباقية لتدارك مستجدات جائحة كورونا . الكل يساعد حتى الأطباء الذين لم يتم تخرجهم بعد والممرضون والأمن وجميع القطاعات والمؤسسات التي يمكن لها أن تساعد في الخروج من الجائحة والمجتمع المدني الكل يساعد كان هنالك تضامن وتلاحم, كل شيء إكتسب صبغة البعد حتى التعليم التكوين والخدمات وكذا العمل أصبح عن بعد .
هي أيقنت أنه أباها لكن قد قاموا بترحيله إلى المستشفى الخاص بالمصابين ,ليس هنالك حجة تجعلها تذهب إلى هنالك عليها الانتظار, كانت حالته حرجة قليلا.

وكان عليها أن تطمئن على صديقتها التي لم تصدق أن يقوم زوجها بذلك إستيقظت وهي تكرر سقط سقط …
أخبرها الطبيب أنها كانت معرضة لستئصال رحمها .

أسرت حنان لتيماء أنها فقدت الجنين قبل أن يحيك لها جعفر خطة إسقاطه هو رفض أيضا من قبل وجوده مع أب فضله على كل شيء في حياته أب لم يرغب به قبل أن يراه , كيف يمكن له أن يتخيل ابنه يتخبط من الألم في أحشائها يصارع الموت الذي سيغلبه لأنه ضعيف في أشهره الأولى , وكيف يمكن له أن يعرض حياتها للخطر كادت تفقد حلم الأمومة الذي كان أمنيتها الكبرى .

لكي تخرجها من ألمها والتفكير السلبي أخبرتها أنها تيماء أنها عثرت أخيرا على أبيها لكنها لن تستطيع الوصول إليه وهو مصاب بفيروس كورونا وعليها أن تجد حل للمشكل أشواقها ولهفة لقياه لم تترك لها خيارا سوى أن تنساق إلى عاطفتها .
أتى زوج صديقتها الى المصحة بعد أن تم إطلاق سراحه بسبب إرتكابه لمخالفة على الطريق بسب سرعته وخوفه وندمه على فعله, طرق الباب ودخل قبلها من رأسها ثم جلس إلى جوارها خرجت تيماء لأنه من الأفضل أن تتركهم .
سألها عن حالتها الصحية لم تجب حنان إنصرف لأن الغضب بدى جليا على ملامحها جلب لها لعبة لطفل وقال لها لا تحزني سنرزق غيره, 35 ساعة والألم يعصر فؤادها وهو غائب عنها .
أسف كلمة لم ترحب بها منه ذهب إليه صديقه قاسم وأخبره أنه عليه أن يحاول كسب رضها وأن لا يؤاخذها على أفعالها, نظرت إليه تيماء وبداخلها رغبة في ضربه لكنها تذكرت كيف كانت تحكي لها صديقتها عن طيبة قلبه .

و لم ترغب أن تجعل الأمور تتفاقم بينهم ذهبت إلى مقهى المصحة وإحتست قهوى بدون سكر تفكر كيف يمكن أن تعين صديقتها على الخروج من هذه الأزمة وكيف تستطيع الوصل إلى أبيها في هذه الظروف الصعبة, عادت إلى الجناح الخاص بالولادة وجدته واقفا يتكلم مع صديقه ألقت التحية عليه وتكلمت معه وكأنها لا تعرف شيء عن ما حدث قالت له أنها حزينة فقط وكانت في تلك اللحظات العصيبة تريد منك أن تكون بجوارها وأنه عليه أن يطبق قواعد الإعتذار الخمسة لأن الأمر صعب و التي نصح بها أحد العلماء الأمريكيين لأنها بمثابة الإسعافات الأولية العاطفية وأول هذه القواعد التعبير الجسدي أو لغة الجسد ثم تحمل المسؤولية و النتائج ثم بعد ذلك تعويض وإصلاح الأمور ثم الثوبة والصفح الجميل و أخبرته أن إحدى الكاتبات الأمريكيات اسمها “مارغريت ميتشيل ” قالت أنه بمجرد ما نؤجل تقديم الإعتذار يصبح الأمر أكثر صعوبة إلى أن يصير في النهاية مستحيلا .
عادت عند حنان وطلبت منها أن تعينه على تطبيب جراحها لأن مودتهم هي أقوى من أن يكسرها هذا المشكل الذي بقدر رحمة الله لم يكن مجرما به , وأسقطت جنينها قبل ان يحيك خطة إسقاطه ,وأنها أزمة عليهم تجاوزها فرصيد الخير الذي عندها له كفيل بسد خسائر هذه الأزمة بينهم .
ودعتها تيماء لتنطلق في رحلة اللقاء مع أبيها عليها أن تصل إليه بأي طريقة .
كلما إتجهت في طريقا وإن كان متوغلا في الغابة خابت رحلتها وطلب منها العودة أدرجها تفكر تبحث, قامت بكل السبل المتاحة طرقت كل الأبواب ولكن التشديد في التدابير الإحترازية بسبب الجائحة كان مانعا لها .

خطر على بالها الزوجين إياد وليلى كانوا شغوفين بسياحة الجبلية والسير على الأقدام .قصتهم غريبة هي كانت أستاذة في السلك العالي فقدت رجلها بسبب قنينة غاز إنفجرت عليها أثناء العطلة الصيفية بأحد المخيمات ومند تلك الحادثة التي أثرت كثيرا في حياتها قررت أن تكتشف كيف يمكن للإنسان أن يتكيف مع النقص أو العجز قررت تعلم لغة الاشارة وقراءة الشفاه , زوجها أبكم لكنه كان متعلما مثقفا هو الإنسان الذي قررت أن ترتبط به.
ربها يسعداها الزوجين في قطع تلك المسافة كي تصل إلى أبيها إتصلت بهم وطلب منهم المساعدة وقد قاموا بوضع خطة والخطة البديلة لأنهم لا يستطيع الجزم بمآل الأمور خاصة في حالة الطوارئ التي كانت تعيشها البلاد
بحثوا عن أي شخص يعمل في المكان الذي يتواجد به أباها وجدو طبية ورجل يعمل في الصيانة الأجهزة .

ثم بعد ذلك قاموا بتجهيز عدتهم وإتفقوا على تركها في مكان معين لإكمال رحلتها لقد أمضوا ليلتين في العراء .

كانت الرحلة صعبة خاصة وأن الخوف كان يسبقهم لأنهم معرضون لأي خطر سوء مخاطر الغابة و الإصابة بالفيروس أو لعقوبة خرق القوانين والتدابير الجاري بها العمل في البلد .كورونا جعل الأشخاص يخافون أن يستنشقوا الهواء خشية أن يكون به أثر للفيروس . كانوا يتوقفون لمدة ساعة ونصف للعمل عن بعد مع مؤسسة الصم والبكم إندهشت تيماء وهي تنظر إليهم وهم يتواصلون مع بعضهم إياد شغوف بها من تصرفاته يمكن لمس ذلك.

ليلى تجيد قراءة لغة الشفاه وتتقصى الأخبار عن بعد وقد شعرت بتواطئ أحد المتشردين عليهم . أعان إياد تيماء وزوجته على الصعود إلى شجرة للإختباء بها .

بنية المتشردين الجسدية ضعيفة فاستطاع التغلب عليهم , وصلوا إلى المكان الذي إتفقوا على الإفتراق فيه بدأت معانتها حذر التجول والوحدة وكأن البشر هاجروا من الدنيا ,الصمت يخيم على المكان فقط صوت الطبيعة .

إتصلت بالطيبة لتطمأن على حالة أبيها و بعامل صيانة الذي سيساعدها على رؤية أبيها في المستشفى الذي عزل فيها المصابون بالفيروس . وصلت إلى هنالك وقت الأصيل كانت الطبيبة التي تتواصل معها لتتبع حالة أبيها تنتظرها التقت بها وأطلعتها على الكيفية التي سترى بها أباها
وبعد نقاش طويل بينهما لأنها رفضت أن تسمح لها برؤية أبيها عن كثب لكن الطبيبة تعاطفت معها و طلبت منها الأخذ بالوقاية وأن تراه خلف زجاج الغرفة قامت الطبيبة بوضعه في غرفة لوحده لكي تتمكن من رؤيته وكان ذلك ليلا . تنكرت في زي عمال النظافة وتسللت إلى المكان الذي يتواجد فيه والطبية تراقب عن بعد ما يحدث خشية أن يعرف أحد بالأمر .

نام على سرير في الغرفة تتأمله وهي تساءل نفسها أهذا أبي الذي لم أراه مند 17 السنة .لم تستطع أن تظل بعيدة عنه أن تراه خلف الزجاج . فتحت الباب ودخلت عليه وهي تذرف الدمع وقفت أمامه وأحجم فمها عن الكلام إستيقظ على صوت بكائها
فنهض مفزوعا لا يعرف ما الخطب سألها لكنها لم تجب أخذته في حضنها وهي تقول أبي وعرفها من نبرة صوتهاالتي تشبه صوت أمها وملامحها ,نزع يديها عنه وأبعادها ودمع في عينيه وهم بإخراجها من الغرفة وهي ترجوه وتطلب منه أن يسمح لها بالمكوث إلى جانبه قليلا وأنها لا تخشى المرض وحتى الموت بعد رؤيته .

آتت الطبية على عجل إليها كي تجنبا للمشاكل ولكي لا يشعر أحد بالأمر.
انزوى في الغرفة يبكي لم يكن يتوقع أن يكون لقاءه بابنته على هذه الشاكلة بعد 17 سنة , كان من أقصى الأحاسيس على قلبه أن ينزع يد ابنتها المشتاق إلى ظلها وليس فقط إليها وهي ترجوه أن ترتمي في حضنه .نامت تيماء بالعراء وتلحفت بصورة أبيه ودفئ حضنه .

رفضت المغادرة أصرت على المكوث وفي مساء اليوم الموالي أحست بالعياء أخبرت الطبية التي كانت تتعامل معها بلطف , أخبرت الطيبة أباها أنها يمكن ان تكون أصيبت بالعدوى .

خرج هو والمصابون الذين تحسنت حالتهم إلى الهواء الطلق وهو يسأل أين يمكن أن يجد النزلاء الذين تم الشك في حملهم للفيروس وهو خائف أول شيء منحه لإبنته هو المرض تسلل إلى ذلك الجناح المعني دون أن يقترب وهو يرى ابنته تنتظر دورها للقيام بالتحليل كان وراءه شجرة قطف منها زهرات ورما بها لها في غفلة من الأطر الطبية وكتب على ورقة إذا استطعت شم رائحة مسك الليل فأنت غير مصابة وشمت رائحتها وإبتسمت في وجهه لكن رغم ذلك ينبغي عليها أن تقوم بالاختبار لأنها خالطت المرضى .

لم تكن حاملة للفيروس وتم نقلها لم تفارقها تلك الزهرة التي رمى بها إليها كلما قطعت مسافة معينة من الطريق وهي تتخيل نفسها أمامه وتقول له أسرع يأبي أنا في إنتظرك.
أخذت حالة بلال بالتحسن يوما بعد يوم وسعى إلى توفير السعادة لإبنته وإستغلال كل ثانية تجمع بينهم إستأجر منزلا صغير وقام بإنشاء غرفة لتيماء جميلة .

كان من الصعب عليها أن تفارق الأسرة التي احتضنتها ومعاذ لكن صفية وعبد الخالق كانوا مرحبين بالأمر لأن الوضع الطبيعي هو أن تكون مع أبيها .

و بعد شفاء بلال إستقبلته تيماء على باب المستشفى .

ذهبا بها إلى المكان الذي كان يضع فيه تحفه وكان هنالك صور كثيرة لها ولأمها تتلمس صورة أمها وتبكي سنوات الفراق ولقاءهم في تلك الظروف كل ما حدث كان صعبا عليهم جلسوا على قبر أمها يتحدثون ويذرفون دموع الفرحة . أعانت تيماء بلال على تحقيق حلم إنشاء بازر ذو طراز ثقافي ليس مقتصرا على التجارة فقط بل بزار ذو صبغة ثقافية أن تكون قناة التواصل فيها بين البائع والمشتري تزخر بالمعلومات عن ما يحب إقتناءه أن يعي قيمته ويقدر عظمة الإبداع به .
بدأت العلاقة بين حنان وجعفر تتحسن يوما بعد يوم وهي حامل وينتظرون بشغف مولودهم الجديد لقد أعادت حنان ترتيب حياتها من جديد هي وجعفر والتخلص من نقط الضعف فيها.
يوم افتاح بازر بلال قامت تيماء تقديم باقة كبيرة من مسك الليل إليه. لقد أصبحت حياتهم أكثر سعادة .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*