swiss replica watches
حكايات لأطفالنا – سياسي

حكايات لأطفالنا

حكايات لأطفالنا
بقلم عبدالهادي بريويك
الحكاية الأولى :
العنوان من اختيارك ابنتي، وإبني العزيزين بقذر فهمك وحبك للقصة
………………………………………………
من بين سنابل أرضنا الطيبة، كانت فراشة مزركشة الألوان، بهية الشكل، خفيفة الوزن والظل، تطير مع الريح، وهي في غاية البهجة والمرح والسرور، تحكي للسنابل أخبار وحكايات الضيعات والحقول المجاورة، وتنقل إليهم رسائلهم مثل ساعي البريد، وتروي لهم عن أحوالهم .
كانت السنابل الفارغات رؤوسهن شامخات، متعاليات، غير مباليات بالفراشة الطيبة، العاشقة للحرية والطيران، بينما السنابل الملآى مطأطئة الرأس تسمع لحكايات الفراشة بتواضع واحترام واهتمام..
كان الفصل ربيعا.

والحقول تلبس مختلف الألوان الربيعية الرائعة، من بنفسجي وأخضر وأصفر وأحمر وأبيض…والسنابل ترتدي سترتها الخضراء، زاهية كأنها عرائس في موسم زفاف الربيع، تحتفل بخضرتهن وشبابهن، متمايلة على بعضها البعض عبر هبوب نسيم الربيع الذي يزاوج الورود والزهور والأقحوان، ترقص رقصتها الجماعية في حضرة الخصب والماء والعطاء.
شقشقة العصافير تملأ المكان، والأشجار المثمرة، ترخي بظلالها على الأرض.. على أعشاب صغيرة تحتمي بظلها، وعلى أغصانها تصنع فنادق مجانية لكل أنواع الطيور والعصافير والحمام ..
كانت الفراشة المزركشة التي سبحان من أبدعها ومن صورها وخلقها المبدع الرحمان، مرتاحة البال تنعم بالاستقرار والأمن والأمان..
دارت الأيام، ومرت الأيام.

أصيبت الفراشة بالعياء.. فظلت الطريق وسلكت اتجاها قادها إلى منزل بعيد من الحقول البرية الهادئة، ودخلت البيت من نافذة به نور وكان الوقت ليلا غاسق الظلام ..لم يكن في البيت سوى أبا وأم وطفل صغير وقطة بيضاء اللون خضراوة العينين ذات شعر ناعم ، وعلى الطاولة شمعة كبيرة على شمعدنات مشتعلة تنير المكان، كأنه قبس من نور الله..
اندهشت الفراشة المزركشة الألوان من نور الشمعة، وظنتها ذاك القمر الذي رأته في الليل وهي ساكنة بين الحقول والتي حاولت أن تطير إليه ولم تستطع، فرحت لهذا النور، وطلبت من الشمعة الصداقة، فقالت لها الشمعة :
ـ مرحبا فقذ سعدت بمعرفتك ولقاءك.. اقتربي وعانقيني عربونا لصداقتنا..
ـ ولما صارت الفراشة البريئة وبنية صادقة تدنو إليها رويدا؛ رويدا؛ سعيدة بمعرفة ضوء غريب، مغري،
ـ التهمتها الشمعة وماتت الفراشة من صدقها وبراءتها وسذاجتها..
لذلك يا إبني وابنتي ابتعدا عن النار، وعن مرافقة السوء، وعن أي طريق يجعلاكما تندمان ، حافظا على الأصول والتربية والأخلاق ..فما طار إلا ما خف أثناء الريح أما الرصيف الثابت في جانب الطرقات يظل ثابتا. وأوصيك أن تضع للحكاية عنوانا من مخيالك ابنتي وابني العزيزين على قلبي..

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*