swiss replica watches
حقيقة التطبيع ووهم المساندة : التاريخ الذي لا ينسى – سياسي

حقيقة التطبيع ووهم المساندة : التاريخ الذي لا ينسى

الأول (01):
بقلم الفاعل المدني: سدي علي ماء العينين ،دجنبر ،2020

قبل مناقشة موضوع دولة إسرائيل ،وخيار تنبيثها بارض فلسطين بعد أن كان مقترحا تاسيسها بإثيوبيا، لابد اولا ان نقدم في هذا الجزء حقيقة تاريخية تتعلق بيهود شمال إفريقيا ،وسنكتفي بدولتي المغرب والجزائر.
ولفهم خلفيات تعامل كلا الدولتين مع اليهود، وجب لفت الإنتباه إلى أن النظام المغربي هو نظام ملكي عمر لقرون قبل ظهور ما يسمى اليوم بدولة الجزائر التي جاء إسمها مشتقا من الجزر المحيطة بهذا البلد،
فيما المملكة الشريفة التي كانت تمتد حتى نهر السنغال، عرفت بتنوعها الإثني والعقائدي، حيث كانت ساكنتها قبل الفتوحات الإسلامية تدين بالديانة اليهودية وبعد الديانات الكهنوتية إبان فترة الحكام الأمازيغ.الذين حكموا ارض الجزائر أيضا.
و هذه الإثنيات عاشت اضطهادا بعد الفتوحات الإسلامية للمغرب كان أبرزها مدبحة سجيلماسة،
لكن بمجيئ يوسف إبن تاشفين الذي اطلق على نفسه لقب أمير المؤمنين بدل أمير المسلمين، تغير وضع اليهود كمؤمنين بالديانة السماوية اليهودية، و أصبحوا رعايا لأمير المؤمنين لهم حقوق قد تقل رتبتها عن المسلمين لكنها وضعت حدا للإضطهاد، وضمنت العيش الكريم لليهود المغاربة.
وفي القرن التاسع عشر وما عاناه اليهود عبر العالم من تقتيل وقمع وتصفية، كان اليهود المغاربة يعيشون في سلام بوطنهم المغرب.
فمن هم ؟
المغاربة اليهود، والمعروفين أيضًا باسم اليهود المغاربة، هم المغاربة الذين يعتنقون الديانة اليهودية، وعلى الرغم أن العديد منهم قد هاجروا، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بمعابدهم الدينية الأثرية، بالإضافة إلى الأحياء القديمة التي كانوا يعيشون فيها المعروف بالملاح.

كان عدد المغاربة اليهود في حدود 250 ألف عام 1940، وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10% من مجموع سكان البلاد، ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم ككندا والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بما في ذلك إسرائيل، إلا انه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، وظل العديد منهم يحتفظ إلى جانب الجنسية بالجواز السفر المغربي.
وحسب مصادر تاريخية فإن هجرة المغاربة اليهود إلى إسرائيل بدأت بدعم من المستعمر الفرنسي على دفعات، ولكن بعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956 منع الملك الراحل محمد الخامس هجرة اليهود، مقابل منحهم كافة حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية.

غير أنه رغم ذلك استمرت الهجرة سرًّا حتى سنة 1961، حين تُوفِّي محمد الخامس وخلفه ابنه الحسن الثاني؛ لتبدأ بعد هذا مرحلة جديدة من هجرة المغاربة اليهود عبر “صفقة” بين الأمريكيين والفرنسيين والإسرائيليين من جهة والمغرب من جهة ثانية.
هذا حال اليهود المغاربة، ومهما تجنسوا بجنسيات أخرى فإن الجنسية المغربية لا تسقط عنهم، ويعتبرهم أمير المؤمنين رعاياه أينما كانوا،
تلك فلسفة دولة عريقة لا تفرط في أبناءها كيفما كانت ملتهم،
فماذا عن دولة حديثة؟
كانت الجزائر جزءًا من ولاية بلاد المغرب، التي كانت مدينة القيروان قاعدة لها، ضمن الدولة الإسلامية في العهد الأموي وفي مطلع العهد العباسي.

لكن استقلال الأندلس عن بني العباس، ولجوء أصحاب المذاهب المناوئة لهم إلى الشمال الإفريقي، فتح الباب لظهور دويلات مستقلة في تلك الربوع النائية عن مركز الخلافة، وقد عرف تاريخ الجزائر في فترة ما بين منتصف القرن الثاني ومطلع القرن العاشر الهجري (آخر القرن التاسع إلى مطلع القرن السادس عشر الميلادي) بوقوعه تحت حكم دويلات مستقلة بالمغرب.
تسمية اَلْجَزَائِر: سميت هذه الأراضي بعدة أسماء منذ نشأتها فقد بدأت بمسمى مملكة نوميديا تحت حكم الأمازيغ السكان الأصليين للبلاد بما فيها المغرب،
عندما دخلها الفينيقيون والرومان قديمًا ثم موريطانيا القيصرية، ومع الفتوحات الإسلامية لشمال إفريقيا أطلق عليها بربريا ثم المغرب الأوسط،
واصل تسمية اَلْجَزَائِر يرجع إلى القرن السادس عشر، حين أصبحت مدينة الجزائر العاصمة الدولة السياسية الجديدة التي شكلها العثمانيون،
واَلْجَزَائِر جمع لجزيرة، و قد كانت أربع جزر مشرفة على ميناء الجزائر (الجزائر العاصمة) القديم، ثم قبيل دخول الاحتلال الفرنسي للْجَزَائِر سميت باسمها المعروفة به الآن الجزائر.
فكيف تعاملت دولة الجزائر مع مواطنيها اليهود؟

بعد أن حصلت الجزائر على استقلالها في عام 1962، أصدرت قانون الجنسيّة في عام 1963، وحرمت الجنسيّة لغير المسلمين.[3] نتيجة للقانون وكذلك الخطاب المعادي للفرنسيين واليهود، ذهب 95٪ من السّكان الجزائريّين اليهود الأصليّين البالغ عددهم 140,000 نسمة إلى المنْفى. غَادر الجزائر حوالي 130,000 يهودي، مُعظمهم ذهبوا إلى فرنسا والبعض الآخر إلى إسرائيل.
لذلك ليس من الممكن أن تربط دولة هجرت يهودها قصرا و رمتهم خارج البلاد اية علاقة مع دولة هي في أصلها يهودية، فيما المغرب عكس ذلك لا يسمح في رعاياه، وإذا هم اليوم في حكم دولة صهيونية، فهذا إحتاج من المغرب وضع سياسة محكومة بتطورات التاريخ سنعرض لها في الجزء الثاني،
فلا تفقدوا صبركم معنا حتى ننهي الأجزاء.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*