swiss replica watches
حزب الاستقلال وموريتانيا – سياسي

حزب الاستقلال وموريتانيا

عادل بنحمزة

حزب الاستقلال وموريتانيا

خلفت المبادرة الملكية بتكليف الأخ الأمين العام للحزب نزار بركة بتبليغ رسالة ملكية لرئيس الجمهورية الموريتانية السيد محمد ولد عبد العزيز، تأويلات مختلفة وبغض النظر عن مختلف القراءات فإنه من المهم التنويه بهذه المبادرة الملكية والتي تجعل من العلاقات الخارجية لبلادنا موضوعا يتجاوز منطق الأغلبية والمعارضة، كما يوضح أهمية استثمار العلاقات الحزبية/الحزبية في إطار الديبلوماسية الموازية، وهذا تقليد دأبت عليه بلادنا منذ عقود، إذ يكفي أن نذكر بأن الزعيم علال الفاسي توفي في بوخاريست في لقاء مع تشاوسيسكو حول موضوع الصحراء المغربية.
العلاقة مع موريتانيا سيمثل فيها موضوع الصحراء دائما موضوعا أساسيا، الأمر أيضا يقتضي أن نقول للأمانة وللتاريخ أن الأمين العام السابق لحزب الاستقلال الأخ حميد شباط لم يقل أن موريتانيا تابعة للمغرب..للتذكير فقط فالعلاقات “الوحيدة” التي كانت تجمع المغرب بموريتانيا طيلة أربعة سنوات من الجفاء هي التي كانت تربط حزب الاستقلال بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، وكان شباط قد قام بزيارتين رسميتين لنواكشوط استقبل خلال الأولى من طرف رئيس الجمهورية وبحفاوة كبيرة، وفي نفس الفترة وقعت اتفاقية للتعاون المشترك بين الحزبين، حيث جرى تبادل الوفود والخبرات، كما أنه في نفس الفترة فتح حزب الإستقلال للاتحاد من أجل الجمهورية الباب لعضوية الاتحاد الديمقراطي العالمي خلال اللقاء الذي استضافه حزب الإستقلال بمدينة مراكش..هذه الدينامية في العلاقة مع موريتانيا تعود أيضا إلى مرحلة الأخ عباس الفاسي عندما كان على رأس الأمامة العامة، لهذا ليس هناك تحول في موقف حزب الإستقلال من موريتانيا وهو موقف ثابت منذ اعتراف المغرب رسميا باستقلال موريتانيا..أما التاريخ فلا أحد يمكن أن ينكره، ولا أحد يمكن أن يسقط مثلا الداي ولد سيدي بابا أو الأمير فال ولد اعمير من تاريخ هذه العلاقة بين البلدين، كما لا يمكن إسقاط تاريخ المرابطين القادمين من موريتانيا..هذا هو قدر البلدين، نحن شعب واحد في دولتين، فموريتانيا تمثل عمقا استراتيجيا بالنسبة للمغرب وكذلك المغرب بالنسبة لموريتانيا، وفي قضية الصحراء وضعية موريتانيا تختلف تماما عن وضعية الجزائر، إذ مع موريتانيا وقعنا اتفاقية مدريد إلى جانب الإسبان وظل إقليم وادي الذهب تحت السيادة الموريتانية إلى غشت 1978، ما يحتم على بلادنا دائما تدبيرا خاصا للعلاقة مع موريتانيا.
حضور حزب الإستقلال للمؤتمر الأخير للاتحاد من أجل الجمهورية معناه أن الإخوة الموريتانيين تجاوزوا أزمة 2017 وهم يعلمون أن سياقها تم تحويره وصادف ما كانت تعرفه بلادنا من “بلوكاج” استعملت فيه جميع الأسلحة، وحضور الأمين العام شخصيا رفقة الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني، و الأخ نورالدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، دلالة على أهمية العلاقة بين الحزبين ولتقدير حزب الاستقلال للأشقاء في موريتانيا.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*