swiss replica watches
بنشماس: اختار أن يميل إلى جهة الأعيان بعدما فهم أن “الشكارة” وحدها يمكن أن تحميه من “حركة” مراكش التي قادها أخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري. – سياسي

بنشماس: اختار أن يميل إلى جهة الأعيان بعدما فهم أن “الشكارة” وحدها يمكن أن تحميه من “حركة” مراكش التي قادها أخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري.

“البام” يحتاج إلى الخوف وإلى”عبادة” المسيح
محمد أحداد

البام فكرة تتأسس على عبادة “المسيح”. والمسيح كان هو إلياس العماري لذلك ظلت الطموحات الشخصية مكبوتة محبوسة تنتظر الانفجار. لقد قالها العماري بوضوح رائع في إحدى دورات المجلس الوطني: نحن في ثكنة عسكرية، من أعجبته القواعد فليبقى ومن لم تعجبه فليرحل.
حينما رحل الرجل القصير انفجرت الطموحات الشخصية لخليط غير متجانس من “المناضلين” لا يمكن أن يجتمع إلا على تقديس شخص لأن البام لم يكن يوما حزبا يتأسس على أفكار وإيديولوجية. خلق ليكون في المرتبة الأولى لكن مواضعات الدولة واستمراريتها فوق الأحزاب دائما.
اليوم لا يقدر بنشماس الأمين العام للحزب حتى على الحفاظ على مكانه وبالأحرى أن يضمن الولاء من الأعيان ولفيف اليسار القديم والانتهازيين والراغبين في الوصول السريع.
بنشماس إذا أردنا الاختصار بكلمات دقيقة: اختار أن يميل إلى جهة الأعيان بعدما فهم أن “الشكارة” وحدها يمكن أن تحميه من “حركة” مراكش التي قادها أخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري.
لدى بنشماس وهم مبالغ فيه، أنه جاء إلى الأمانة العامة منتخبا شرعيا وحاول تسويق ذلك في وسائل الإعلام. في البام القاعدة هي التعيين وليس الانتخاب ومن يعتقد عكس ذلك عليه أن يتعالج فورا من الأوهام المزدهرة، لأن المؤسسة شيدت من البداية على قاعدة الاختيار والقرب والولاء ولو كانت بالفعل الديمقراطية تسير الحزب لفاز هو نفسه بانتخابات الأمانة العامة يوم سقط بكوري فجأة على الحزب..
ما يجري في حزب الأصالة والمعاصرة هو تعبير صارخ عن رغبات شخصية بطموحات متفاوتة: هناك من يريد قيادة الحزب؛ ومن يريد فتات المناصب، ومن يريد التعيين في المؤسسات والاستفادة من الريع..هناك قلة مجهرية تؤمن بأن الحزب يشكل بديلا لمشروع الإسلاميين وهم في الغالب من انضموا للحزب قادمين من الحلقيات..
لن تحل مشاكل البام إلا ب”إشاعة الخوف” ولن تنفع المساومات والجلسات والمصالحات والمواضعات والتوازنات..الحزب في مرحلة العماري كان يغلي أكثر من اليوم؛ ويحكى أن قياديا حزبيا كبيرا في الحزب”سلبت منه التزكية”، قال إنه ربما “إلياس يرى ما لا نرى”..
خرج الجرار منهكا ومهزوما من تجربة الانتخابات التشريعية، ورغم الحشد والإمكانيات الهائلة التي كانت في صالحه خلال الانتخابات التشريعية الماضية فقد مني بهزيمة قاسية وتحول خطابه السياسي والانتخابي( مسيرة ولد زروال، تقنين الكيف، الحريات الفردية..) إلى حملة حقيقية استثمرها الإسلاميون ليزيدوا مقاعد اخرى إلى غلتهم البرلمانية..
الخسارات الانتخابية البينة لا تقل فداحة عن فشل المشروع السياسي للحزب الذي شيد في لحظة التأسيس الاولى على تخليق الحياة السياسية وإقناع “الكتلة الصامتة” بممارسة السياسة، فالذي حدث ان الحزب قضم من الاحزاب الاخرى وتسبب في ضرر بالغ لأحزاب الحركة الوطنية التي وجدت نفسها عارية في مواجهة ما اسماه الاتحاد يوما بالوافد الجديد.
شهادة الميلاد المعطوبة رافقت الحزب وعجينة الاعيان وجزء من اليسار القديم لم تفلح في ان تعطي للحزب هوية إيديولوجية اجتهدت قيادات الحزب بشتى الوسائل لتموضعها ضمن بورصة الخط السياسي.
البام اليوم يتوفر على “احتياطي” انتخابي يمكن التصرف فيه حسب قواعد الحقل السياسي المغربي والقواعد تؤشر اليوم أن جزء كبيرا منه سيؤول إلى حزب التجمع الوطني للاحرار بقيادة عزيز اخنوش أو إلى حزب الاستقلال في أسوأ الأحوال.
البام فاته أن يصبح حزبا، ولذلك فإنه يحتاج اليوم إلى من يشيع الخوف ويعيد هالة القداسة ويقنع الحواريين أن الحزب لا يؤمن بالديمقراطية الداخلية والاختلاف في الرؤى، بل إنه “غيتو” يسير مثل ثكنة عسكرية أما عكس ذلك، فإن أقصى ما قد يفعله الحزب هذه الأيام هو الحض على سجن الصحافيين ثم يخرج أمينه العام ليقول للناس: لست أنا. ونحن نصدقه على كل حال.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*