السحر و”الشوافات” و”التوكال”….

آمنة ماء العينين

أرصد منذ فترة غير قصيرة هذا الحضور المتنامي والغريب لتيمة “السحر والشعوذة” في حوار من يعتبرون “نخبة متنورة”.
سيدات في مواقع مهمة بمنظر عصري و”حداثي”، بدبلومات وتكوينات في معاهد هامة داخل المغرب وخارجه، يؤمن بالسحر وكل اشكال الشعوذة ويسألن عن الشوافات ويؤمن ب “التوكال”.مهووسات ب”حسد” الآخرين وب”العين الشريرة”،
حدث مرات أن سألنني عن شوافات أو “فقيه” باعتبار أنني من الصحراء أو سوس لأن هناك من المغاربة من يؤمن أن الصحراء وسوس هما موطن السحرة والعرافين، وأننا جميعا نتعاطى لهذا التخلف.
في كل مرة ألقي المحاضرات حول غرابة هذه الاعتقادات وأنني لا أؤمن بهذه الأشياء ولم يسبق لي أن ألتقيت عرافا ولا شوافة – اللهم إحدى الشوافات المزيفات في جامع الفنا- حيث توجهنا اليها ذات ليلة أنا وطفليَّ لأجل الاستكشاف والتنذر، ومن فرط تهكمنا عليها طردتنا وهي تدعو علينا.
الغريب ان الرجال أيضا،بمستويات دراسية عالية وبضمون”حداثي” صاروا يؤمنون بأنهم ضحايا سحر وتوكال النساء.
من منطلق الرصد، أعتبر انها ظاهرة سلبية لا ترتبط بالنساء أو الرجال بقدر ما ترتبط بالشخصيات غير المتوازنة، وأظن أن تنامي الظاهرة في أوساط مختلفة يحتاج الى دراسة وتحليل نفسي واجتماعي.
أتذكر أنني مرة زرت إحدى العواصم الافريقية، وجاءني الى الفندق أحد أصدقائي المغاربة وهو زميل دراسة قديم يعمل هناك، لمرافقتي للقيام بجولة في المدينة مصحوبا بصديقه من البلد نفسه.
سمعت حكايات عن “السحر الأسود” في هذا البلد وإقبال الاوربيين والامريكيين عليه لشهرة سحرته الذين يجذبون كبار السياسيين والنجوم من الغرب، حتى أننا مررنا قرب منازل عشوائية”براكات” محاذية للقصر الرئاسي، أخبرنا صديقنا المحلي أن الرئيس لا يستطيع فعل شيء لأنه يخشى سحرهم الذي يمكن أن يدمر مستقبله السياسي في لحظة.
سألني ان كنت أرغب في زيارة أحد السحرة، أكدت له أنني لم أفعل ذلك في حياتي وأنني لن أفعل أبدا لأنني لا أعتقد بذلك وأنني مؤمنة جدا وعقلانية جدا لأفعل ذلك.
أجابني: غريب، أول مرة أسمع أن مغربية لا تؤمن بالسحر

لأنه يعتقد أن المغاربة شعب يعمل بالسحر ويحتضن أعتى السحرة.
لم أحاول كثيرا إقناعه بالعكس بإيعاز من زميلي حتى لا نفسد جولتنا الجميلة.

المناسبة: اصرار إحداهن اليوم أن أرشدها لساحر “صحيح” من الصحراء…….مصيبة هاذي