swiss replica watches
سرقة الأكباش أهون من خطف ثقة المواطنين – سياسي

سرقة الأكباش أهون من خطف ثقة المواطنين

محمد جمال بن عياد

أثار سرقة الأضاحي ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أعاد إلى الواجهة مجموعة من علامات الاستفهام والتساؤلات المستفزة والمحبطة، حول توزيع كعكة المناصب والتوظيف بدواوين الوزارات ومجلس البرلمان بغرفتيه والتسجيل بالجامعات في أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه، والتعويضات السخية والامتيازات المتنوعة للمنتخبين ومدى مصداقية شعارات الانتخابات وبرامج الحملات الانتخابية.
لقد كانت هذه الواقعة صادمة لكثير من المواطنين، كما كانت للبعض منهم في نفس الوقت عادية بحكم معرفتهم واطلاعهم على خبايا كثيرة، حيث الصدمة الكبرى عندما يسطو الأبناء على التسجيل في الجامعات والتعيين في الدواوين بعد فشلهم بالظفر بهذا بكل استحقاق وتنافس شريف ونزيه مع عامة أبناء الشعب، وعندما يسطو كذلك آخرون بالمثل بعد أن استفادوا من ريع التفرغ ليصبح الريع “أس اثنين”، وفي حالات أخرى “أس ثلاثة”.
وأكد كثير على تآكل الثقة السياسية والنقابية خلال الولايتين الحكوميتين التاليتين و التي تتمثل في المستوى المتدني لأداء الحكومة، وعجز الحكومة عن معالجة الاستغلال الحزبي والنقابي لقضاء المآرب الشخصية و محاربة الفساد، وزيادة نفوذ الأجهزة الحزبية والنقابية، وتفشى الزبونية والمحسوبية، واهتزاز مشاعر الثقة الاجتماعية في المجتمع.
ويقول متتبعون إن المشهد الآني بالبلاد يوحي بخلل كبير أصاب الثقة لدى المواطن في مؤسسات الدولة، الشيء الذي أدى إلى ممارسات وسلوكات كلها نفاق اجتماعي و زور وتلصص، فما وقع بالحي الحسني ليس بالشيء الأصعب أوالكارثي مقارنة مع ما جرى ويجري بالمؤسسات الإدارية والمؤسسات المنتخبة.
إن الإشكال الأساسي في اهتزاز ثقة المواطن في ” الحكومة” يكمن في مسألة عجز الحزب الرئيسي في الحكومة الوفاء لشعار” صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح”، كما أنه يكمن في كون طمع وجشع كثير من أصحاب هذا الشعار، بات معلوما لدى الصغير قبل الكبير بتفاصيله المملة، وباعتراف من أقرب المقربين إلى “الطنجرة”، بفضل المشاهد شبه اليومية و وضعيات وحالات قياديين حزبيين ونقابيين وأقاربهم وبعض المنتسبين إليهما، الدين يعرفون جيدا من أين يأكل الكتف، ويجيدون دور الحزبي “المتدين” المنافق، حيث التطبيل والتزمير والمدح لأصحاب كلمة الفصل في القرارات الحزبية.
ولم يعد يختلف اثنان أن الوصول إلى منافع شخصية بالطرق البعيدة عن التباري والتنافس لا تكون إلا من خلال “البلطجة الحزبية” و مثل هذه الأحزاب لا تكون “دكتاتورية” فحسب بل ليس لديها أية علاقة بالوطن ولا المواطن لأنها تخدم فئة معينة ممن يستغلون العقيدة أو الدين أو أي إيديولوجيا للاستحواذ على السلطة، ليقتادوا على بؤس وفقر المواطنين، ويعتاشون على المال العام ويتلصصون المناصب والتعويضات والامتيازات.
لقد كان في السابق يقال، من يولد أديبا يضمن المجد، اليوم من يولد طبالا بقناع “التدين” يضمن المجــد، لكنه مجد بمرارة “الحنظل”، فما أتفهه مجد والناس عليه شاهدون !!!!!

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*