الميركاتو السياسي !!!

الحسين أمساسي
درجات الحرارة الاستثنائية التي عرفتها مناطق المغرب مؤخرا لم تمنع سوق الانتقالات من فتح بابه الواسع ، لا أتحدث هنا عن ميركاتو كرة القدم حيث سرق أشرف حكيمي الأضواء إلى جانب سيرجيو راموس و لكن أتحدث عن الترحال الجماعي للسياسيين من أحزاب لأحزاب في ظاهرة تعتبر ماركة مسجلة باسم المغرب و لا تختلف عما تقدمه الطبيعة لنا من إعجاز ، حيث الأسموزيا من التركيز المرتفع نحو التركيز المنخفض !!!
ما يتحكم في هذه الهجرات الجماعية ليس قانون الطبيعة كما هو الشأن بالنسبة للإوز و مختلف الطيور و الأسماك و لكنها المصالح الخاصة ، و الكراسي ، و الامتيازات التي يمكن أن يوفرها طرف الغد أكثر من طرف الأمس ، لذلك فما يربط معظم سياسيينا بأحزابهم ليس مبادئ و برامج تلك الأحزاب أو خدمة الصالح العام انطلاقا من هياكلها ، و لكن يبقى الرابط هو مقدار المصالح الشخصية و الضمانات و التزكيات التي توفرها تلك الأحزاب ، و في غيابها يهاجر الجميع نحو مناطق أكثر رطوبة ووفرة للماء و الطعام ، في صور مخجلة يعيشها المغاربة فور اقتراب كل محطة انتخابية سواء تعلق الأمر بالجماعات او بالبرلمان و المستشارين .
في المغرب كل شيء ممكن ، حتى التحالفات أثناء تشكيل المجالس الجماعية و مجالس الأقاليم و الجهات تأتيك بعجائب و غرائب يعجز عقل المغربي عن استيعابها و بالأحرى تقبلها ، حيث يتعانق الإسلامي و اليميني و اليساري و الأصفر و الأزرق في صورة زعلوك سياسي فقط من أجل المصلحة الخاصة لا أقل و لا أكثر !!!
المغرب مقبل على محطة جد هامة و مصيرية ، و عقول المغاربة أصبحت تفهم و تحلل ، فقط سياسيونا من لايزالون يفكرون بعقول عصر الحجارة المنحوتة ، و إذا كنا حقا نريد جذب الشباب نحو الممارسة السياسية فعلينا بكل تأكيد القطع مع هذه المهازل و الممارسات و الهجرات التي لا تزيد المغاربة سوى نفورا و نفورا !!!
الحسين أمساسي