لقبايل : جمال و تاريخ دمره العسكر !!!
الحسين أمساسي
ثامورت إدورار بالأمازيغية هي منطقة ممتدة عبر شمال شرق الجزائر ، تغطي ولايات : بومرداس ، تيزي وزو ، بجاية ، البويرة ، المدية ، شمال برج بوعريريج ، سطيف و جيجل .
يتحدث معظم سكان المنطقة اللهجة القبايلية بالاضافة إلى الدارجة العربية عبر منطقة هي جزء من سلسلة الأطلس التلي المحادي للبحر الأبيض المتوسط مشكلة وحدة جغرافية من خلال سلاسلها الجبلية و خالقة مناطق مناخية متنوعة ، من متوسطي على الساحل ، إلى مناخ أكثر قسوة على المرتفعات .
تمتلك لقبايل ثروة نباتية و حيوانية جد مهمة باعتبارها موطن ثلاث منتزهات و محميات طبيعية : الحديقة الوطنية بتيزي وزو ، الحديقة الوطنية قواريا ببجايا ، و الحديقة الوطنية تازة على الكورنيش القبائلي بين بجاية و جيجل .
يتوزع السكان الثلاثة ملايين في منطقة لقبايل عبر المدن و القرى ، فيما 2,5 مليون آخرون هاجروا إلى مناطق أخرى عبر الجزائر و خارجها ، نظرا لتدهور ظروف العيش ، حيث تقدر الجالية لقبايلية بفرنسا لوحدها ب 800000 مهاجر و بكندا حوالي 300000 ، فيما هاجرت 200000 نحو الولايات المتحدة ، ووزعت 200000 أخرى مابين ألمانيا و بريطانيا .
بعد عقود من القمع الوحشي و التهميش و تجاهل مطالب السكان بالتنمية ، ورفع الظلم المقصود و الاعتراف بالهوية و الثقافة الأمازيغية و هي مطالب مشروعة واجهتها السلطات الجزائرية بالقمع الشديد ، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى و مئات الجرحى و المعتقلين خلال المظاهرات و الاحتجاجات على امتداد عقود ، قرر زعماء المنطقة تطبيقا لمبدأ حق تقرير المصير الذي تؤكده المواثيق الدولية تأسيس الحركة من أجل استقلال منطقة لقبايل MAK و إقامة جمهورية مستقلة منفصلة عن الدولة الديكتاتورية الجزائرية طبقا لمواثيق الأمم المتحدة .
تم الإعلان عن تشكيل حكومة مؤقتة GPK و تم انتخاب السيد فرحات مهني رئيسا لها ، معلنا أن الهدف من هذه الخطوة هو إنهاء الظلم و الحقرة و هيمنة الحكومة الجزائرية التي تنكر وجود الشعب الأمازيغي و تسعى لطمس وجوده و لغته و ثقافته بالقمع و التهميش .
الجزائر التي تقدم في كل محفل دولي محاضرات حول حقوق الشعوب هي اليوم محتلة لأقدم مستعمرة عبر العالم ، مستعمرة لقبايل بتاريخها المتجدر في آلاف السنين و بجمالها الفاتن و طبيعتها الجبلية الساحرة هي اليوم أسيرة بين جبال حولها النظام الديكتاتوري لقضبان ، ليعلن السيد عمر هلال الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة بداية مرافعة ستكون لها جولات و جولات من أجل تخليص لقبايل من قبضة الجنرالات !!!
الجزائر التي تعتبر الصحراء المغربية منطقة محتلة ما عليها سوى زيارة العيون و الداخلة و السمارة و طنطان و مناطق كثيرة أخرى لتميز مابين التنمية و احترام الهوية و الديموقراطية الجهوية بهذه المناطق ، و مابين القمع و الاحتقار و التعصب و العنصرية و التهميش بلقبايل ، الجزائر التي بنى العسكر واجهاتها من زجاج عليها أن تخجل … و تتوقف عن قصف جار لطالما ضحى بحريته و استقلاله من أجلها ، الجزائر عليها أن تستفيد من ثرواتها عن طريق تعديل نظام الحكم و التوجه نحو التنمية و الديموقراطية لأن بوادر الانقسام و انفصال الدولة بدأت تلوح في الأفق ، و ما منطقة لقبايل سوى مثال واحد عن أمثلة كثيرة بالتأكيد … ستظهر قريبا !!!
الحسين أمساسي
