swiss replica watches
مسارات ملك البلاد – سياسي

مسارات ملك البلاد

 

سياسي/ بقلم رشيد لمسلم
في غمرة احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش العلوي المجيد لصاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء عرش أسلافه الميامين سنة 1999، نستحضر اليوم، كما يستحضر معنا العالم بأسره منجزات ملك شاب قاد ويقود المغرب إلى مستويات عليا من التقدم والدفاع عن المكتسبات والحقوق الإنسانية وتوسيع دائرة الحريات بما يضمن لشعبه الوفي الكرامة والعيش الكريم؛
احتفالات وإن كانت غير المعتاد في ظل جائحة كورونا تحمل دلالات التلاحم الملكي بشعبه الوفي المتضامن والمنسجم بين مختلف مكوناته الاجتماعية وتلويناته المدنية والسياسية، من خلال ما تم تحقيقه من منجزات ومشاريع جعلت من المغرب؛ مغربا متقدما ومنصهرا في عمق الحضارات المتقدمة علميا وتكنولوجيا ورائدا على أصعدة متعددة، وضامنا للحقوق الدستورية والعدالة الاجتماعية؛
منذ اعتلاء جلالته العرش توجه المنتظم الدولي بأسره للمغرب، بعيون مشرقة ومتفائلة عمادها الاستقرار والانسجام والحفاظ على الأمن العام وطنيا ودوليا، ملامسا للقضايا العربية والغربية والإفريقية بعمق، متطلعا نحو مغرب حديث يرقى ويرتقي في نفس الآن؛ إلى مغرب ما بعد مرحلة المغرب الفلاحي والزراعي إلى مغرب صناعي وتكنولوجي وعلمي وطبي، مغرب القرن الواحد والعشرون، مغرب يتملك الإرادة السيادية في منأى تام عن أي تبعية اقتصادية أو سياسة دولية، مغرب مستقل في مبادراته، مغرب مشاكس ومتطور، مغرب يسعى ويرعى السلم العالمي ويساهم في مختلف المبادرات الإنسانية الوطنية والدولية بغض النظر عن الديانات والأعراق والأطياف العرقية، مغربا مساهما بإرادة حكمة ملك يسهر على عملية المبادرات الخلاقة والبناءة وساعيا نحو طهرانية الكون ومحاربا لكل أشكال ومظاهر التطرف الديني والإيديولوجي، مؤسسا من خلال اعتلاء جلالة العرش مغرب الحداثة والديموقراطية والعادلة والاجتماعية.
بتخليدنا اليوم مناسبة عيد العرش المجيد بات من المفروض وأصبح ضروريا استحضار بعض المواقف الرائدة والمبادرة للملك محمد السادس، والتي بدورها أظهرت فشل بعض الأنظمة الدول الشقيقة التي تحارب المغرب اليوم بمختلف المظاهر والأشكال الإعلامية مما يدل على قوة مغربنا الحديث ومنها على سبيل الذكر:
• تثبيت الأمن ومحاصرة الهجمات الإرهابية وتعزيز صلاحيات الشرطة المغربية؛ هته المحطة الأساس التي أثبتت للعالم بأسره حنكة ملك وشعب ومؤسسات الدولة المغربية المتقدمة على مقاومة الإرهاب الذي اخترق جسم كبريات البلدان والدول المتقدمة وساهم المغرب في تثريبه على أرض الواقع بفضل أجهزته ومناعة شعبه؛
• تعزيز حقوق المرأة في صلب قرارات الملك محمد السادس، الذي دعا في مختلف خطاباته الملكية إلى تعزيز المرأة في المشاركة السياسية من خلال دستور 2011 وما قبله مستهدفا إلى إعطاء المرأة كافة حقوقها الدستورية وهو مسعى أظهر للمغاربة والعالم بأكمله الرؤية الملكية لشعبه وللمساواة والمناصفة باعبار المرأة تحمل من القدرات ما يكفي كي تساهم إلى جانب الرجل في إرساء دعائم الدولة المتقدمة السائرة نحو التقدم بفضل إشراك مختلف مكونات المجتمع في عملية البناء وسيرورة الحياة؛
• إطلاق وتفعيل سلسلة مترابطة من الأوراش التنموية المستدامة، شملت مختلف المجالات و القطاعات بالدولة، كما شكلت هندسة اجتماعية تضامنية شاملة الرؤى تتوخى في جوهرها جعل المواطن ضمن الأولوية الكبرى في مسلسل الإصلاح الشامل، و الهدف الأساسي للنهوض بالعنصر البشري ببلادنا، رسخ من خلالها جلالته مبادئ التضامن و التكافل و التآزر الاجتماعي، برؤية ملكية تضامنية للمجال الاجتماعي والاقتصادي حيث اعمدت احدث النظم والأساليب التدبيرية، وذلك من خلال وضع أهداف واضحة تتسم بالانسجام والفعالية والنجاعة والملائمة مع القدرة على التأثير و تحديد دقيق للمؤشرات كل ذلك وفق آلية الحكامة المجالية .
• الاندماج الفعلي في مشاريع اقتصادية مدرة للدخل و فك الهشاشة و التهميش والإقصاء، عبر إحداث المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ضلت مستمرة في مختلف المحطات و مواكبة في جميع التحولات الاجتماعية والاقتصادية، توجت بإطلاق المرحلة الثالثة في سياق زمني (2019-2023)، التي تمت بلورتها وفق تصور جديد، من خلال تعبئة استثمارات تقدر بـ18 مليار درهم، تهدف إلى إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية؛
• لمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة و أيضا تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بشكل ناجع و مستدام، بالإضافة إلى تحديد مهام أجهزة الحكامة التي تنسجم مع ورش الجهوية المتقدمة
• فك العزلة و ردع الفوارق المجالية عبر تقوية المسالك الطرقية والربط بشبكتي الماء الصالح للشرب والكهرباء وكذا تيسير الولوج للخدمات الصحية للقرب عبر إحداث دور الأمومة والمراكز الصحية واقتناء سيارات للإسعاف في مختلف المناطق القروية، بالإضافة الى تنظيم القوافل الطبية والحملات الصحية، و سلسلة من المشاريع الميدانية في مختلف جهات المملكة مكنت من تقليص العجز المسجل على المستوى السوسيواقتصادي، في إطار البرامج المعتمدة، مما يؤكد حكامة ملك البلاد ونجاعة المغرب في القضاء على الفوارق الاجتماعية وارتقاءه إلى مستويات عالية؛
• برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، الذي استهدف في المرحلة الأولى 2005-2010، أزيد من 403 جماعة ترابية، مع توسيع قاعدة استهدافه ليشمل 702 جماعة ترابية خلال المرحلة الثانية، بالإضافة إلى برنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري؛
• المبادرة الملكية الهامة والتي تعكس الأهمية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز التعاون الإفريقي في مجال مكافحة والوقاية من فيروس “كورونا” ، إرسال عبر جسور جوية كميات مهمة من التجهيزات ومنتجات الوقاية والأدوية ؛
• العمل التضامني ، المندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة، في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة ، من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة. وتجسدا لمبدأ ربط القول بالعمل ، أثبت صاحب الجلالة الملك محمد السادس من جديد ، أن السياسة الإفريقية للمملكة تعد خيارا استراتيجيا وتسعى من أجل شراكة جنوب – جنوب وتعاون تضامني والتوجه نحو المستقبل بهدف جعل وتنمية ورفاهية العنصر البشري في صلب الاهتمام .
• قيادة الملك حملةَ إصلاحات مدنية وسياسية إيجابية، إلى جانب تغييرات هائلة في السياسة الخارجية والبُنى التحتية. ومؤخّراً، اتّخذ المغرب إجراءات سريعة وفعّالة للسيطرة على التفشّي الأوّلي لجائحة فيروس كورونا المستجدّ.

عيد عرش علوي شريف باحتفالات العهد والوفاء وضمان السلم والارتقاء
فضلا عن ذلك حكمة ملك محمد السادس ونحن نحتفل بعيد العرش الذي يؤكد تلاحم الشعب بالملك بمختلف مناطق المملكة علينا أيضا استحضار:
• تسهيل عودة أفراد الجالية المغربية تأكيد لصون حقوقهم باعتبارها أولوية في اهتمامات جلالته في اتجاه تعزيز الروابط بين الجالية المغربية المقيمة في الخارج والوطن، مبرزا أن تعزيز هذه الروابط يمر عبر آليتين أساسيتين الأولى ثقافية والثانية دينية.
• تعزيز الآلية الثقافية التي تقوم على تنظيم مجموعة من الأنشطة والبرامج من طرف مجموعة من المتدخلين والفاعلين، من قبيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة ووزارة الشؤون الخارجية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج، بالإضافة إلى المراكز الثقافية وتنظيم معارض متنقلة تقام في كل عواصم العالم تعرف بالثقافة المغربية.
• النموذج التنموي الجديد، الذي يعد بمثابة جسر قادر على تصدير المنتوج المغربي للعام باعتبارها تتدخل في قيمة التحويلات المالية التي تمكن الحكومة والدولة من تحقيق التوازن في ميزان الأداءات، بالإضافة إلى كونها خزانا للكفاءات لابد من الاستفادة منها في البحث العلمي، لاسيما وأنها تشتغل في مراكز علمية كبرى.
وهذا التمأسس لدولة المغرب الحديث الذي يحدو به إلى أكثر من أبعاد جغرافية دوليا وعالميا، وتقدمه وعقد اتفاقيات على مستويات عالية ومتقدمة صناعيا بما فيها صناعة اللقاح ضد كوفيد 19 يجعلنا نفتخر ونحتفل بملكنا بهذه المناسبة التي يلتحم فيها الشعب بالعرش العلوي المجيد وهذه مجرد إشارات للعالم بأن المغرب اليقظ هو مغرب قوي وقادر على خلق المعجزات وذرء المخاطر المحدقة به.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*