swiss replica watches
سنواصل الطريق… رغم نعيق الغراب وتصفيق البطريق – سياسي

سنواصل الطريق… رغم نعيق الغراب وتصفيق البطريق

أحمد بوشعيب

لعل من حسنات مبادرة “سنواصل الطريق” التي وصلت اليوم إلى عدد توقيعات محترم، تجاوز المائتين وخمسين توقيعا، من مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية أنها أماطت اللثام عن عدة أشياء منها:
أولا:عرت الوجه الحقيقي للبعض.
كشفت النقاب عن وجوه الكثيرين من النعاقين ، ولكن ذلك لا يهم، في إطار احترام الرأي والرأي الآخر، وحفظ حرية التعبير للآخرين مهما كانت درجات الاختلاف، وتقبل النقد مهما كال أصحابه من قاموس القدح والسب والشتيمة، التي لن تجرنا إلى القاع مهما اجتهد المجتهدون في بلطجتهم المتفاوتة الدرجات، فهناك بلطجة بدرجة مدير لبى نداء الأمين العام لطرد عضوي المكتب السياسي ومرافقتهم إلى باب المقر المركزي، وقام بتوقيع مراسلة لأعضاء اللجنة المركزية، التي تعيد إلى أذهاننا مصطلح “إعادة الترابي” المعلوم والذي لاينتمي لمدرستنا السياسية والفكرية على أية حال، والدخيل على ثقافتنا الحزبية.

كما أن هناك بلطجة بدرجة بوم متخصص في علم الأحياء وجميع أشكال الحياة البرية كطيور البطريق والنعام واللقلاق وعوا حتى هي، وعارف بخبايا الفراشات واليرقات والدود وحتى جرار عودو، لكن جاهل بتفاصيل حياته هو نفسه مع الأسف و لا يتعدى نظره يوم الثلاثين من كل شهر، ولما كان لهذا السلوك جهابذة اجتهدوا في الترهيب والترغيب للضغط على المناضلات والمناضلين لعدم التوقيع على العريضة أو لسحب توقيعاتهم، هناك “كابرانات” البلطجة الذين سلكوا الخيار الثالث والخيار المسكين المفترى عليه بريء مما يفترون، لأن لا خيار ثالث اليوم فإما سنواصل الطريق أو سنواصل الطريق ولا خيار ثالث فسينتصر حزب التقدم والاشتراكية بتحقيق المصالحة الداخلية الشاملة وإعادة لم شمل المناضلات والمناضلين استشرافا للمستقبل للقيام بالدور الدستوري كمعارضة تتحمل كامل مسؤوليتها في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين وتعمل على تفعيل المبدأ الدستوري القاضي بتأطير عموم الشعب المغربي، وملأ الفراغ السياسي والتأطيري القاتل الذي يسم مشهدنا السياسي أمام تراجع القوى الوطنية والديمقراطية في القيام بهذا الدور، على الأقل خلال العشرية الأخيرة التي عرفت تنامي قوى الإسلام السياسي، حتى لا نفاجأ غدا بأي وافد جديد.
ثانيا: الإنقلاب في الرأي والسلوك
طلعت علينا يومية بيان اليوم لسان حال الحزب، عدد 9356 أمس الإثنين 27 شتنبر الجاري بافتتاحية بعيدة كل البعد عن لغة الافتتاحية المعهودة، لتؤكد على أن الحزب “يعيش على غرار باقي الأحزاب الوطنية مناقشات داخلية” لتسم ذلك الفعل ب”مجرد إفراغ للمشاعر الذاتية” وضرورة الخروج به “من عوالم التدوينات الفردية السطحية على مواقع التواصل الاجتماعي” إلى “مستوى التفكير السياسي المؤطر والموضوعي” …باقي الافتتاحية.
الملاحظة الأساسية هنا التي يجب أن نستحضرها أن الأمين العام للحزب “رد ضاحكا على سؤال هسبريس” في أول يوم لنشر وثيقة مبادرة “سنواصل الطريق” بينما اليوم أفردت بيان اليوم افتتاحية ردا على هذا الفعل السياسي المؤطر والذي يتجاوز المشاعر الذاتية والتدوينات السطحية إلى طرح سياسي وتنظيمي وفكري أخذ الشيء الكثير من اهتمام الرفيقات والرفاق في مختلف الفروع الحزبية محليا وإقليما ووطنيا، كما حظي باهتمام الرأي العام الوطني بدليل الافتتاحية نفسها. أما تاريخ الحزب في التفاعل الإيجابي مع أي نقاش داخلي فقد كنا سباقين للتذكير به في وقت سابق أمام التعنت والتنطع الذي طبع سلوك قيادة الحزب ذات اجتماع قيادي.
كما لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نذكر الافتتاحية طبعا ومن كان وراءها أن التقدم العددي الذي حصل عليه الحزب في الانتخابات التشريعية لثامن شتنبر، سبق لنا أن وضحنا أسبابه، التي تعود أساسا لتعديل القاسم الانتخابي وإلغاء العتبة، وتراجع العدالة والتنمية وتقسيم تركته على مختلف الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، بالإضافة إلى التراجع على مستوى الانتخابية المهنية وتراجع الحزب على مستوى الانتخابات الجماعية من حيث عدد المقاعد أو الجماعات التي ترأسها. ولأننا لا نريد أن نبخس الناس مجهودها فليكن ذلك التقدم كما تشاءون بالرغم من أننا لسنا مقتنعين، لنطرح عليكم سؤالا واحدا، ما هي تكلفة هذا التقدم العددي المزعوم؟
وبالعودة إلى الافتتاحية في مجملها وبالقليل من إعادة الإخراج من خلال تقديم بعض الفقرات وتأخير أخرى، فإنها لن تختلف عن آخر بيان للمكتب السياسي باستثناء الشق المتعلق بالتأديب “إعادة الترابي”.
أخيرا وكما تربينا على ذلك لا يسعنا إلا أن نرد التحية بمثلها أو أحسن منها، ولذلك نعتبر أن أي قرار يستشرف المستقبل ويرمي إلى فتح صفحة جديدة، وفتح نقاش داخلي تصالحي يعيد المناضلين إلى حزبهم والحزب إلى مناضليه وحاضنته الشعبية، فينبغي أولا العمل على تمكين المناضلات والمناضلين “دافعي الضرائب” من الإطلاع على وثيقة مبادرة “سنواصل الطريق” ونشرها على إعلام الحزب تفعيلا لقليل من المهنية في إعلام حزبي ظل بعيدا عنها، وتطبيقا للحق في الحصول على المعلومة الذي يصادف اليوم الثلاثاء عيده العالمي، وترسيخا لمبدأ الحق في الاختلاف والتعايش الخلاق بمناسبة تخليد العاصمة الإسماعيلية مكناس الأحد الماضي الذكرى المائتين لوفاة الحاخام ربي رافائيل بردوغو، الشخصية اليهودية الأكثر بروزا في تاريخ المغرب، كدليل على التعايش والحضارة الضاربين في عمق التربة والشعب المغربيين.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*