في الجزائر وزير اسمه بلاني، وهو مكلف حديثا بما سمته مهارة العسكر، «المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء ودول المغرب العربي بوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج»، ووظيفة عمار بلاني هذا، هي بدعة لا تعرف سرها سوى دولة الجنرالات…
البلاني هذا وضع العسكر في مكان دماغه «برودكان « وصار يفكر بحقارة مسلحة منقطعة النظير، ومنها ما حاول الدفاع به بعد أن عادت قضية المغاربة، الذين هُجِّروا من الجزائر، إلى سطح الأحداث، لتذكر العالم بالنزعة الفاشية والتطهيرية التي مارسها نظام الهواري بومدين في حق عشرات الآلاف من المغاربة، حيث تم طرد 45 ألف عائلة مغربية في يوم عيد الأضحى، بناء على رد فعل هستيري من طرف نظام الجزائر على المسيرة الخضراء…
بلاني هذا، سعى إلى أن يطمس حقيقة التطهير وحرمان المغاربة الذين أصبحوا جزائريين حتى، من حقوقهم وممتلكاتهم، وبالرغم من أن المغرب الرسمي لم يطرح هذه القضية، كما يمكن أن يعرف الجميع، فقد كان الرد الحقير السادي، الذي يذكرنا بترحيل اليهود في ألمانيا النازية وترحيل القوقازيين في اتحاد ستالين، وغير ذلك كثير من الهجرات التعسفية والإرهابية، من طرف حكومة الجنرالات، بلا وازع أخلاقي ولا وازع ديني ولا وازع إنساني عام…
لقد قال الوزير اللاأخلاقي إن «الممتلكات المزعومة للمغاربة المهجرين لا وجود لها وأنه تمت مصادرتها من طرف السلطات الجزائرية، وأضاف الوزير الفاقد للأخلاق، في محاولة لتبرئة النظام المنهار أخلاقيا، أن «أغلبية هؤلاء كانوا مجرد عمال وحرفيين، وبذلك يعري عن النزعة المتعجرفة التي تملكت الفاشية الجزائرية في أصل الحكاية وما زالت تتحكم في نفسيتهم المهزوزة…
أراد أن يستصغر حجم المعاناة وخطورة القرار القاضي بالتهجير..
التحقير الوارد في حتى خماسين، يكشف الفراغ الأخلاقي الذي يعتبره ذكاء ويعتبره حجة.. ولنفترض أنهم مجرد عمال ومياومين، فهل قرار شحنهم وتحميلهم فجرا وانتزاعهم من بين أفراد عائلاتهم وزوجاتهم وأزواجهم في فجر ذلك اليوم المشؤوم يبرَّر إنسانيا، ويصبح بقدرة قادر مباحا ومستساغا من لدن الضمير العالمي..
يا للفظاعة : مجرد »بسطاء …وحتى خماسين« وبالتالي يجوز طردهم وتشريدهم في ليلة عيد، من معانيه التضحية !
والفضيحة الأخلاقية التي مرت عليها 46 سنة ما زالت نازفة في الضمير الإنساني وما زالت على جدول الأعمال الأخلاقي.
ومهما حاول الوزير وحكومته أن يستبدلا ضحايا بضحايا، فما زالت الحقائق قائمة والصور شاهدة والتمزقات الأسرية والإنسانية صك اتهام إلى الأبد…
يسعى هذا الوزير لأن يجعل من شيء لا أحد سمع به من قبل، ملفا حيا لفائدة من سماهم المطرودين من المغرب، بمقتَضى قرار صادر في 1973، مورس على الأجانب….
ولا أحد يمكن أن يساير الوزير اللاأخلاقي في تحليله لمثل هذه القضايا التي تبدأ باحتقار المغاربة وتسفيه وجودهم الاجتماعي في الجزائر، ولا تقف عند محاولة الربط بين تسوية ملف من سماهم المطرودين الجزائريين.. وإعلان مقترح جيمس بيكر المتعلق بالصحراء المغربية في يوليوز 2003!
وحده العقل المنحرف للنخبة الحاكمة في الجزائر يمكن أن يجد ربطا بين قضيتين لا مسافة ألف ميل من بعضهما.. العقل المنحرف، الذي يجد علاقة بين نهايات كأس العرب والبنك الدولي، هو الكفيل بأن يجد علاقات سببية بين أمور لا تجمعها جامعة…
الوزير يهدد المغرب بأن الحكومة الجزائرية لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن الحكومة ستساند الجمعيات التي سترفع دعاوى ضد المغرب في المحافل الدولية…
«ياك آسيدي.. وعلاش ما تتقدمش انتا وترفع القضايا»، ما دامت تمثل الوثائق والتاريخ والمستندات، وتريد أن تنوب عنكم في هذه المعركة« المصيرية»؟
لا سيما وأن دولة «جنونستان» تعلن أنه «لا خوف على الجزائر من الأعداء الداخليين والخارجيين بعد أن حصلت على… الكأس»!!!!