الأزمة الأوكرانية الروسية أية آفاق؟

د. حميد المرزوقي

منذ 2014 ظل شرق أوكرانيا مسرحا لحرب أهلية بين القوات الموالية لروسيا المنتمية لجهة دونباس Dounbas و السلطة الحاكمة بكييف، وبالرغم من التوقيع على اتفاقية منسك Minsk سنة 2015 التي حددت بوضوح خطوط التماس بين سلطة أوكرانيا و القوات المطالبة باستقلال جمهوريتي دونتسك Donetsk ولوبانسك Loubansk، فقد فقدت أوكرانيا السيطرة على حدودها مع روسيا كما فقدت 3٪ من ثرابها بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم Crimée سنة 2014.
منذ ذلك الوقت توالت الأحداث والمناوشات بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية إلى أن أصبحت مألوفة، رغم توقيع الطرفين على اتفاقية وقف إطلاق النار، عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
إلا أن الوضع بالمنطقة عرف منعطفا جديدا وحساسامنذ نونبر 2021 بعد أن عبرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي عن قلقهما حيال النشاط العسكري غير المألوف الذي تقوم به روسيا بين الفينة والأخرى على طول حدودها مع أوكرانيا، غير أن وثيرة الإستعدادات العسكرية الروسية كانت اكثر إزعاجا في الشهور الأخيرة وآثارت قلقا متزايدا لدى أمريكا وحلفائها بحلف شمال الأطلسي “الناتو” وهو ما جعلهما يلوحان بتطبق عقوبات إقتصادية غير مسبوقة على روسيا، في حالة غزوها لأوكرانيا،
ومع تلاحق الأحداث لاحت في الأفق عدة مبادرات دبلوماسية لنزع فتيل الأزمة نذكر من بينها الاتصالات المكثفة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، و مفاوضات “جنيف” بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومفاوضات “بروكسيل” بين حلف شمال الأطلسي “الناتو” وروسيا التي لازالت تضغط بكل قوة عن طريق نشر واعادة انتشار قواتها المسلحة على طول حدودها مع أوكرانيا كورقة ضغط لمنع حلف شمال الأطلسي التوسع شرقا لضم أوكرانيا وجورجيا على غرار ما وقع سنة1997 عندما انضمت إليه كل من رومانيا وبلغاريا وربما هذا ما تم التطرق له بإسهاب في آخر لقاء جمع بين وزير خارجية روسيا في 21 يناير الماضي مع نظيره الأمريكي أنطوني بلنكن.
د. حميد المرزوقي