swiss replica watches
الصحراء المغربية : نهاية حكاية ابتزاز دولي – سياسي

الصحراء المغربية : نهاية حكاية ابتزاز دولي

بقلم سدي علي ماءالعينين، ابريل، اكادير، 2022(مقال55).
يصعب بعد كل سنوات النزاع حول مغربية الصحراء أن نسرد كل الحكايات، و نعرض تفاصيل مختلف التطورات، و نبسط المواقف مع تعاقب السنوات.

لكن هناك مسلمة تعريها الوقائع، وتفضحها المستجدات ، وهي أن ملف وحدتنا الترابية كان دوما تلك العصى التي تنهار على مصالح المغرب للمساومة و الضغط و الترهيب.
ولأن الملف هو في الأصل تلاعب استعماري بحدود الدول التي حصلت على استقلالها، و تغذية نعرات اقليمية في زمن تأسيس الدويلات بعد الحرب العالمية ، و هيمنة الحرب الباردة على النظام العالمي ، حرب تكون فيها التحالفات بخلفية المصالح و الحسابات، من أجل ذلك كانت تطورات الملف تترنح و تمتد وتتقلص حسب مصالح الدول .
فكيف ننسى أن معمر القذافي أعلن نيته إسقاط الملكية بالمغرب كما فعل مع الحكم السنوسي بليبيا ، ووجد ضالته في دعم الميليشيات في الصحراء ، و بعد توصله لاتفاق توج بميثاق الوحدة بين الرباط وطرابلس، أوقف الدعم و التزم الحياد ،
وصدام حسين الذي زار موريتانيا و لبس الدراسة الصحراوية واستقبل انفصالي الصحراء ، كان لا بد أن ينتظر الموقف المغربي الداعم له في حربه مع إيران ليعلق اي دعم لصنيعة الجزائر،
وهاهي سوريا التي سقى المغاربة جولانها بدمائهم الزكية يفتحون اول سفارة بدولة عربية بسوريا ضدا في ملكية يراها حزب البعث متعارضة مع مرجعياته الايديولوجية،
حتى ياسر عرفات يوم احتضنته الجزائر في الثمانينات ليعلن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، لم يجد هدية يقدمها للجزائر غير مصافحة زعيم البوليزاريو أمام الصحافة ضاربا عرض الحائط في لحظة نشوة بكل تضحيات المغرب.
اما أمريكا اللاتينية فلم يشفع للمغرب أن استقبل زعيمها تشي كيفارا، فانساقت جل الدول الشيوعية والاشتراكية مع الجزائر حليفتهم في تكتل الإتحاد السوفياتي، وكان لابد لغالبية هذه الدول أن تنتظر قدوم اشتراكي عاش معها معارك حركات التحرر العالمي المجاهد عبد الرحمن اليوسفي لترأس حكومة المغرب ، لتسارع اكثر من ثلاثة وعشرين دولة بسحب اعترافها بجمهورية الوهم ،
جنوب افريقيا التي استقبل المغرب زعيمها مانسون مانديلا في عز نضاله وقدم له الدعم والمساندة واستقبله الخطيب فوق الأراضي المغربية، كان يحتاج فقط لعمر اشبه بضربة المروحة ليعلن اعترافه بالجمهورية الصحراوية، و يا للسخافة و التفاهة أن ذلك تم بسبب سباق المغرب مع جنوب افريقيا لتنظيم كأس العالم في كرة القدم!!!!
الإتحاد الأوروبي، اكبر مبتز للمغرب بزعامة اسبانيا وألمانيا مقابل توقيع اتفاقية الصيد البحري بابخس الاثمنة مقابل أن تشمل الأقاليم الجنوبية للمغرب. فتجدها تغازل حينا و تقسو بابتزازها أحيانا أخرى.
جامعة الدول العربية ومن اجل عيون الجزائر تتبنى اللاموقف فلا هو بالحياد ولا هو بالانحياز، وأن كان الواقع أن هذه المنظمة الإقليمية تمارس نفاقا مع المغرب، لأن غالبية الدول المكونة للاتحاد تعترف بمغربية الصحراء ، لكنها لا تترجمها إلى قرار للجامعة.
و تابعنا قبل سنوات قليلة جدا كيف جعلت السعودية من خلافها مع المغرب حول تدبير ملفات الشرق الأوسط سبة جعلت إعلام السعودية يبتز المغرب بملف الصحراء بعرض خريطة المغرب بلا اقاليمه الجنوبية، وكيف أنه بعد صفاء العلاقات دفعت السعودية نفسها مجلس التعاون الخليجي لتبني موقف داعم لمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي.
وهاهي الولايات المتحدة الامريكية وهي تعترف بسيادة المغرب على الصحراء ، لم تكتفي بذلك بل اجتمعت مع أربعين دولة اعترفت جميعها بمقترح الحكم الذاتي ومساندة الطرح المغربي أن ذلك يتم في إطار السيادة الوطنية.
اما الدول الافريقية وبعد العودة القوية للمغرب إلى الساحة الافريقية، وحتى قبل أن يتوجها بالعودة إلى الإتحاد الافريقي، كانت 21 دولة افريقية تسابقت لسحب اعترافها بالبوليزاريو، مع العلم ان 17دولة افريقية لم يسبق لها قط الاعتراف بها.
فمن اصل 53 دولة عضو في الإتحاد الافريقي هناك 16دولة فقط تعترف بالجمهورية، وستة منها وقفت إلى جانب عودة المغرب الى الإتحاد الافريقي كمؤشر على قرب سحب اعترافها.
بريطانيا التي تحررت من ضغوطات الاتحاد الأوروبي بعد الإنسحاب منه وجدت فسحة لبناء مصالح اقتصادية وسياسية مع المغرب وهو ما يمهد لعلاقات مبنية على تبني مشروع الحكم الذاتي ، وهو الخيار الذي تبنته ألمانيا ومن بعدها اسبانيا بعد سنوات من الأزمة الديبلوماسية،
اما دول الكونكاكاف فيبدو انها تتجه مجتمعة للاعتراف بمغربية الصحراء ، كيف لا وهي التي ترى في عودة العلاقات المغربية الاسرائيلية خطوة مشجعة لها لبناء علاقات مع المغرب، خاصة وأن هذه الدول تعتبر المصدر الأول ليهود المستوطنات الذين يعرفون الموقع البارز لليهود المغاربة في المجتمع الاسرائيلي.
المغرب الذي ظل في ديبلوماسيته متشبتا بقرارات الأمم المتحدة التي لا تعترف بجمهورية الوهم، هو الآن يتجه نحو خلق اجماع أممي حول مقترحه لتسوية نزاع الصحراء ، وهو قريب من كسب غالبية الدول العظمى المالكة لحق الفيتو، بعد أن اعترفت أمريكا بسيادته على صحرائه،
والتذكير فمن اصل 193 دولة عضو بالامم المتحدة لم تبقى سوى28 دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية حسب آخر إحصاء، وأن كانت دول تتجه نحو سحب اعترافها.
يبدو أن المغرب لم يعد يعير اهتماما لمعادلة المعترفين و المجمدين الاعتراف بكيان لا تعترف به الأمم المتحدة، فهذا امر أصبح تحصيل حاصل ، وكلما تجاهله المغرب كلما خرج بنفسه من حلقة الابتزاز،
المغرب اليو يحشد التأييد لمشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، موقف يتوسع مؤيدوه الذين تجاوزوا الأربعين، ووجد له مكانا في مقررات الأمم المتحدة وتقارير المبعوث الأممي، حيث لا أحد يتحدث عن الاستفتاء غير الجبهة والجزائر وجنوب افريقيا،
الميناء المتوسطي بالداخلة الذي سيعرف انطلاقته بعد ست سنوات ، من المرجح أن يفتتح بحضور قناصلة اكثر من اربعين دولة بما فيهم الذين فتحوا قنصلياتهم بالصحراء من اليوم، و بكثير من التفاؤل يمكن أن يعلن عن انطلاق هذا الميناء تحت إشراف حكومة الحكم الذاتي برعاية ملكية سامية.
ان موازين القوى تغيرت، وهذا صحيح ، لكن الذي تغير اكثر هو رؤية المغرب لملف وحدته الترابية، رؤية واقعية وبراغماتية ، ستفتح للمغرب و افريقيا واوروبا افاقا واسعة تمتد إلى كل القارات…
لذلك اقول لجينرالات الجزائر : فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*