swiss replica watches
القمح … سلاح الدمار الشامل !!! – سياسي

القمح … سلاح الدمار الشامل !!!

الحسين أمساسي

سيجثو 1,02مليار شخص على ركبهم في انتظار أن تتراجع الهند عن قرارها وقف تصدير القمح ، أن توقف روسيا غزوها لأوكرانيا ، أن يستمع الكنديون لنبض الانسانية في أعماق قلوبهم أو أن تتوقف الصين و الولايات المتحدة عن إخفاء ورقة القمح ككارط جوكير يتم إخراجه وقت اللزوم !!!
صحيح أن الدول التي تملك زمام العالم هي الدول التي تملك العلم و السلاح ، لكن المعادلات الآن تناسلت مجهولاتها ، فأصبحت الدول الأكثر قوة هي التي تمتلك الداء و الدواء ، و أيضا التي تمتلك القمح ، على اعتبار أن الجوع هو الكابوس الذي يقض مضاجع الديكتاتوريات عبر العالم ، تلك الأنظمة التي لا تهمها أمية شعوبها ، ضعف رعايتهم الصحية ، بطالتهم ، بقدر ما تأتيهم الفوبيا من تناقص مخزوناتهم الاستراتيحية من القمح ، لأنهم عن دراية تامة بأن الجوع كافر ، و أنه مضاد حيوي للخوف و الخنوع !!!
لم يهتز العالم لقرار روسيا وضع ترسانتها النووية على وضعية الاستعداد ، لم يهتز العالم للارتفاع الصاروخي للمواد البترولية ، و لم يتحرك لوقوف جدري القردة على الأبواب ، لكن الهزات الارتدادية كانت أقوى فور حديث الهند عن تجميد تصدير القمح ، عن عزم الصين التركيز على ضمان مخزونها الاستراتيجي و هو نفس عزم الولايات المتحدة ، عن الحديث عن حرب ستطول بين موسكو و كييف حارمة شعوبا عديدة من قمحيهما ، سلسلة أحداث جاءت لتزيد الطين بلة بعد ثلاث سنوات عجاف من الركود العالمي بسبب الكوفيد ، بعد بوادر أولى لاحتباس حراري بعثر السياسات الزراعية لدول كثيرة ، فأصبح الجوع كابوسها الأول ، فيما استغلت دول عظمى الوضع لتصنيفه ضمن أسلحتها الفتاكة و ترسانتها للدمار الشامل و لاخضاع أشد و أكثر حدة لدول الجنوب !!!
11 شخصا يموتون كل دقيقة في العالم بسبب المجاعة ، رغم أن العالم ينتج سنويا ما قيمته 700 مليون طن من القمح تستحوذ فيه دول أربعة ، الصين ، الهند ، الولايات المتحدة ، روسيا ، على ربع الإنتاج ، رقم وفيات مرعب لم تسجله الأوبئة و لا القنابل الذرية ، ليتأكد لكل عاقل أننا أمام حرب قذرة تشرع كل سبل التدمير و القتل .
القمح لم يعد سنابل تداعبها الرياح ، بل صار سيفا فوق رقاب العالمين ، ورقة ترمى كلما أراد الكبار ترويض الصغار ، صغار يرنون بعيون آملة نحو صرف ملايير الدولارات من ثروات بلدانهم في أمور نافعة تبعث الحياة و الأمل في غد أفضل ، غدا يشرق بأولى الأنباء المفرحة … الاكتفاء الذاتي من القمح ، و تحقيق أمن غذائي منشود .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*