swiss replica watches
مَنْ لم نره بنظارات الصحراء، لن نراه أبدا! – سياسي

مَنْ لم نره بنظارات الصحراء، لن نراه أبدا!

عبد الحميد جماهري

أعلن الملك للجميع أن الصحراء هي نظارات المغرب التي ينظر بها إلى العالم. وهي صيغة بلاغية، تجمع السهل إلى الممتنع في صياغة المواقف.
من لا نراه بنظارات الصحراء، لا نراه تماما.
الملك أرسل الرسالة الى الجميع وإلى جميع دول العالم بأن القضية كلها تدور حول حقيقة وجوده وحقيقة كيانه .. وتمس جوهر كينونته..
وهي المرة الثانية التي يضع الملك الحجر الزاوية في تقدير المواقف المتعلقة بقضيته الوطنية..
كان ذلك في عيد المسيرة،
وأعلن جلالة الملك بأن القاعدة التي على أساسها سيبني المغرب شراكاته وتحالفاته ومواقفه، هي قاعدة وحدته الترابية
وقد أعاد التأكيد، لكي لا يفهم أحد بأن الموقف السابق كان محكوما بمزاجية السياق أو مناخ السنة الماضية، بل هو تحول جوهري في قاعدة التعامل الواضح والصريح والأخوي..
الحياد في قضية تعتبر قضية وجود بالنسبة للمغرب، هو في الواقع تلاق موضوعي مع خصوم المغرب،
وهو في المحصلة العامة موقف مساند لهم..
كيف يريد البعض أن يكون حليفا ولكنه يشكك في الأرض التي هي أرضك؟
كيف يكون وفيا وهو في النهاية نصف وفي، أو يقسم المواقف حسب توازنات ما لا يجب التوازن فيه..
هذا الحياد، كما يراد له أن يوصف في اللغة الديبلوماسية هو غموض مركب:
غموض في الصداقة وغموض في المواقف وغموض في أرباح الشراكات..
الصديق هو الأولى بمعرفة حاجيات المغرب، لا أن يعتبر أن أي خطوة يحققها المغرب في التقدم أكثر، أمر محرج له أو أنه موجه. ضده! كما قرأنا في الكثير من التحاليل الفرنسية مثلا..
وبقدر ما يدعو المغرب إلى فهم أن الصحراء هي النظارة التي يرى بها العالم، فإنه في البرهان بالخُلف، يريد أن يقول لهم نظفوا نظاراتكم وامسحوا زجاجها لكي تروا الواقع الجديد
واقع السيادة التي تعتبر المقياس المركزي في تقدير المواقف..
السيادة على الصحراء هي حجر الزاوية
ومطلوب اليوم من كل الذين تربطهم شراكات، جديدة أو تقليدية، أن يعيدوا النظر، بعد تنظيف النظارات من غبار الماضي وضباب التحولات الجارية اليوم..
هناك أفق سياسي واستراتيجي جديد، يسمح بالكثير من الإنجازات المغربية، وعلى الصديق أن يسعى إلى أن يكون له مع المغرب تحليل موحد، وفهم مشترك لهذه التقلبات التي تعصف بالكيانات، وعلى الحليف أن يعترف للمغرب بأن قراءته للتحولات السياسية والاستراتيجية في المنطقة والعالم، كانت سليمة وسباقة وهي التي سمحت بهذه التحولات الإيجابية في قضيته الوطنية الأولى بعد نصف قرن من مقاومة المؤامرة التي سعت إلى تفكيكه، لا يمكن أن يظل الخطاب المغربي بنفس البراديغمات ونفس الموقف: هو يتفهم حلفاءه ومصالحهم وهم لا يتفهمون أن مصلحته الوحيدة هي وحدته الترابية والإنسان في أقاليمه الجنوبية..
هل يمكن للمغرب أن يضع نظاراته ويخضعها للمواقف المتذبذبة؟
كلا…
هل يمكن أن يضع نظاراته ويعرضها للاستفتاء، ولتوازن المصالح بين العواصم؟
أبدا، كلا
هذا ما أسعد الكثيرين من الوطنيين في تلقي مقولة الملك محمد السادس، وهي تذكرهم بمقولة شبيهة للفقيد المرحوم عبد الرحيم بوعبيد..
وللعلاقة بين الصحراء والنظارات، في ذاكرة الاتحاديين، مكانة متفردة..في دفاعه عن الموقف من الاستفتاء يرِد في سجل الانبهار به ما كان يتداول على لسان من عايشوه. ومن كتبوا سيرته الشفوية
قبل تدوينها في صحيفة التاريخ والشهادات، بأنه قال للمحقق وهو ينزع نظاراته التي بها يرى: هذه نظاراتي فهل تريد مني أن أنزعها وأضعها موضع استفتاء..؟..
كانت تلك الرابطة بين البصر وما يحبون، قاعدة في الوطنية
ومن هنا تعود هذه البلاغة العميقة في الانتماء، في الربط بين جوهر القضية وبين البصر،وبين أن ترى العالم من نظارات وحيدة بعينها، وبين الوجود..
«تكلم لكي أراك» قال سقراط ذات حكمة بليغة، والكلام الذي يريد المغرب أن يرى من خلاله حلفاءه ..هو كلام الحق، كلام الصدق والشراكة المبنية على براديغم بسيط وعميق وواضح في نفس الوقت: لا يمكن أن تكون صديقي ، ثم تقتسم صداقتنا بين الأبيض والرمادي..

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*