د، المرزوقي يكتب: أسس النهضة الرياضية بالمغرب وآفاقها المستقبلية

أسس النهضة الرياضية بالمغرب وآفاقها المستقبلية.

د. حميد المرزوقي

هناك العديد من المتتبعين يرجعون النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر إلى التأطير الأكاديمي لأكادمية محمد السادس لكرة القدم، في حين يتناسون المجهودات الكبيرة والقاعدية التي لعبتها ملاعب القرب التي أنجزت أغلبها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك نصره الله في مطلع الألفية الثالثة، ملاعب القرب هذه ساهمت بشكل كبير في توسيع قاعدة الممارسين لكرة القدم حيث إن ارتفاع عدد الممارسين لكرة القدم في ملاعب القرب المنتشرة حاليا في كل مدن المملكة صغيرها وكبيرها نتج عنها احتكاك كبير في الدوريات والتظاهرات الرياضية المنظمة وهو ما أعطى تغييرا كيفيا ونوعيا في ممارسة كرة القدم سواء في ملاعب القرب او الملاعب الكبيرة او كرة القدم داخل القاعة… ، بدأنا نجني ثماره بعد عقدين حيث يعرف المغرب الآن نهضة رياضية بكل المقاييس سواء في كرة القدم حيث احتل المغرب الرتبة الرابعة في مونديال قطر بقيادة الإطار الوطني وليد الركراكي، أو الانجازات الكبيرة التي حققها منتخب المغرب لكرة القدم داخل القاعة بقيادة المدرب هشام الدكيك او المراتب المتقدمة التي حققها الفريق النسوي لكرة القدم على المستوى الإفريقي، كل هذا لم يكن ليتحقق دون المخططات الاستراتيجية المتبعة من طرف بلادنا للنهوض بالقطاع الرياضي الذي يعتبر من أهم أوراش التنمية البشرية، كما لم يكن ليتحقق دون التغييرات الجدرية التي أحدثت على رأس الجامعة الملكية لكرة القدم وبالأخص انتخاب رئيسها فوزي لقجع الذي يرجع له الفضل في إعطاء نفس جديد لتسيير الشأن الرياضي وذلك بالقضاء على الممارسات السابقة كالمحاباة وتهميش الكفاءات وتعويضه بالاستحقاق والجاهزية، والواقعية، دون أن ننسى الدور الفعال والمحوري لأبناء الجالية المغربية بالخارج المتشبثين بانتمائهم لوطنهم المغرب والاستماثة في الدفاع عن العلم الوطني رغم انتماء جلهم للجيل الثاني والثالث بحيث لم يمنعهم هذا من الاستبسال في الدود عن عرين الأسود بكل قوة وعزيمة أعطت الدروس للشباب المغربي وطاقة إيجابية سيكون لها مابعدها لبناء مغرب الغد بكل توأدة وعزيمة تليق بتاريخه المجيد المرصع بالمكرمات والمفاخر.

د. حميد المرزوقي