swiss replica watches
الغرض الأول من رمضان هو الإحساس بالضعيف – سياسي

الغرض الأول من رمضان هو الإحساس بالضعيف

الغرض الأول من رمضان هو الإحساس بالضعيف
صابرين المساوي
رمضان ، الشهر الفضيل ، أحسن الشهور وأفضلها.

شهر العودة إلى الله والبحث في دواخل الذات عن مكامن النقص وهي كثيرة .
شهر رمضان ، الشهر الفضيل ، شهر التضامن والتآزر ، شهر التعاطف الوجداني والتلاحم الإنساني ، شهر التفكير في الآخر / الفقير ، الإحساس بمعاناته وحاجته ، شهر التعاطف المادي والدعم الغذائي…
والذين يسخرون من الدعم الغذائي المقدم في هذا الشهر الفضيل للمعوز والمحروم ، هم من طينة أولئك الذين لا يحسون أصلا بوجود الآخرين ، ومن طينة أولئك الذين يسرقون الخبز من أنامل الصغار ويسعدون بدموع اليتامى وبكاء الأرامل …
إن التضامن في هذا الشهر الفضيل يستمد وجوبه من قيمنا الاسلامية الأصيلة ومن ثقافتنا المغربية العريقة .
إن الركون إلى التعليقات الساخرة لن يحل إشكال الفقر والفقراء ببلادنا .

أدعياء النضال يسخرون عبر الأنترنيت من قفة رمضان ويعتبرونها أمرا نافلا وتافها ولا قيمة له ، بل يعتبرونها إذلالا للفقراء وإهانة لكرامتهم ، لأنهم قرب بوستات النضال الافتراضي الكاذب يضعون صور موائد إفطارهم ومختلف التنويعات التي تضمها ، ولا يعرفون ، بل يعرفون ويتجاهلون ، أن معهم في هذا البلد أناسا لا يجدون كسرة خبز يقطعون بها صيام اليوم السابق لأجل الالتحاق باليوم اللاحق .
العبادة في نهاية المطاف ليست تزاحما فرجويا في ليل التراويح .

وهي ليست سجادة جديدة وسبحة جديدة ومصاحف جديدة وجلاليب جديدة نقتنيها مع اقتراب رمضان وننساها العام كله ، العبادة هي أن تحسن معاملتي وأحسن معاملتك ، في الحي بين الجيران ، في المكتب بين زملاء العمل ، في الشارع بين الناس ، في كل مكان .
لا معنى لما نقوم به من طقوس دينية كثيرة إذا لم تنعكس هذه الطقوس على معيشنا اليومي ، وعلى علاقتنا الدائمة بالناس .
رمضان يمنحنا ، أو هذا هو المفترض ، فرصة الجلوس قليلا مع النفس لمساءلتها عوض الانشغال السهل بمساءلة الأخرين .
شهر رمضان لمن ينسى أو يتناسى ذلك ، فرض من ديننا الإسلامي ، الغرض الأول منه الإحساس بالضعيف ، لا البقاء جوعى وعطشى اليوم كله قبل التفاخر بالأكل والملابس وصور الذهاب إلى الصلاة .
وشهر رمضان لمن ينسى أو يتناسى ذلك فرضه رب العباد على العباد ، لكي يحسوا بمن هو أقل منهم ، ولكي يطبقوا الآية الكريمة عن الذين في أموالهم حق للسائل والمحروم .
وشهر رمضان لمن ينسى أو يتناسى ذلك كان دوما وأبدا لدى المغاربة شهرا مقدسا حد عدم القبول المساس به وبتقاليده وشعائره ، وحد جعله لحظة توبة للجميع بمن فيهم العاصي الذي يمضي سنته كلها في التهاون في تطبيق الفرائض والسنن .
لا مفر من تذكر الفرض الديني في طبيعته الأولى.

لا مفر من التخلص من التظاهر المتفاخر بأشياء لا تفاخر فيها وتمس جوهر هذا الفرض المقدس .
لا مفر من تذكر ضعفائنا خصوصا في هاته اللحظة الحرجة بالنسبة لأغلبيتهم .
لا مفر من العودة إلى ذواتنا والانكباب على إصلاحها وانتقاد أنفسنا عوض شغل البال بطوله في انتقاد الآخرين ، وفي تتبع عوراتهم وعيوبهم مما يحبل به مجتمعنا المعطوب نفسانيا .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*