swiss replica watches
كسروا المرايا … واستعدوا لتلقي الهدايا!! – سياسي

كسروا المرايا … واستعدوا لتلقي الهدايا!!

كسروا المرايا … واستعدوا لتلقي الهدايا!!

( الجزء الأول )
خاطرة بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين، ابريل، اكادير، 2023.
آفة الانسان التي ما أن تتملك صاحبها الا وجعلت من حياته جهنم فوق الارض، فالوساوس تلعب براسه على مخدته و تطرد النوم من جفونه ، و الشكوى تغزو نهاره وتحرم عليه لذة يومه ومساءه .
هذه الافة هي أن تتمنى لنفسك ماعند غيرك، و تلعن الايام التي جعلت غيرك يملكها وانت محروم منها .

و تكفر بقدر الله الذي فرق الارزاق وانت تجاحده في اختياراته ولماذا غيرك وليس انت …
وعندما تتحول هذه الافةالى مرض مزمن ، يمكن لصاحبها او صاحبتها أن يتقابلا مع المرآة كل صباح فلا يعجبهما شكلهما
و يتمنى الرجل أن يكون بجمال الفنان فلان ، وتتمنى المرأة جمال فلانة….
قد يكون التمني أمرا محبوبا ومرغوبا ان كان تعبيرا عن طموح، ومقرونا بالعمل والتطلع إلى المستقبل دون السخط على الحاضر .
وقد يكون التمني أن يكون لديك ما عند غيرك، بأن تدعو الله أن يرزقك لا أن تنعل القدر الذي رزق غيرك وحرمك ،
غير ذلك ، فإن تمني ما لذى الغير مقرونا بالسخط على ما لديك هو عنوان سلوك بشري، هو الذي هز حضارات وهز اسرا و قتل الالاف ،إنه الحسد و الغيرة اللذان يولدان كره الاخر، لا لشيئ سوى لان الله اعطاه، و لا لشيئ سوى لانه ناجح بعمله فيما انت تقضي وقتك في تتبع نجاحاته و انزال النعلات على واقعك دون التفكير في تغييره.
عندما تقف أمام المرآة كل صباح لترتيب لحظة الخروج إلى الناس والى العالم الخارجي ، لا تقارن نفسك مع غيرك و تطلب من خالقك أن يرزقك عيونا عسلية بدل العيون السوداء التي تملكها ،لا لشيئ سوى أنك تريدها عسلية كما رايتها عند فلان او فلانة ، ناسيا أن صاحب العيون العسلية ربما هو الاخر يريدها سوداء كتلك التي عندك ولم يجدها،
الشيئ الوحيد الذي يجب أن تنتبه اليه في مرآة منزلك كل يوم هو شعيرات الشيب الذي بدأت تتسلل إلى جسمك و اللون الأبيض الذي بدأ يغزو شعيراتك، و أن تجعلك تقف لتشكر الله على أن وهبك الحياة وأطال من عمرك ،
و ماذا قمت به في مقابل ذلك ؟، هل تمتعت بما وهبك ام كنت منشغلا بما عند غيرك تتمناه لنفسك ؟
تقف الفتاة أمام المرآة تتأمل شبابها الذي تعتبره يدبل والزوج المرتقب لم يدق الباب بعد ، فتنعل القدر الذي جعل اخواتها وبنات جيرانها و بنات العائلة و زميلات الدراسة يتزوجن ويفتحن بيوتا فيما هي تعانق وسادتها الخاوية ودمعة عينيها تبللها وهي تنعل القدر ،
و إمرأة اخرى أمام المرآة تضع يدها على بطنها و تتحسسها، و تنعل القدر الذي منح لزوجات اخريات أن ينجبن ويلدن اطفالا يصرخون ببهو المنزل، فيما هي مصابة بالعقم الذي زرع الملل ببيتها و النفور من زوجها ، ونظرة الناس بين مواسي و شامت،
وأخرى وهبها الله حقها من الجمال، فتشكو خالقها لماذا لم يخلق لها وجها كوجه فنانة او جسد راقصة او صوت مغنية…
أما الرجال فلا يقلون درجة عن المرأة أمام المرآة، بين معجب بملامح وجهه ، ويرى في نفسه فارس احلام كل نساء العالم ، متجاهلا ومتناسيا أن الجمال جمال الروح والعقل وليس ملامح تدبل مع الزمان ،
واخر دبلت ملامحه مع الزمن ، فينعل القدر الذي لم يطل من فترة شبابه وفسح المجال للشيب ليشوه صورة سواد شعره، فتجده يصبغه دوريا، ليقنع نفسه انه في شباب دائم ….
غدا نواصل بقية الحكاية …
فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*