swiss replica watches
المغرب لم يكن أبدا بلد شعارات – سياسي

المغرب لم يكن أبدا بلد شعارات

المغرب لم يكن أبدا بلد شعارات
عبد السلام المساوي

من صميم العقل والوجدان ، ومن مواقفنا النضالية التضامنية مع فلسطين ، بالأمس واليوم وغدا ، ومن صميم الأحداث نذكر الجميع إننا بلد من البلدان التي قالت لا لبيع القضية الفلسطينية في لحظة حاسمة وحازمة .

لم ننجر حول شيء ، ولم نمل لشيء .

قلنا ان هاته القضية هي قضية عادلة يلزمنها استمرار التضامن .
هذا الشعب هو الوحيد الذي يخرج بالآلف كلما لنصرة فلسطين .
وهذا الشعب هو الذي يتغنى أنصار وأكبر ناد كروي فيه بالانتماء الرجاوي الفلسطيني ويرددونها على مسامع الجميع .
نعيد قولها بكل هدوء الكون : ” المغرب أولا ” ، وهنا حتى أشقاؤنا الفلسطينيون لن يلومونا فبلدهم مسبق على ما عداه لديهم ، وهم ينتظرون من أي شعب المعاملة بالمثل بكل تأكيد ..
نعم ، فلسطين فينا شيء ثابت .
نعم ، فلسطين وعدالة قضيتها أمر لا يقبل النقاش.
لكن المغرب مسبق لدينا على كل ما ومن عداه .

والمغرب لدينا أولوية الأولويات .

والمغرب في الصف الصف الأول ، وكل القضايا الأخرى دون استثناء في الصف الثاني ، مهما بلغ تعاطفنا مع هاته القضايا لأن قضايا وطننا تظل الأولى والأهم والأكثر حساسية وحيوية بالنسبة لنا ، وبعدها تبدأ بقية القضايا.
المغرب لا عقدة له في هذا المجال ، وما قدمه لفلسطين على امتداد عقود وعقود يكفيه شر التبرير أو شر الدخول بنية حسنة في الحديث مع أصحاب النيات السيئة .
نساند حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ، الى جانب جاره الإسرائيلي وفق حل الدولتين الذي يومن به العالم المتحضر ، ندين العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين من هاته الناحية ، وندين عمليات الاقتحام والتنكيل التي تستهدف المدنيين من الناحية الثانية .
نتمنى ان يعود العقل للحمقى لكي يسود السلام أرض السلام ، والبلاد التي اختارتها العناية الإلاهية لكي تحتضن كل الديانات السماوية ، وذلك هو قدرها يوم تصبح الكلمة الأخيرة للعقلاء وليس للحمقى الموتورين.
هذه هي الخلاصة بكل بساطة وبكل اختصار .
ما عداها نشيد مزايدات جد مزعج في اللحن ، ساعدنا على النوم كل هاته السنوات ، وأضاع بالمناسبة هاته الفلسطين التي ندعي جميعا أنها عزيزة على القلوب .
ملك المغرب أكد ويؤكد أن المغرب لا يتعامل مع القضية العربية بمنطق مزاجي ومناسباتي وعاطفي لدغدغة شعور المقدسيين ، وبالتالي فلن يتاجر بقضية الفلسطينيين ولن يبيعهم الوهم ولن يردد على مسامعهم الشعارات الرنانة لتأبيد أوضاعهم المأساوية .

لكن مهما كانت الانعطافات الاستراتيجية التي يقوم بها المغرب للدفاع عن أمنه القومي وسيادته الوطنية فلن يتخلى رئيس دولة المغرب والمسؤول الأول عن بيت مال القدس عن ثوابت القضية الفلسطينية الضاربة في وجدان الدولة والمجتمع المغربيين .
حينما كان يوقع المغرب على اتفاق عودة العلاقات ، كان يعلم أن السير في علاقة دبلوماسية مع اسرائيل يشبه السير على خط رفيع أو التحرك وسط صحراء مليئة بالألغام ، حيث يصبح السير بدون سقوط أو حدوث انفجار في طريق العلاقة معجزة في حد نفسها ، لكنه مطلب في الأن معا .

ومع ذلك أصر المغرب على المضي قدما في سعيه ليس فقط لانهاء صراع طويل لقضية وحدتنا الوطنية ، بل للبقاء في قلب القضية الفلسطينية ، بما يملكه المغرب من أواصر دينية وتاريخية ولغوية وعرقية مع جزء كبير من شعب الدولة العبرية .
ومن المؤسف أن البعض قد حاول استغلال عودة العلاقات المغربية باسرائيل ، الترويج لشائعات تحاول النيل من هذا الموقف المغربي الصلب الداعم للقضية الفلسطينية ، والايحاء بأن المغرب ومن خلال هذا الاتفاق قايض فلسطين بوحدته الوطنية ، وهذا تدليس واضح يصدر عن جهات داخلية وخارجية لها أجندات سياسية لا تعبأ بمآسي الفلسطينيين ، طبعا المغرب ليس في حاجة إلى دحض مثل هذه الترهات ، فتاريخ المغرب لا يدع مجالا للشك أن الدولة المغربية ملكا وشعبا ستظل كعهدها داعما رئيسيا للأشقاء الفلسطينيين ، وأن اتفاق عودة العلاقات لن يكون بأي حال من الأحوال على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف من المغرب أو غيره . وكما قال محمد السادس إن موقف المغرب حيال فلسطين لم يتغير ، وأنه يضع مسألة أراضيه والقضية الفلسطينية على المستوى ذاته .
والذين يزايدون على بلدنا جماعات في الداخل أو أولياء نعمتهم في الخارج ، لم يتخذوا أي إجراءات صارمة ، باستثناء تصريحات صوتية تتبخر في الهواء ، فالجزائر التي دفعتها عقيدة العداء ضد المغرب الى التحول فجأة الى دولة مقاومة ، فقط لأن المغرب عقد اتفاقا لعودة العلاقات مع اسرائيل ، لم تتجاوز مواقفها الانشاء والشفوي في قنوات إعلام عسكر المرادية .
إن تصورالمغرب لقضية فلسطين هو التصور الاستثنائي والأكثر إنسانية والأكثر قرنا للقول بالفعل.
المغرب لم يكن أبدا بلد شعارات ، ولم يكن مثل بلدان مجاورة لنا بلدا يزايد بالقول على مأساة الفلسطينيين ويريد لها الاستمرار فقط لكي يجد ما يغنيه من الشعارات .
المغرب يعرف جيدا قيمة تلك الأرض ، ويعرف ماهيتها الأولى باعتبارها أرض سلام اختارتها العناية الربانية للديانات السماوية الثلاث لكي تكون التقاء المؤمنين على الأرض .
وفي بلاد أمير المؤمنين الكل يعرف أن الأولوية هي لوقف هدر الدم الفلسطيني ، والأولوية هي لوقف هدر دم المؤمنين من أي ديانة كانت ، والأولوية هي لعودة السلام إلى أرض السلام ، والأولوية هي مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى في غزة على مواجهة هاته اللعبة الدموية بهم ، التي تقودها جهات من خلف ستار وتطبقها جهات لأنها ما تبقى لها ، ويذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين هنا وهناك الذين يدفعون دماءهم ثمن هاته اللعبة القاتلة والمرعبة .
المغرب وسط كل هذا الدمار ، وكل هذا اللعب بالشعارات والأناشيد موقفه واضح : شعبه متضامن مع الأهل في غزة ، دولته تقدم المساعدات الضرورية للأهل هناك ، قلبه وعقله وتصوره مع حل الدولتين ومع السلام العادل والشامل ومع كل المبادرات الرامية لوقف القتل والعنف وسيلان الدماء في تلك الأرض الطاهرة ، وهو يترك للبلدان التي لا تعرف إلا المزايدات أن تواصل المزايدة لأنها لا تملك عداها ، ويترك للتيارات المتطرفة ان تفرح بكل ميت جديد في تلك الأرض الحزينة لأنه بلد محب للحياة ، ويترك للكاذبين على فلسطين التي أضاعوها منذ النكبة بل وقبل النكبة بوقت طويل ، ان يضيعوا مزيدا من الوقت في المظاهرات الصاخبة التي لم تعد تقنع أحدا بجديتها ، والتي كانت سببا من أسباب هذا الهوان الذي تحياه هاته القضية منذ سنوات .
باختصار المغرب بفضل ملكه أخرس ويخرس الذين يزايدون على حب فلسطين وفي حب القدس داخل البلد الذي يرأس لجنة القدس والذي يعرف جيدا معنى عودة السلام ذات يوم إلى أرض القدس .
لا أحد يمكن أن يزايد على الدولة المغربية بخصوص القضية الفلسطينية ، كما أنه لا أحد لديه الحق لإعطاء المغرب والمغاربة دروسا في الدفاع عن القدس ، فمنذ عهد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني الى اليوم مع خلفهما محمد السادس ، تقدم بلادنا دعما لامشروطا لفلسطين وتجسد في كل أزمة معنى الوقوف الى جانب القدس والمقدسيين ، منذ اتفاقية كامب ديفيد ، مرورا باتفاقية اوسلو ولجنة القدس ووكالةبيت المال …. وفي ظل هذا الموقف التاريخي الثابت للدولة المغربية تجاه القضية الفلسطينية ما فتئ رموز الدولة المغربية ، سيما الملك محمد السادس يقوم بكل الجهود الممكنة لإيجاد حل عادل ودائم يحفظ لأشقائنا الفلسطينيين حقهم المشروع في إقامة دولة مستقلة .
وحتى حينما وافق المغرب على توقيع إعادة العلاقات مع اسرائيل باحتضان أمريكي ، فإن بلاغ الديوان الملكي كان واضحا لا لبس فيه ، مشددا على أن التدابير التي تقوم على استئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية والرسمية مع اسرائيل يجب أن تكون على المستوى المناسب ، بمعنى أن الاتفاق ليس شيكا على بياض ، ويمكن في أي لحظة إعادة النظر فيه ، حسب ايقاع الأطراف الأخرى ومدى احترام التزاماتها.
ولذلك أصرت البلاغات الملكية على الأقل في مناسبتين ، احداهما موجهة إلى القيادة الفلسطينية وأخرى الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ، التأكيد للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء على موقفنا الثابت الذي يساند الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف ، وحماية طابعها الاسلامي وحرمة المسجد الأقصى ، والتشبث بالحل السياسي لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين ، وعلى قاعدة قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وحل الدولتين ، وإقامة الدولة الفلسطينية والمستدامة وذات السيادة ، وعاصمتها القدس الشريف .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*