هوية الاتحاد الاشتراكي

2/ هوية الاتحاد الاشتراكي

مصطفى اشطاطبي 

لاشك أن الخلافات التي ترعرعت داخل صفوف الحركة الوطنية وحزب الاستقلال ،لم تزد مع مرور الزمن واحراز المغرب على استقلاله الا قوة واستفحالا ،كما ان الصراعات الحادة التي عرفتها قيادة هدا الحزب قد شلت قدرته عن الحركة والحسم، مما أدى إلى انفلات جزء هام من مكونات الحزب التي عبرت عن استياءها للتوجهات المتضاربة وذلك بعقد مؤتمرات جهوية استثناءية ، حيث اعلنت عن عدم انصياعها وذلك بخروجها وتأسيس كيان سياسي اخر.
وقد تأسست بموجب ذلك *الاتحاد الوطني للقوات الشعبية * كاستجابة ورغبة في تجاوز هذا الواقع والتعبير عن حضور اراء مضادة في اختيار اتها وتوجهاتها العامة ، وان كان هذا التعبير في مجمله يترجم السخط والعفوية التي رافقت إنشاءه ،فانه بالمقابل يترجم ان الإطار القديم لم يعد صالحا لاستيفاء هذه الشروط، بل انه عمل على اجترار وتحنيط ماضيه مما جعل الإطار الجديد يستوعب الطاقات الوافدة عليه والمتحمسة للمسؤولية والمبادرة.

فشعار *لا حزبية بعد اليوم* الذي حمله المؤتمر التأسيسي ،يترجم بالملموس هذه الحركة الزاخرة غير المتجانسة ،كما انه يعكس هذه اللحظة السياسية التي تتسم بكثير من الخلط وعدم اتضاح الافاق وسيكون الاجهاض الذي تعرضت له حكومة عبد الله ابراهيم سنة1960،اعظم الأثر على الاختيارات التي ستحدد مسار هذا الحزب..ويصف المهدي بن بركة ان انقلاب الحكم *كان نتيجة لضغط الجماهير التي فرضت على حكم اتخد أسلوب القسر والتحكم ان يزيل القناع عن وجهه وان يظهر على حقيقته، نعم يمكن ان نجد لهذا الانقلاب جانبا ايجابيا،اذ مكن من توضيح الوضع السياسي في البلاد ومن ابراز القوى المتقابلة*1
– يتبع-