swiss replica watches
طارق بن سالم .. يسألونك عن الحلم المغاربي الجميل؟! – سياسي

طارق بن سالم .. يسألونك عن الحلم المغاربي الجميل؟!

طارق بن سالم .. يسألونك عن الحلم المغاربي الجميل؟!
بقلم عبد المجيد مومر الزيراوي

ولأن كل تهديد؛ يحمل بين طيَّاتِه، فرصة للخلاص المشترك.

فإن السيد طارق بن سالم، الأمين العام الجديد، لاتحاد المغرب العربي.

مُطالبٌ بتحيين سرديات الثقافة الوحدوية، علّها تتمكن من إيقاد شعلة الإندماج المُطْفأََة.

ذلك؛ بعدما قد تفككت بنية الإتحاد، و دنَت مَوادُ معاهداته من التحلّل القيمي.

حيث؛ لا بد للفكرة المغاربية، من سُقيا التجدد. و إنبثاق ثقافة عقلانية واقعية، ثقافة واعية بطريق الإزدهار.

و أيضا؛ بمداها المغاربي المشترك. من أجل؛ صيانة مصالح الشعوب، و رعاية التنوع البشري، و حماية سلامة الدول الأعضاء. بعيدا؛ عن نعرة الحزازت الشخصية، و عن صفرية العقليات الحربية.

و التي تهدد مستقبل الناشئة الصاعدة، التي تتطلع إلى غد مغاربي أفضل.

فحينما؛ تم الإعلان عن قيام اتحاد المغرب العربي، بتاريخ 17 فبراير 1989، في مدينة مراكش. حينذاك؛ إلتأم شمل قادة خمس دول، هي المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا و موريتانيا.

و ظهر الأمل قويا, في توطيد معاهدة السياسة المشتركة. و التي تهدف إلى تحقيق آمال الشعوب المغاربية، و إحقاق الوفاق بين الدول الأعضاء. مع إقامة إندماج تكاملي، وثيق بينها.

اندماج تاريخي؛ يقوم على عماد المصلحة الاقتصادية، و على شرط السيادة الماملة، لكل دولة، من دوله الأعضاء.

لكن؛ بعد مرور 35 سنة، قد تأكد بالملموس. أن شعلة إتحاد المغرب العربي، تخبو نحو الإنطفاءة.

و أن الحلم المغاربي الجميل، قد تعرض للخيانة. بل؛ أنه إذا لم تتحرك الأمانة العامة للإتحاد، آخِدة العبرة البليغة، من تشتت التجمعات الجنوبية المجاورة. فإن بنية الإتحاد المغاربي، قد تتفكك إلى شظايا متناحرة. بسبب الخلل الجوهري؛ المتجسد في إنعدام الالتزام بالعهود الأساسية، التي حددتها معاهدة مراكش التأسيسية. ذلك؛ بعد عقود مريرة، من غياب الإيمان بالمصير المشترك.

و اليوم؛ ها فوضى الإنقلابات الأفريقية، تكشف عقبى الأخطاء الإستراتيجية.

التي تنذر بوضع مشابه، بالساحل الشمالي الأفريقي. فالإقتِتال الداخلي و التدخل الأجنبي، خطران باتت نوازلُهما قريبة، على حدود الدول المغاربية. بينما؛ لن تستيطع الأمانة العامة للإتحاد، الوقوفَ بعقل حاسم. و لا؛ حتى النهوض، بفعالية حازمة. أمام انتهاك أنظمة عديدة، لجغرافيا الشمال الأفريقي.

حيث؛ تستباح الأراضي، بالتدَخُّل العسكري الأجنبي، في شؤون شعوبها الداخلية. أو؛ عبر سَعيِ مذموم، لتقسيم الدولة الموحّدَة، و إصطناع دويلات مارقة.

فلهكذا؛ وبِما أن كل ما سبقَ ذكرُه، قد يتمدَّد بؤسُه. في ظل عماه الرؤى، و عندَ مَسيس الحاجة و شديد الإفتقار.

إلى وازع التٱلف المغاربي الموحد، في مواجهة المستجدات الجيو-ستراتيجية. على الرغم؛ من أن معاهدة مراكش القائمة، التي تجمع دول الإتحاد المغاربي.

تنصّ بصيغة صريحة، على صيانة استقلال كل دولة، من الدول الأعضاء. و على أنَّ: أيَّ إعتداء على دولة، من الدول الأعضاء. يعتبر إعتداء، على كل أعضاء الاتحاد.

وَلَكَمْ كانت؛ وحدة المصير المشترك، شعورا فياضا. يُقَوِّي حبل الروابط، بين شعوب بلدان المغرب الكبير. عدا أنها اليوم؛ تفرض تفعيل الحد الأدنى الضروري، من معاهدة الإتحاد القائمة.

ذلك؛ بشكل يساعد على إنبثاقة مغاربية جديدة، تعمل على معالجة فشل الإندماج التكاملي. على اعتبار؛ أن الفرقة و التنازع، يشكلان تهديدا للإستقرار و الأمن المغاربي.

و يجسدان وبالا خطيرا، على الاقتصاد المغاربي المُشْترك.

مثلما أن؛ نوازل الثقافة الدبلوماسية العبثية، قد بيَّنت عجز المنظومة المغاربية.

عن تجاوز ثقافة الذاتية الغالبة، المرتبطة بتبعات النزاع الجزائري المفتعل، حول الصحراء المغربية. هذا النزاع الذي؛ قد تسبب في إفشال، العملية الوحدوية الضرورية، بين الدول المغاربية الخمس. و قد تمت؛ عرقلة الإندماج المكين، رغم ما تشهده الصحراء الافريقية، من هزات عميقة، و حروب دموية.

و التي سترخي بتبعاتها الهدامة، على استقرار الساحل الشمالي الأفريقي.

وعلى سلامة أراضي البلدان المغاربية، و على مصالح شعوبها.

إن الأمانة العامة، لاتحاد المغرب العربي. قد باتت مطالبة، بتحيين خارطة عملها.

قصد مراجعة الأخطاء السالفة، و لمْلَمَة تَمزُّقات المنظومة المغاربية. عبر تدوير عجلة التٱلف المغاربي، و تحويط أزمة الإتحاد، درءا لاخطار التفكك و الإندثار. لأن الوقائع المستجدة، تنذر بمزيدٍ من الخطب الجلل. خصوصا؛ في ظل توغل شبكات أعمال، إقليمية و دولية مارقة.

داخل المجال السيادي، للعديد من الدول المغاربية. مما قد يسرع، من عملية تآكل المنظومة المغاربية. و انهيار أواصر الوحدة الجغرافية و السكانية، عند شعوب المغرب الكبير.

هاته الشعوب؛ ذات التاريخ المشترك، و كذا المصير الأوحد.

إِذْ؛ أنهَا الثقافة السياسية القديمة، تأبى التٱزر المغاربي المشترك.

و تمنع تقديم موقف مغاربي موحد، في العديد من المناسبات المصيرية الحاسمة.

مثلما؛ أنها ثقافة متحجرة، ترفض الفسح في المجال، أمام فرصة الوحدة المغاربية. و لم شمل منظومتها التكاملية، و حقن دماء الأبرياء.

عبر تأمين سلامة الأراضي المغاربية، من كل أشكال التدخل الخارجي. و هي نفس الثقافة البالية؛ التي شكلَّت سوسة تنْخرُ الجسد المغاربي، و تمنع إنجاز التحول الثقافي.

من “اتحاد المغرب العربي”، إلى “اتحاد المغرب الكبير”. هذه الوثبة المتضامنة؛ التي وجب أن تنطلق من إجتثات الإرهاب الإنفصالي، الذي يستبيح حرمات الفضاء المغاربي.

ولهكذا؛ قد ترهّلت، الثقافة السياسية القديمة, وفيًّة لعاداتها السيئة. بعدما؛ قد عاشت مُصِرّةً، على تعطيل معاهدة إتحاد المغرب العربي. سواء من خلال؛ رعاية مخطط تقسيم المملكة المغربية، بشكل يفضح دبلوماسيّة المراء المُغلَّف. أو عبر؛ ٱنبعاث البدائية المتوحشة، التي ترفض فضائل التآخي. و لا تحض على حسن الجوار، و لا على الوفاء للروابط التاريخية. بل؛ أنها ثقافة مبتذلة، تعادي نهج السلم و منهاج السلام.

ومنه أختم؛ عبر التأكيد على أن الوضع المُختَنق، داخل أروقة الإتحاد المغاربي. يؤشر على دق المسمار الأخير، في نعش الوحدة الموؤودة.

وأمام؛ هذا المعطى الإقليمي المقلق، أجدني منافحا عن زمن الإنبثاقة الثقافية الجديدة. مادًّا يدايّ و باسِطًا كفوفها، بجواب الإستعاضة الديبلوماسية البناءة. مُتمسكا؛ رغم كل العجز الحاصل، بالحلم المغاربي الجميل. و الذي هو؛ بقلوب جميع الشعوب المغاربية، يستمر خيارا إندماجيا تاريخيا، شرعيا و مشروعا. ذلك؛ بما يتيحه من قوة متينة، تستطيع مواجهة التحديات الأمنية و العسكرية المطروحة. مثلما تدفع بهذه الشعوب، نحو طريق الإزدهار الإقتصادي السريع.

عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب الرأي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*