في حب مراكش

في حب مراكش

 

عادل الزبيري 

في مدينة مراكش، عاصمة السياحة المغربية، وجدت كرسيا لاستراحة في أحد زقاقات المدينة العريقة في المدينة الحمراء، بعد جولة ميدانية لتصوير تقرير تلفزيوني.

 

فلا يمكن طرد تعب المشي إلا باستراحة قصيرة لاسترجاع القدرة على الاستمرار.

 

كان يوما ربيعيا جميلا جدا، ولكن أيضا كان نهارا مشمسا جدا، السياح ينتشرون في كل مكان، والمدينة تعج بالحياة، فتصل الليل بالنهار من دون توقف، كما هي العادة المراكشية طيلة العام.

 

في هذه المرحلة المهنية، كنت أحمل معي لوحا رقميا للكتابة، في ذروة انتشار المواقع الإخبارية، قبل الانفجار الكبير للمنصات الاجتماعية، إضافة إلى دفتر ورقي من أجل تدوين تفاصيل وأسماء المتحدثين، في التقارير الإخبارية الصحافية المهنية الميدانية.

 

لا يزال قلم الحبر الجاف في حقيبتي، بينما الدفتر لم يعد يرافقني لأن الكتابة الرقمية على الهاتف المحمول سيطرت حاليا، بينما غادرتني الألواح الرقمية بصفة نهائية.

 

لا تتغير اليوم الصحافة، بل هي في حالة انهيار كامل، بكل ما تحمل الكلمة من دلالة لغوية واصطلاحية، إلا من أراد حجب شمس الحقيقة بأمور أخرى غير حقيقية.

 

في مراكش المغربية، منجم حقيقي من القصص الإخبارية والإنسانية المصورة، تنضب هذه المدينة بالحياة بكل ألوانها، لأنهم أهل البهجة إذا عرفت تركيب القن السري للوصول إلى أرواحهم وقلوبهم، يستقبلونك بفرح طفولي، يفتحون المكان لك للتصوير بكل أريحية.

 

تستحق مراكش المغربية كل دعم إعلامي مغربيا وعالميا، لأنها مدينة استثنائية وساحرة، بناها على برج الحب الصادق الإمبراطور المغربي المرابطي يوسف بن تاشفين في حب زوجته زينب النفزاوية.

 

بعد قرابة 20 عاما في العمل الصحافي التلفزيوني الإخباري المهني من وعن المغرب، أعتقد أنني تركت قصصا وتقارير ووثائقيات تلفزيونية عن مراكش المغريية، من أجل حبي لعيون المغرب، ووفاء لكل المغاربة، وفي تعبير صادق عن الانتماء إلى المملكة المغربية الشريفة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*