ماذا بعد إقرار المملكة المتحدة البريطانية، ببركماتية وجدية المقترح المغربي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟

*ماذا بعد إقرار المملكة المتحدة البريطانية، ببركماتية وجدية المقترح المغربي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟*   

 

. د. حميد المرزوقي

    فَتَحَ الموقف الأخير للدبلوماسية البريطانية الذي يعتبر المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، المقترح البركماتي والواقعي الأكثر جدية، آفاقاً جديدة لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية نظراً للاعتبارات التالية:

   أولا: أن المملكة المتحدة من الدول الأوربية التي شاركت في مؤتمر برلين 1880-1884 الذي تمت في أروقته بلورة استراتيجية استعمار إفريقيا وتوزيعها على الدول المشاركة في المؤتمر، حيث أن أسبانيا مباشرة بعد المؤثمر عمدت إلى احتلال الصحراء المغربية بدعوى ان سنتاكروس توجد في ثغر الداخلة وقد ووجهت هذه العملية مقاومة شديدة من طرف القبائل الصحراوية المطوقة ببيعتها لسلطان المغرب آنذاك الحسن الأول، لذلك فموقف إنجلترا الجديد سيفتح آفاقا دبلوماسية جديدة، لأنها أدرى من أي جهة أخرى بأحقية المغرب في استكمال وحدته الترابية و مشروعية حقه التاريخية في ذلك لامتلاكها ارشيفا ضخما حول هذا النزاع.

  ثانيا: أن المملكة المتحدة البريطانية هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي واذا ما أكدت موقفها الداعم لمقترح المغرب بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، باعتراف صريح بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء المغربية، ستكون ثالثة دولة تمتلك صفة العضوية الدائمة بمجلس الأمن تعترف للمغرب بالسيادة الكاملة على صحرائه بعد الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ورابع دولة أوربية كبرى تتبنى نفس الموقف بعد أسبانيا فرنسا وألمانيا، وهو ما سيعتبر انتصارا كبيرا للدبلوماسية المغربية وإنجازا كبيرا سيعجل بوضع حد نهائي لهذا النزاع المزمن الذي افتعلته الحرب الباردة بين المعسكرين السابقين وتبناه النظام الليبي المنهار للعقيد معمر القذافي والنظام العسكري الجزائري الذي لا يخدم إلا المصالح المشبوهة لأسياده وصانعيه.

  ثالثا: ان المملكة المتحدة البريطانية ومنذ خروجها من الاتحاد الأوربي فيما يعرف “بالبريك سيت” وقعت عدة اتفاقيات تعاون مع المغرب اهمها الخط الكهربائي البحري الذي يربط المغرب بأنجلترا لتزويدها بالطاقة الكهربائية النظيفة، علاوة على المشاريع الإستثمارية الهامة، التي تلوح في الأفق والتي تنوي إنجلترا خلقها في الصحراء المغربية، دون أن ننسى مجموعة دول الكومنويلت الإفريقية التابعة أدبيا لسلطة التاج البريطاني، التي ستكون مضطرة لتغيير مواقفها من قضية الصحراء المغربية لتنسجم مع الموقف المرتقب لانجلترا… تأسيسا على هذه الاستنتاجات، من المنتظر ان تعرف قضيةاستكمال الوحدة الترابية المغربية آخر اطوارها، ستقود لا محالة إلى سحب ملف القضية برمته من اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وسحب قوات المينورسو الأممية من الصحراء المغربية ، والإلغاء النهائي للمنطقة العازلة التي لم يعد لبقاءها اي مبرر قانوني اوميداني .

 

د. حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*