swiss replica watches
أسباب أزمة الاتحاد الاشتراكي الراهنة 1 – القيادة – سياسي

أسباب أزمة الاتحاد الاشتراكي الراهنة 1 – القيادة

عبدالسلام المساتي

لا جدال اليوم في كون حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعيش أزمة حقيقية وعميقة عكستها نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة ،وقبلها الانتخابات التشريعية …إذ لم يستطع الحزب الحفاظ على مكانته المتميزة بين الأحزاب الأربعة الأولى كما كان عليه الحال سابقا ،إلا أن نتائج الانتخابات السيئة ما هي إلا خلاصة لمجموعة مشاكل يتخبط فيها التنظيم خلال السنوات الأخيرة .تراكم هذه المشاكل سرعان ما تحول إلى أزمة شمولية،لذلك سنحاول عبر مجموعة مقالات التوقف الأسباب الكبرى والحقيقية التي أنتجت لنا هذه الأزمة ،محاولين الاقتصار على مرحلة المؤتمر الوطني التاسع وما تلاه ،وما سنقوله هو خلاصة لست سنوات قضيناها بين كواليس مؤتمرات،واجتماعات،ولقاءات،وندوات،وملتقيات الاتحاد الاشتراكي سواء ما تعلق منها بالوطني،الجهوي،الإقليمي ،وحتى المحلي…وقفنا خلالها عند أدق التفاصيل التي أكدت لنا أن السبب الأول والرئيس في أزمة الحزب مرتبط بالقيادة التي أنتجها المؤتمر الوطني التاسع ممثلة في الكاتب الأول السيد إدريس لشكر ومكتبه السياسي .
لنقف بعض الشيء عند هذا المؤتمر باعتباره أنتج لنا الجزء الأول من مسلسل أزمة القيادة من خلال انبعاث تيار ” الانفتاح والديمقراطية ” بزعامة المرحوم أحمد الزايدي ،قيد حياته ،وهو الانبعاث الذي يعني أن القيادة فشلت في تدبير الاختلافات الحاصلة على مستوى وجهات النظر ، فبدل إلغاء الهوة التي أحدثها المؤتمر، استخدم لشكر ومؤيديه خطابا جافا تلخصه عبارة ” أرض الله واسعة “التي رمى بها الزعيم في وجه معارضيه داخل التيار ،الذين قرروا مغادرة الحزب نهائيا نحو تأسيس بديلهم الديمقراطي.
انتقل بعدها الكاتب الأول لإعادة الحياة لهياكل الحزب عبر ربوع المغرب حيث عقد 69 مؤتمرا إقليميا في فترة وجيزة جدا، إلا أنه أقصى خلالها كل الاتحاديين الرافضين لمشروعه السياسي الذي سطره بنزعة فردانية ذاتية ،و بالمقابل وضع على رأس المكاتب الإقليمية مؤيديه الذين يرون في شخصه الزعيم الأنسب لتحقيق رؤاهم ،وبذلك تحولت العلاقة بينه وبينهم إلى علاقة “مصلحة مصلحة” وتحولت العلاقة بين الحزب والمناضلين إلى علاقة ” خاسر خاسر ” ،فإدريس لشكر وبفرضه مواليه على رأس الأقاليم كان يفكر في ضمان أغلبية مريحة ترجح كفته بالمؤتمر الوطني القادم من أجل ولاية ثانية، وهو ما يؤكد النزعة الذاتية عند هذا الزعيم..خطوته هذه أثرت على الحزب بطريقة مباشرة بعدما غادر الكثيرين ممن تم إقصاؤهم ،بعضهم غادر نحو أحزاب أخرى، والبعض الآخر فضل أخذ استراحة محارب في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع بعد المؤتمر الوطني العاشر،الذي نتوقع ألا يكون ذا تأثير على طبيعة القيادة التي سيفرزها مادام لشكر شرع منذ المؤتمر الوطني التاسع في تهييء الأرضية التي ستمكنه من ولاية ثانية،ما يعني الاستمرار على نفس النهج الذي يسير به الحزب في الفترة الحالية وربما ينتج لنا أزمات أكثر شدة قد تقذف بالحزب خطوات أخرى نحو الهاوية .
لقد أصبح  الحزب في ظل القيادة الحالية على مسار مختلف وكأنه انقلاب جذري على مبادئ وقيم الحزب ،وانقلاب أيضا على الإيديولوجية الاشتراكية الديمقراطية الحقيقية ( وليس كما يفهمها لشكر) التي ظل عظماء وشهداء الاتحاد يدافعون عنها لسنوات طوال ومنهم من ضحى بحياته من أجل تحويل هذه الإيديولوجية من خطاب إلى فعل . فالمحامي لشكر قرر توجيه مدافعه لمحاربة ما يسميه بالظلامية والرجعية التي يمثلها الحزب الإسلامي الحاكم،العدالة والتنمية،وهو ما يفسره البعض بانتقال الاتحاد الاشتراكي من فكر الإصلاح إلى فكر الإقصاء بحيث صار هم القيادة هو معارضة العدالة والتنمية أكثر من معارضة سياسة الحكومة أو سياسة الدولة .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

تعليق 1
  1. أمين كريمو يقول

    تحليل في المستوى بطريقة بسيطة ومباشرة ولكن أزمة الاتحاد أعمق من القيادة

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*