تمثلات في ذكرى 20 فبراير… ثورة بقيمة المكتسبات

سياسي/ رشيد لمسلم
من ثمار المرحومة حركة 20فبراير ميلاد دستور إيجابي للمغاربة عام2011، والذي كان متزامنا مع الربيع العربي الذي أدى إلى ثورات في مجموعة من الدول العربية أسقطت بموجبها عدة أنظمة، وسببت في معارك داخلية وتناحر بين الشعوب والسلطات العمومية، إلا أن الشعب المغربي كان أكثر اتزانا ومواطنة وتجاوز المرحلة بفعل ارتباطه بالملك والوطن وكان من ضمن ثمار هذه الحركة دستور جديد حظي بإجماع وطني نظرا لما حمله من مكتسبات وهامش كبير من الحقوق والحريات مكنت المغرب من تجاوز أزمته الداخلية.
إن إحياء هذه الذكرى اليوم، لا يمكن إحياءها بنكهة الاحتفالية، أو الدعوة للنزول للشوارع من أجل تنظيم وقفات احتجاجية، ولا سيما أننا نمر من مرحلة الطوارئ الصحية التي تستلزم ربط الجأش واستحضار الرصانة والبعد الوطني، لأن المغرب ماض في طريق التنمية وتراكم المكتسبات وتحقيق المزيد من الإنجازات والمنجزات على كافة الأصعدة وفي مختلف المستويات.
كما أن الانسياق إلى دعوة الخروج للشارع العام هو انسياق غير منطقي ولا يحمل أسبابا من أجل إحياء ذكرى ماتت وفات أوانها، بقدر ما يجب التوجه إلى تمتين الصرح الديموقراطي وتحصينه وتعزيزه من خلال توسيع النقاش البناء والعمومي حول مختلف القضايا التي تهم الوطن الذي خرج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر نظرا لما أصبح يحتله من مكانة مرموقة ومتميزة بين الدول والأمم بفضل السياسة الحكيمة التي يقودها الملك محمد السادس وانفتاح المغرب على القارة السمراء وباقي الدول العربية والأوروبية وفي مختلف مناطق العالم واستطاع ضمان مكانته العالمية من خلال التطور الذي يشهده في ظل الاستقرار الذي ينعم به.
كما أننا من هذا المنبر الإعلامي ندعو الى الالتفاف جميعا حول النموذج التنموي المرتقب الذي دعا إليه ملك البلاد، والمساهمة في إثراءه وإغناءه من خلال المشاركة والمواكبة ولا الانصياع إلى دعوة النزول للشارع الذي لا معنى له في الوقت الراهن.