swiss replica watches
سكيزوفرينيا مغربية – سياسي

سكيزوفرينيا مغربية

سكيزوفرينيا مغربية :
بقلم د سدي علي ماءالعينين،يونيو ،اكادير،2022.
في وقت لا حديث للشارع المغربي الا عن هول الأزمة ،وثقل غلاء أضحية العيد ، و الأبناء الذين يجتازون الامتحانات، و تقليص العطلة الصيفية بزيادة شهر يوليوز في الموسم الدراسي ،
وسط هذا الهم الذي لا تتحمله الجبال ، خرجت علينا جهات تفتح نقاشا أشبه في توقيته ب “النقاش البيزنتي” ، ويتعلق الأمر بموضوع الميراث ،
نقاش قديم تقوده جهات منذ سنين ،منذ الخطة الوطنية لادماج المرأة في التنمية ، والتي قسمت البلاد الى قسمين ،وكان الحل في رمز وحدة البلاد أمير المؤمنين الذي احتكم اليه الطرفان ،
وقلنا ساعتها إن الملف طوي بشكل نهائي ،خاصة بعد دستور 2011, الذي أكد على توابث الأمة واعتبر أن انخراط المغرب في المواثيق الدولية تابث مالم يمس القواعد الصريحة الواردة في القرآن الكريم.
ومع مرور السنين ظهرت فئة ثالثة حسب لطيفة البوحسيني في مقال بالسفير العربي سنة 2019 ترى أن هذه الفئة تعتبر أن الوقت ليس مناسبا، وأن الموضوع لا يدخل ضمن الأولويات التي تستحق التركيز عليها في ظل انشغالات سياسية تعتبر أكثر أهمية في نظرها وتتطلب تكثيفا للجهود بدل تشتيتها في مواضيع خلافية. ولذلك فهي تفضل إرجاء طرح القضية حتى تنضج الشروط، مذكرة بأن غالبية الشعب والنساء من بينها ليس لهم ما يرثونه أصلاً!
وللتذكير، فإذا كانت كل من الفئة الأولى والثانية تعبِّران عن تيارين واضحي المعالم يجسدان رأيين يخترقان المجتمع المغربي، ويطلق عليهما وصف التيار الحداثي والتيار الإسلامي، فإن الفئة الثالثة تتشكل من خليط يتكون من الإصلاحيين والإسلاميين وحتى من بعض الحداثيين، بمن فيهم بعض الأصوات النسائية/ النسوية، ينطلق كلٌ منها من اعتبارات ومبررات تبدو مختلفة بل وحتى متناقضة، ولكنها في نهاية المطاف تلتقي في محصلة واحدة وهي تجنب الخوض في الموضوع هنا والآن.
وإن كنت أميل أن اصنف نفسي ضمن هذه الفئة و هي الغالبة وان كانت صدرت دراسة جديدة أعدتها “جمعية النساء المغربيات من أجل البحث والتنمية”، بشراكة مع “المنظمة المغربية لحقوق الإنسان” خلصت إلى أن 82 في المئة من المغاربة ضد كسر قاعدة “للذكر مثل حظ الأنثيين”.
وهذه الأرقام الغرض منها استغلال ضعف تيار المحافظين ،و انشغال المواطنين بظروف العيش الصعبة لتمرير قوانين يريد منها البعض انخراط المغرب في نادي افتتحته تونس في خطوة أولى بالمساواة في الإرث قبل أن تقدم مؤخرا على الحدف النهائي لهوية دولة تونس كدولة اسلامية.
فأين السكيزوفرينيا في هذا النقاش ؟
الأزمة تتجه نحو حرق الأخضر واليابس في طريقها ، و المغاربة يستنزفون كل مدخراتهم ،ويتجهون نحو بيع ممتلكاتهم لسد حاجياتهم والتزاماتهم المستقبلية ،وهو وضع ليس كارثيا اليوم لكنه يتجه إلى ماهو أسوء ،
فماذا سيتبقى للمغاربة ليورثوه لخلفهم ؟
وفيما يجدي قانون يساوي المرأة بالرجل في الميراث ،ولن يعود هناك ميراث اصلا ؟
المملكة المغربية الشريفة ملكها أمير المؤمنين ، يحكم بالإراثة ،والوريث ذكر ، عبر القرون،
فهل دعاة هذا التوجه يريدون غدا ان يورثوا الحكم لإمرأة تكون أميرة المؤمنين ؟
نحن نورث الذكور والنساء حسب التمييز الايجابي الذي أقره القرآن الكريم ، وهناك قوانين وضعية اعطت الحق للمتوفي ترك وصية يساوي فيها الإبن بالبنت ، دون حاجة لفرض الأمر على المجتمع كاملا .
لا تنسوا : اليوم تناقشون من يرث ، وانا اقول لكم ان الأزمة العالمية لن تترك لكم ما تورثون .
فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*