swiss replica watches
تونس والسيادة المغتصبة – سياسي

تونس والسيادة المغتصبة

تونس والسيادة المغتصبة
عبد السلام المساوي
أصبح النظام التونسي مكشوف العورة بعدما اختار رئيسه قيس سعيد هدم كل تاريخ العلاقات الأخوية ، الذي شيده قادة البلدين منذ عقود .

فالجميع يعلم أن استقبال قيس لزعيم الإنفصال هو تحصيل حاصل لسياسة المواربة وأعمال الاستفزاز التي نهجها قيس منذ وصوله لقصر قرطاج ، وظل المغرب متحكما في أعصابه وفي ردود فعله تجاه مواقف الدولة التونسية ، والسبب بسيط أن المغرب لا يمكن أن يواجه دولة طريحة الأرض اقتصاديا تعيش هشاشة وعدم استقرار سياسيين .
إن الموضوع أكبر من احتفاء ” رسمي ” بإرهابي ومغتصب ومجرم حرب على أرض الشرفاء والمجاهدين ، وهي حركة بليدة لن تهز حبة رمل واحدة في الصحراء المغربية ، بل يتعلق ، في عمقه ، بسؤال السيادة والاستقلالية والقرار الوطني المستقل ، وهي مقومات كل دولة على وجه الأرض ، وإذا فرطت فيها ، تحت أي مبرر ، فرطت في كل شيء ، وتحولت الى مستعمرة تابعة لكيانات أخرى .
ونحن ندرك تماما أن نظام الدولة المهددة بالإفلاس لم يعد يملك قراره السيادي ، بل أصبح دولة مختطفة ، وقراراتها رهينة لأجندة جزائرية انفصالية ، والسبب الرئيس لذلك معروف لدى الجميع ، وهو ينحصر – ببساطة – في أموال الغاز وتهديد تونس بالسماح للإرهابيين باجتياح حدودها ، لكن هذا ليس مبررا للإستمرار في السكوت عن هذه الإساءات المتتالية ، الجميع يعرف كيف كان رد المغرب تجاه الموقف الاسباني رغم أن ما قامت به اسبانيا لا يساوي جناح بعوضة مما قامت به تونس .
قضية الصحراء يا قيس يا سعيد قضية وجود بالنسبة للمغرب وهذه حقيقة فهمها يغير الكثير . وقد سبقتك للعيب دول قوية أعتى من تونس بكثير ، لكنها فهمت مدى تشبث المغاربة بوحدتهم الترابية .
تسلحت يا قيس يا سعييد بأحقر الطرق والسبل ، حتى ظهرت عوراتك من تحت ، وفي محاولة لإخفائها ( ببيانات بلهاء ) ، اتضحت أكثر ، حتى أصبحت أضحوكة أمام شعبكم وقواه الحية ، من أحزاب ونخب ومجتمع مدني ونقابات وإعلام حر .
إن فعلتك النكراء يا قيس يا سعييد لن تسيء إلى المغرب ، بل تسيء إليك في المقام الأول ، لأنك بعت القضية والموقف والحياد ، بحفنة دولارات ، سلمت إليك من جوع وبطالة ودموع شعب آخر هو الشعب الجزائري . إنه ذل ما بعده ذل ، سيخرجك صاغرا من الباب الضيق للتاريخ .
ما لا تعلمه يا قيس يا سعييد هو أنه عملت فقط على تلويث نفسك ، أما المغرب فقادر على الدفاع عن وحدته الترابية ، وقادر على مواجهة كل المؤامرات ، فقط لأن المغرب يملك قضية عادلة أما أنت يا قيس يا سعييد فلزمك العار فقط بفعلتك الشنيعة ، وأما استقبالك لابن بطوش من عدمه لا ولن يغير شيئا من القضية .
والقضية التي عليك يا قيس يا سعييد أن تفهمها ، هي أنه لا توجد قوة على وجه الأرض يمكنها أن تنتزع الصحراء من المغرب . الصحراء قضية الشعب المغربي .
أحسسنا بطعم الغدر المقيت ، نعم ، وشارك كل مغربي المغربي الآخر والمغربية الأخرى داخل وخارج الوطن الإحساس المقيت إياه وهو يرى ما وقع في تونس .
إن ما وقع في تونس زادنا اقتناعا بقوة طرحنا وجديته ، وبأن سيرنا في الطريق السليم وتحقيقنا لكثير من المكتسبات الإيجابية في هذا الملف قد أزعج أعداءنا أكثر من القدر المعهود ، ودفعهم الى المرور إلى السرعة القصوى ، وتطوير أساليب الضرب تحت الحزام ، واللجوء إلى الخسة لإيصال رسائلهم إلينا .
وصلت الرسالة ، بل الرسائل ، وردنا عليها رد جماعي باسم المغرب كله دون استثناء : الصحراء في مغربها ، والمغرب في صحرائه ، ويلزمكم فعلا البحث عما هو أفضل وأقوى من الاستعانة بالأنذال والخونة ومحترفي الغدر والخسة، اذا كنتم تريدون أن تزعجوا هذا الوطن العظيم ، أو أن تجعلوه يحس بأنكم حقا موجودون .
الموقف الذي يسيء إلى صاحبه فقط .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*