ما جدوى المنطقة العازلة بين المغرب وجنوب شرق موريتانيا؟
ما جدوى المنطقة العازلة بين المغرب وجنوب شرق موريتانيا؟
د، حميد المرزوقي
منذ أحداث الكركارات تبث ميدانيا أن المنطقة العازلة أصبحت تشكل عبئا كبيرا على تدبير الصحراء المغربية، حيث كانت هذه المنطقة تتيح لمرتزقة البوليساريو أن يروجوا لاسطواناتهم المشروخة، من قبيل ان كل الأراضي التي تقع في المنطقة العازلة هي مناطق محررة، وهو ما دفعهم في أقصى صور عنادهم وغطرستهم التقاط صور لمقاتليهم بشاطئ لكويرة وهم يحملون بعض الأسلحة الخفيفة، كما وصل تماديهم إلى حد إقامة بعض الاحتفالات في منطقة تيفاريتي التي تخللتها إقامة استعراضات عسكرية ورفع أعلامهم البئيسة.
وقد كان من أهم إيجابيات عملية إجلاء مرتزقة البوليساريو عن معبر الكركارات أن وضعت حدا نهائيا للتسيب الذي كانت تعرفه المنطقة، والقضاء النهائي للممارسات الصبيانية التي كان يقوموا بها هؤلاء المرتزقة في وجه محترفين النقل الدولي، الذين يقومون بنقل السلع المختلفة من إفريقيا إلى أوربا ومنها إلى باقي الدول الافريقية، لقد ظل سائقوا الشاحنات يعانون الأمرين من ابتزاز مسلحي البوليساريو ولمدة طويلة، إلى أن جاء الخلاص على يد فرق خاصة من القوات المسلحة الملكية التي وبكل احترافية وبدون إراقة الدماء تم القضاء النهائي على مناورات مرتزقة البوليساريو البئيسة التي غالبا ما كانت تشتد وطأتها كلما حل شهر أكتوبر الذي تنعقد في غضونه أشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار لهيئة الأمم المتحدة، وهذه السنة وفي صيغة متجددة في تقليد أرعن للمقاومة الفلسطينية التي يحلو لهم التشبه بها أطلقت مليشيات غادرة أربعة مقذوفات من نوع غراد السوفياتية الصنع بعدما تسللت من الأراضي الموريتانية للمنطقة العازلة ومنها إلى الحدود مع مدينة السمارة حيث أصابت هذه المقذوفات أربعة ومواقع في المدينة ادت إلى استشهاد شاب مدني في مقتبل العمر وإصابة ثلاثة مواطنين من سكان المدينة، وهي عملية جبانة وغادرة للرد على العمليات البطولية التي يقوم بها الجيش المغربي لصد فلول مرتزقة البوليساريو الذين منذ موقعة الكركارات تكبدوا خسائر بشرية كبيرة في صفوف مقاتليهم الذين لا يتوقفون عن محاولاتهم اليائسة لاختراق التحصينات المغربية بالجدار الرملي المغربي الذي هو من إبداعات القوات المسلحة الملكية والذي أصبح يدرس في الأكاديميات العسكرية، إن هذه العملية الجبانة التي راح ضحيتها مواطنين مغاربة مدنيين، يتطلب من المغرب أن يخرج عن تحفظه وأن يواجه هذا المستجد الميداني بكل حزم، وأن يقوم بالتشطيب النهائي على المنطقة العازلة مع موريتانيا وبعض المناطق المحادية لدولة الجزائر، وأن يتم مضاعفة ترسانة الاستشعار عن بعد وتطويرها وتجهيز المنطقة بالردارات التي بمقدورها رصد المقذوفات المنخفضة وابطال مفعولها قبل أن تصل إلى المناطق والمدن المغربية المأهولة بالسكان.
د. حميد المرزوقي