اشطاطبي: المشروع المجتمعي للاتحاد الاشتراكي

المشروع المجتمعي للاتحاد الاشتراكي

مصطفى اشطاطبي

4/نحو التعريف بهوية الاتحاد الاشتراكي -تابع-

وقد توج هذا الاختلاف بعقد اتفاقية تنظيمية سنة 1967،عرفت *باتفاقية القادة*،عملت على تنظيم قيادة الحزب وفق تركيبة ثناءية افضت إلى تكريس هذه الوضعية التنظيمية و الى تجميد الا جهزة الحزبية العليا للحزب الشيء الذي أعاق اصدار اي بيان مابين سنوات1969و1972.
ويمكننا،ان نستشف بذور هذا الاختلاف الذي حمله الحزب منذ ولادته ، فقد برز بشكل واضح خلال المؤتمر الثاني لسنة1962، والذي يوضح طبيعة هذا الخلاف والتجاوب داخل تركبة الحزب، والذي أدى بالطرف النقابي الى رفض التقرير الذي قدمه المهدي بن بركة ، ويعتبر هذا الرفض عن عدم تبني القادة النقابيين لمضمون هذا التقرير ،الذي ركز.على ان الحزب هو*الأداة الثورية* والبوصلة السياسية التي تتحكم في قيادة الصراعات وتوجيهها ،ومهما يكن فان هذا الخطاب التنظيمي لم يكن يجد منفذا داخل الواقع التنظيمي للحزب الذي كان يخفي نوعا من الفوضى المتفشية في صفوفه والتي افرزت اسلوبا *حلقيا* في التعامل، وفرخت *زوايا* نصبت اشخاصا ناطقين باسمها و يتمتعون بثقتهاوقد استمرت هذه الوضعية التنظيمية. الشاذة والتي إعاقت السير العادي للحزب إلى غاية سنة1972 ،حيث عبرت وثيقة30يوليوز1972عن رغبة القواعد الحزبية في التجاوز كما ان هذه *الانتفاضة التنظيمية*,كانت بمثابة اقلاع تنظيمي مكنت القيادة من التخلص من وضعية التردد والجمود ومن صرف النظر عن كل إمكانية التوافق مما حدى بالجهاز النقابي المتشبت بعدم *تسييس العمال*الى القبول بالامر الواقع وسن سياسة فرض القوة وخوض*معركة*,احتلال المقرات الحزبية واعتبرت *جماعة* المحجوب بن الصديق و عبدالله ابراهيم ان ماوقع سنة1972انما هو انقلاب داخل قيادة الحزب قادته جماعة عبد الرحيم بوعبيد للتمكن من فرض وصايتها وحجرها على المركزية النقابية للعمال ، وقد ساعدت هذه الوضعية التنظيمية من جهة أخرى والتي استمرت منذ 1959 إلى غاية بداية السبعينات ، الى انتعاش مختلف التيارات الفكرية والتي وجدت الأرضية خصبة لنموها وازدهار ها.
+ ..يتبع +

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*