السيدة ميرتشي العجيبة …
السيدة ميرتشي العجيبة
كتبها: احمد الدافري
السيدة ميرتشي MERCHE، هي زوجة الإسباني أنطونيو كًارسيا GARCIA الشهير بمطعمه الذي يحمل اسمه في أصيلة، والمتخصص في السمك.
السيدة ميرتشي لها من أنطونيو أبناء وبنات، كانوا صغارا في صيف 2010، حين خرجوا جميعا مساء يوم 11 يوليوز من تلك السنة رفقة والدتهم ميرتشي، من بيتهم الذي كان محاذيا لمطعمهم في الكورنيش، وهم يحملون رايات إسبانيا ويصيحون بفرح “إسبانيا إسبانيا”، احتفالا بفوز منتخب إسبانيا بكأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا بعد أن انتصر في النهاية على منتخب هولندا بهدف لصفر سجله المبدع آندريس إنييسطا.
السيدة ميرتشي تتحدث الدارجة المغربية بطلاقة هي وزوجها، بحكم أن الراحل كًارسيا، والد زوجها أنطونيو الابن، كان قد استقر رفقة أفراد أسرته بأصيلة منذ ستينيات القرن الماضي، فأصبحت عائلة كًارسيا مندمجة كليا داخل النسيج الاجتماعي للمدينة.
السيدة ميرتشي فتحت هذا المطعم قبل أكثر من عشر سنوات في أصيلة، وسمته باسم “الدار المغربية”، وهو مختلف كليا عن مطعم زوجها ذي الطابع العصري.
في ساحة شارع محمد الخامس وسط مدينة أصيلة، توجد مقهى ليكسوس ووكالة البنك الشعبي. وبين المقهى والوكالة يوجد زقاق اسمه “زنقة النرجس”، وعند الدخول إلى هذه الزنقة عبر ساحة محمد الخامس يوجد مطعم “الدار المغربية” على اليسار.
أغلب مرتادي “الدار المغربية” هم من الأجانب.
إسبان، وألمان، وإنجليز، وفرنسيون يأتون لتناول الغذاء أو العشاء فيه، حيث يقدم لهم عاملون شباب أطباقا مغربية، مثل السلطات المتنوعة، والزعلوك، والتكتوكة، والبسطيلة بالسمك أو الدجاج، والكسكس بلحم البقر أو بالدجاج، مع الخضر أو البصل والزبيب، وطاجين اللحم باللوز والبرقوق، أو طاجين الدجاج بالبصل والليمون، أو طاجين سمك الإسبادون أو الكروفيت، مع ديسير يتكون من الفواكه الموسمية، أو من الحلويات المغربية التقليدية مثل البريوات باللوز وكعب الغزال.
قبل أن ينتهي الزبائن من تناول وجباتهم، تكون السيدة ميرتشي قد مرت على موائدهم الواحدة تلو الأخرى، وسألتهم بابتسامة عريضة عن رأيهم في الأكل.
لو أردت أن تتحدث معها بلغة بلدها، بالتأكيد ستجيبها : مي كًوسطا موتشو سينيورا.
ستقول ذلك وأنت فرحان. 😅
وهذا ما كان.