لارا أحمد كاتبة وصحافية
عزلة الميدانيين في صفوف حماس: من يقف إلى جانبهم؟
في تطورٍ درامي داخل صفوف حركة حماس، تتزايد الشهادات التي تفيد بأن بعض عناصرها الميدانيين باتوا محاصَرين خلف “الخط الأصفر” – أي في مناطق تحت سيطرة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي – من دون أي دعم أو مساندة تُذكر من جانب المنظمة.
بحسب العائلات، فقد جرت اتصالات من الميدان طلباً للنجدة والمساعدة في الخروج أو الإخلاء، فيما الارتباط التنظيمي يبدو شبه مفقود.
العائلات التي تلقّت تلك المكالمات وصفت الوضع بأنه أليم وخطر؛ جندي أو عنصر ميداني يراوده شعور بأنه تُرك بمفرده، وعندما تواصل مع أسرته عبّر عن شعوره بأن «لا أحد يأتي، لا إمداد، لا انسحاب، لا إخلاء». هذا الأمر يفتح أكثر من سؤال حول التزام حماس تجاه منتسبيها في الساحات المعركة، خاصة عندما تصبح خطوط السيطرة والقتال متداخلة والمعسكرات المضادة تضغط بشدة.
من وجهة نظر استراتيجية، يبدو أن حماس تواجه أزمة في إدارة الميدان: فقدرة التنظيم على الاتصالات، الإسناد اللوجستي، والمتابعة خلف الخطوط ربما تضررت بسبب الضغوط العسكرية والبيئة الاشتباكية المتسارعة. هذا النقص ينعكس على معنويات المقاتلين ويُضعف صورة التنظيم كمظلة حامية لمنتسبيه.
من الناحية الإنسانية، فإن المعاناة تنعكس على الأسر التي تنتظر خبراً أو شاشة اتصال تنقذ أحد أولادها، بينما التنظيم – من المفترض أن يكون في المركز – يبدو عاجزاً أو متقاعساً. وهو ما يُمكن أن يؤدي إلى مزيد من الهزات داخل تركيبة الحركة، من حيث الولاء، الانضباط، والثقة المتبادلة.
في الخلاصة، ما يحصل اليوم يُعدّ اختباراً حقيقياً لحماس: هل ستتحمّل مسؤولياتها تجاه مناضليها، أم أن المعركة ستفضي إلى تشظٍ داخلي وتراجع في الروح القتالية؟ تبقى الإجابة مرهونة بمدى قدرة التنظيم على إعادة تأهيل قدراته التنظيمية الميدانية والتواصل مع منتسبيه الذين يشعرون بأنهم «على الخطّ الوحيد، من دون سند.
