هكذا كانوا….هؤلاء أعضاء المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير سنة 1977. 

هكذا كانوا. 

 

هؤلاء أعضاء المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير سنة 1977. 

كتبها: احمد الدافري 

نعم. 

 

لم تكن حينها بينهم أية امرأة. 

 

 لأن موقع المرأة في المشهد السياسي كان حينها منعدما. 

 

أما اليوم فقد تطور الوضع كثيرا بالنسبة إلى المرأة التي أصبحت لديها كوطا في المجالس الجماعية، وفي البرلمان. 

 

لكن ليس هذا هو ما جعلني أنشر هاتين الصورتين.

 

معظم هؤلاء المنتخَبين رحلوا عنا إلى دار البقاء. 

 

هنا أرى عددا من الرجال الذين كانوا يثيرون الإعجاب داخل المدينة، أغلبهم محامون وأساتذة، ومنهم تجار. 

 

في الصورة الأولى الملونة، نرى في الوسط المحامي الراحل الأستاذ سي نور الدين ابن الفقيه وهو يرتدي نظارة ولديه لحية خفيفة. هو والد سي عوض ابن الفقيه الدبلوماسي المغربي الذي يؤدي حاليا وظيفته الدبلوماسية باقتدار شديد في سفارة المغرب بسان سالفادور عاصمة دولة السالفادور، التي لديها علاقات متميزة مع المغرب.

 

يجلس قبل الأستاذ الراحل نور الدين ابن الفقيه، على يساره، المحامي الراحل الأستاذ عبد السلام الشرادي، والد الرسام الفنان الكاريكاتوريست سي خالد الشرادي. ويجلس بعده على يمينه الراحل الحاج عبد الرحمان أطاع الله وكان من ملاك الأراضي الفلاحية.

 

وجوه أخرى عديدة تظهر في الصورتين، منهم الراحل الأستاذ سي عبد السلام البدوي والد الأستاذ الأديب عادل البدوي، والأستاذ محمد أخريف مؤرخ المدينة أطال الله في عمره، والأستاذ الشاعر الراحل عبد الصادق الشاوي، والأستاذ المحامي الراحل المهدي المجول، والراحل الحاج المهدي الريفي بنشعبوشي الذي كان تاجرا من الأعيان الكبار في المدينة ومن أصحاب المشاريع العقارية. 

 

 ما أريد أن أركز عليه هنا، في هاتين الصورتين، هو الهيبة والوقار والهندام الأنيق لهؤلاء الأعضاء الذين كانت ساكنة المدينة تنتخبهم في إطار انتخابات فردية، والذين يظهرون هنا مجتمعين مع بعضهم، أغلبية ومعارضة، حيث تمر النقاشات باحترام وبدون ضجيج. 

 

لماذا نشرت هاتين الصورتين؟

 

نشرتهما لأنني رأيت صورة منشورة لأعضاء مكتب مجلس مسؤول عن تسيير جماعة إحدى المدن الصغيرة، في حجم مدينة القصر الكبير، وأثارت انتباهي رداءة المنظر، حيث لا ذوق ولا أناقة ولا جمال.

 

 واحد يرتدي بيجاما النوم.

 

 والثاني يرتدي قندورة وصندالة من النوع الذي يدخل به المصلون إلى غرفة الوضوء في المسجد. 

 . 

 والثالث يرتدي بدلة رياضية أنهكها الدهر من كثرة التصبين. 

 

 والرابع والخامس يرتديان الشورط وكأنهما أتيا كي يستحما في حمام سيدي ميمون. 

 

 والسادس يرتدي قميص فريق إسباني لكرة القدم وكأنه يشتغل مع إدارة الفريق في قسم الإشهار.

 

 أما النساء فهن يظهرن كأنهن أتين مباشرة من سوق قروي على متن بيك أوب، كان يسوقه خطاف، وقطعن مسافة طويلة وسط التراب قبل أن يلتحقن بأعضاء مكتب الجماعة. 

ما أجمل الأمس مقارنة مع رداءة اليوم. 

وهذا ما كان.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*