وبعد، فالدراسات القيّمة التي يضمها هذا الكتاب هي الكفيلة بقراءة تجربة الروائي الميلودي شغموم. إنها مهداة إليه، أولا، شخصاً، تقديراً لإنجازه ومثابرته، وعربونَ اعتراف لما قدمه ثميناً في متن تجديد روايتنا، ولإيمانه الصدوق بقيمة الكلمة وقدرة الأدب والفكر على التعبير والتنوير. ومهداةٌ، ثانيا، من خلاله، إلى أدبنا المغربي، الرواية لا ريب اليوم في قلبه.

ومُهدى، ثالثا، للدرس والنقد الأدبيين في المغرب. هي أبحاث وتحليلات وضعها دارسون جامعيون راسخون في العلم، ونقاد ثقاة من أجيال ومشارب مختلفة، إليهم وقد لبوا الدعوة بأريحية، متطوعين بلا أجر إلا الصدق والإيمان، نفخر بإصدار هذا الكتاب، فلهم الشكر والامتنان.
وبعد، أيضا، ما كان لهذا التأليف أن يرى النور لولا الإرادة المخلصة للأستاذ الدكتور محمد الفران مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية لاحتضانه هذا المبادرة أردناها تكريما لزميلنا وصديقنا الروائي الأستاذ الميلودي شغموم، فرعاها تكفلت مؤسسته الموقرة بالطبع والإصدار، جرياً على ما أصبح سُنّةً حميدةً بعد صدور كتب أعددناها بالتتابع عن الراحلين أحمد المجاطي، محمد زفزاف، وعبد المجيد بن جلون، وهذا أولها عن علم أدبي حاضر بيننا بوجهه السّمح وسرده الثّر، نتمنى له مزيد العطاء وأن يهبه الله دوام العافية وطول العمر، والأمل أن يواصل الجيل الحاضر جهد وأخلاق ثقافة الاعتراف، وأن يمتد حبلها يداً بيد مع هذه المنارة العلمية، الشكر الجزيل والعرفان لمسؤولها مديرا وجامعيا قديرا.