swiss replica watches
*فريدريش فون شيلر* *و أورهان باموك* – سياسي

*فريدريش فون شيلر* *و أورهان باموك*

*فريدريش فون شيلر*
*و أورهان باموك*

*1* *- فريدريش فون شيلر*

*يستحق شيلر(Friedrich von Schiller) فعلا لقب المفكر والشاعر الثائر التواق دائما إلى الحرية، والثائر على البلاط والأمراء .*

عندما كان شيلر سنة 1749 في كامل نضجه واستوائه الفكري، حمل على عاتقه تأليف *رسائل عن التربية الجمالية للإنسان* ، وقد كان من قبل كرس قسطا لا بأس به من سنوات عمره منكبّا على دراسة الجماليات النظرية. وأفضى به هذا النشاط الفلسفي بصورة رئيسة إلى الرسائل في التربية الجمالية، وهو عبارة عن رسائل تمت كتابتها من شهر شتنبر 1794 إلى يونيو 1795 وصدرت على صفحات المجلة التي أسسها شيلر مع غوته؛

*وتشكل هذه الرسائل مع مقال «الشعر الساذج والشعر الحساس» (1795-1796) من أعظم الأعمال في جهوده المبذولة الفكرية والتأملية المجردة التي أنتجها شيلر* ، *والتي وصفها الروائي الألماني الكبير صاحب الجبل السحري “توماس مان” بأنها أجمل ما كتب باللغة الألمانية* .

ويجب اعتبارها في المقام الأول، محاولة من أجل الاستنباط بشكل منهجي الأفكار التي توصل إليها بعد دراسة طويلة في مجال فلسفة الفن الجميل.

من جانب آخر، فإن أحداث الثورة الفرنسية، كان لها الأثر الكبير في توجيه انشغاله الفكري نحو القضايا السياسية، مثله مثل معظم الكتاب الألمان؛ وهذه الرسائل في المقام الثاني تؤكد أن شيلر حاول في وقت ما حل هذه القضايا من خلال الاستطيقا.

فقد كانت إحدى نواياه وهو يكتب هذه الرسائل أن يظهر، بأن الأسئلة الجمالية أي الإستيطيقية لها قيمة عملية وأهمية سياسية.

*يريد أن يقدم دليلا أن هذه الرؤى الجمالية يمكن أن تساهم في حل مشكلة الحرية السياسية واستعمالها في إصلاح الدولة والمساهمة في سعادة البشرية* .

يمكننا منذ سنة 1786 تقريبا أن نتابع داخل فكر شيلر تشكيل نزعة إنسانية هيلينية (يونانية) مثالها الأعلى إنسانية متناغمة وقوية.

فاستنادا على هذا المفهوم الإنساني الذي تمت صياغته وتطويره منهجيا في الرسائل، قام شيلر بتشييد الاستطيقا الخاصة به.

فالجميل هو شرط ورمز للكمال الإنساني، ومفهوم الجمال المثالي مستنبط من الفكرة الإنسانية المثالية، من المفهوم الخالص للإنسانية.

_ماذا يعني وكيف هي تمثلات ” الإنسانية الخالصة ” ؟،_

*يجيب شيلر على هذا السؤال، منطلقا من تحليل الملكات الإنسانية، من سيكولوجيا مشبعة بالميتافيزيقا تختزل الروح الإنسانية إلى طبيعيتين أساسيتين: الطبيعة الحسية، والطبيعة العقلانية. فالطبيعة الحسية تشير إلى الإنسان الذي يعيش في نسبية المكان والزمان تحدده أحاسيسه المتعاقبة وتصوراته وحالاته العاطفية .

أما الطبيعة العقلانية، هي الشخصية الحرة المفكرة والفاعلة والمستقلة، تعتمد وتتحدد وتقوم فقط على نفسها، وتهتم باستمرار في تغيير شخصيتها حتى تكون في أحسن حال؛ وتسمو بتصوراتها المستمدة من التجارب، محتكمة لها في القول وفي الفعل من أجل الإصلاح الإنساني* .

فإذا كانت هذه هي البنية الأساسية للروح الإنسانية، فإن مهمة الفرد الذي ينشد الامتلاء الإنساني هي أن يخضع في المقام الأول إلى مطلبين متعارضين لطبيعته الحساسة وطبيعته العقلانية، وأن يجدد تدريجيا كل ما هو ممكن ويفرض وحدته على كل الوقائع.

*إن الإنسان هو بالتأكيد لن يبلغ في ارتقائه إلى مستوى “الآلهة”، لكن يمكنه أن يسعى إليها ما لا نهاية: يكفي أن يكون لديه من جانب أحاسيس، ومن جانب آخر أن يعمل جاهدا على جعل كل حقيقة عابرة خالدة وأبدية.

بمعنى أن يتطلع إلى الحقيقة والخير .*

إضافة إلى ذلك فهو يمتلك غريزتين، الأولى، تدفعه إلى الانخراط في الصيرورة والتعددية، كينونة ووجود من (حساسية ورغبة ومادة وعالم). والثانية، تلغي الزمن، تثبت نفسها في حرية تتجاوز حساسيتها.

*2* *- أورهان باموك*

*يحكي أورهان باموك الروائي التركي في إحدى مداخلاته القرائية والنقدية محاضرا أمام طلبة الجامعة الأمريكية المرموقة هارفارد، عن ما وجده في قراءاته للروايات:*

تماما مثل زائر المتحف، يجد نفسه أمام لوحة متأملا ومتأثرا ومستمتعا حتى أنه سيجد اللوحة الفنية وقد استقرت بداخله، لكنها صاخبة ومضطربة ب *الفعل والصراع والثراء..* …

فمعظم الروائيين يعرفون بأن قراءة السطور الأولى من رواية يشبه بكثير الدخول إلى لوحة بمشهد طبيعي..

*فعندما نقرأ رواية ننتقل من المنظور العام إلى اللحظات المنفلتة العابرة، من الأفكار العامة إلى أحداث خاصة بسرعة فائقة لا توجد عند أي جنس أدبي آخر…*

المشهد الروائي هو امتداد، وهو جزء لا يتجزأ من الحالة العقلية لشخوص الرواية، حينها ندرك بأننا نتداخل ونتماهى معهم بدون مشقة…

إن ما يسمى ( الحبكة ) ما هي إلا خط ومسار يربط بين النقط التي نريد حكايتها وعبورها؛ إن هذا الخط لا يمثل مادة ومحتوى الرواية، بمعنى الرواية نفسها.

*لا،* إنه بالأحرى يشير إلى التوزيع داخل النص لآلاف النقط الصغيرة التي تتكون منها الرواية:

وحدات سردية، مواضيع وقضايا، دوافع، حبكات ثانوية، ميكرو حكايات، لحظات ومواقف شعرية وغنائية، تجارب شخصية، شذرات إخبارية… ؛

سميها كما شئت، فهذه النقط تمثل في المحصلة النهائية أنوية طاقة، كبيرة أو صغيرة هي التي تدفعنا إلى خوض مغامرة كتابة رواية….

أحاول إنشاء علاقة بين هذه النقط الغير قابلة للتجزئة وبين اللحظات التي تمثل الزمن..

توجد أيضا لحظات غير قابلة للتجزئة والمسار الذي يربط بين هذه الهنيهات اللا متناهية هي “الزمن”

وبطريقة مماثلة حبكة الرواية هي المسار الذي يربط الوحدات السردية الصغيرة والكبيرة الغير قابلة للتجزئة.

*ومن الواضح أن الشخصيات المحورية ينبغي أن تمتلك روحا، وخصائص وسمات وترتيبات نفسية تبرر مساراتها والفعل الذي تلزمه هذه الحبكة.*

إن هدف أروهان باموك هنا، ليس هو الوصول إلى فهم عميق لمقال شيلر فحسب، ولكن أيضا لاستعماله في توضيح تأملاته الخاصة حول فن الرواية والتعبير عنها بدقة.

إن الشعراء السذج يشبهون الطبيعة تماما : في هدوئها، وقسوتها وحكمتها.

يكتبون قصائدهم بعفوية، بدون تفكير، وأيضا دون أن يهتموا لما سيقوله الآخرون ولما ستسفر عنها الكلمات التي يستعملونها ثقافيا وأخلاقيا..

فالقصيدة أملتها عليهم الطبيعة، هي أثار تركتها الطبيعة على عظامهم لن تنمحي قط، وذلك بسبب أنهم ينتمون إلى الطبيعة بل هم جزء منها.

أما الشاعر العاطفي الحساس، لديه قلق أساسي: بأن كلماته من غير المؤكد بأنها تعبر بدقة عن الواقع، وبأن الأساليب والتقنيات التي يستعملها قاصرة عن المعنى الذي يهدف إليه؛

إنه يشك في كل شيء يراه ويضعه موضع التساؤل بما فيها حواسه الخاصة.

*يهتم اهتماما كبيرا بالمبادئ التربوية والأخلاقية والثقافية عندما يعطي لتصوراته شكلا شعريا.*

*إن مقالة شيلر حسب أورهان مابوك هي مصدر جذاب لكل من يريد دراسة الروابط بين الفن والأدب والحياة.*

قراءة وتركيب ترجمة عبد الكريم وشاشا

المراجع:

Friedrich von Schille : Lettres sur l’éducation esthétique de

Orhan Pamuk : Le romancier naïf
et le romancier sentimental

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*