ياسين البهلولي يكتب: الكفاءة أولا!
ياسين البهلولي
بعض التعاليق و التصريحات حول التعديل الحكومي المقبل تتجه و تحاول، عن حسن أو سوء نية، توجيه الأمور نحو إختزال تجديد النخب و الكفاءات في إدخال عناصر شابة في الهيكلة الجديدة.
الخطاب الملكي ل 30 يوليوز الماضي كان واضحا من حيث الشروط التي يجب توفرها في المسؤولين الحكوميين و الإداريين المقبلين.
فصاحب الجلالة تكلم عن تلاثة شروط لا رابع لها يجب أن تتوفر جميعها في المسؤول المستقبلي:
1 – أن يكون من النخب الجديدة القادرة على مواكبة المرحلة المقبلة. و كلمة “نخب” ليست عبثية هنا.
2 – أن يكون من الكفاءات القادرة على تنزيل الجيل الجديد من البرامج. و نضع سطرا تحت كلمة “كفاءات”.
3 – أن يتحلى بالنزاهة و الوطنية الصادقة و الترفع عن المصالح الشخصية.
فممكن أن نستنتج من الخطاب الملكي، أن الشاب السياسي الطموح لتحمل المسؤولية ستكون له الأولوية، و لكن يجب أن يتوفر على الشروط التلاثة و إلا فإننا سنعيد إنتاج نفس الظروف التي أفشلت تجربة لائحة الشباب في مجلس النواب.
لقد أضحت لائحة الشباب تجربة ريعية بكل المقاييس أعطت للمغرب و لتجربته الديمقراطية نوابا “شبابا” من المقربين و المقربات، بدون مراجع و لا معايير، يخلطون بين التمثيلية الوطنية التي هي مهمة أي برلماني و التمثيلية الإقليمية و ممارسة المهمة الرقابية عن أي شيء باستتناء قضايا الشباب و مشاكلهم.
للأسف ممتلي الشباب أصبحوا العدو الأول للشباب و أولوياته!
فبعيدا عن أي شعبوية و دغدغة للمشاعر، يجب التوقف عن المتاجرة ب “ماركة” الشباب ومأسيه، فالشاب المغربي ليس رقما عدديا ولكن مواطنا كامل المواطنة له طموحات و أفكار يحتاج للتأطير والتوجيه الدائم و المستدام طيلة السنة من طرف الأحزاب السياسية و المجتمع المدني.
فرئيس الحكومة والأحزاب المكونة للأغلبية الحالية (او المقبلة!) مدعوون إلى التركيز على الشروط (les critères) في إختيار المسؤولين المقبلين, كما طالب بذلك جلالة الملك، و ترك الأمر لسيرورة الأشياء والمنطق الزماني من أجل فرض الشباب بطريقة طبيعية و مستحقة بعيدا عن ريع الأصدقاء والصديقات.